ثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب “المصريين”، قرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي سيكون مكرسًا لتعويض الدول النامية عن الأضرار التي تتكبدها من جراء التغير المناخي، مؤكدًا أنه قرار تاريخي وغير مسبوق ويعكس بكل تأكيد إصرار مصر على أن يكون مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «cop27»هو قمة التنفيذ مثلما أعلن الرئيس السيسي عند افتتاح القمة بمدينة شرم الشيخ.

وقال "أبو العطا"، في بيان اليوم الأحد، إن إدراج قضية الخسائر والأضرار التي تبنتها مصر في جدول أعمال مؤتمر قمة المناخ COP 27؛ والموافقة على إنشاء صندوق لتمويل الأضرار المناخية التي تلحق بالدول الضعيفة يُعد نجاحًا كبيرًا للدولة المصرية التي رفعت شعارًا لهذه القمة بأنها قمة التنفيذ، موضحًا أن التوصيات التي خرجت عن قمة المناخ تعكس بما لا يدع مجالًا للشك إصرار مصر على أن تخرج توصيات تلك القمة بحلول واقتراحات وآليات قابلة للتنفيذ.

وأضاف رئيس حزب “المصريين”، أن قرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار سيشكل بدوره دفعة قوية للأمام للعمل المناخي وسيفرض على كافة الدول التزامات نحو الإبقاء على مستوى درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة، مطالبًا جميع الدول بالعمل على بناء الثقة من أجل مواجهة التغيير المناخي وأن يتم تقديم الدعم المادي للبلدان الفقيرة لمساعدتها على التكيف مع الآثار الناتجة عن التغير المناخي.

وأوضح أن قرار إنشاء هذا الصندوق إعلان على نجاح مصر في قيادتها للمؤتمر وفي تحديد لجنة خاصة لوضع ترتيبات تطبيق القرار والصندوق من إقرار تلك الترتيبات في مؤتمر الأطراف المقبل "cop 28"؛ والذي سينعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية العام المقبل 2023، مؤكدًا أن مصر نجحت في وضع برنامج قمة المناخ للتكيف ليكون خطة عمل أخرى تؤكد الطموح للحفاظ على درجة حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية ليفتح الباب لمزيد من الإجراءات الحكومية للعمل على تحفيف الانبعاثات؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام cop 28 بالإمارات للاتفاق على وضع خطة لخفض جذري الانبعاثات تلتزم بها الدول الغنية والمسئولة عنها وعن الأضرار المناخية.

وأكد أن مصر نجحت في تنظيم مؤتمر المناخ على أعلى مستوى من الكفاءة والإبهار بشهادة العالم أجمع بفضل توجيهات القيادة السياسية، لا سيما بعدما سخرت له جميع عناصر ومقومات نجاحه، ووفرت له كل الإمكانات والمتطلبات اللوجيستية، لتكون شرم الشيخ في أبهى صورة أمام العالم بأسره؛ الأمر الذي أثبت قدرة الدولة المصرية على تنظيم واستضافة كبرى الفعاليات العالمية بما يُشكل مبعث فخر واعتزاز لنا جميعا كمصريين، مشيرًا إلى أن دور مصر لن يقتصر على تلك المرحلة بصفتها رئيس القمة، وإنما سيمتد لمدة عام حتى موعد انعقاد COP28 في الإمارات، بمتابعة أعمال المناخ ونقل التجربة المصرية الخاصة بالمشروعات الخضراء الذكية إلى دول الإقليم بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة، وتنفيذ سبل توظيف البحث العلمي، معقبًا: “القيادة السياسية مُمثلة في الرئيس السيسي حريصة على إحراز مزيد من التقدم بهذا الملف لإنقاذ البشرية بما يُضاف إلى تاريخها وعملها الريادي”.

ونوه بأن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي نالت تقدير واحترام إقليميًا وعربيًا وأفريقيًا ودوليًا؛ لا سيما بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها قمة المناخ لمجابهة تحديات تغير المناخ وتحسين ظروف الحياة وإرساء قواعد التنمية المستدامة، موضحًا أن هذه القمة فرصة فريدة لمصر لتكثيف جهودها للعمل المناخي على عدد من الجبهات بما في ذلك الوعي بتغير المناخ والتخفيف والتكيف والتمويل ودعم القدرات الوطنية في مجال تغير المناخ.

وأعرب عن سعادته بنجاح مصر بجميع مؤسساتها وشبابها الواعد في استثمار قمة المناخ وحصد حزمة من الاتفاقيات والمشروعات الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل تلك المشروعات ذات الصلة بالتصدي لتغير المناخ في مصر ومختلف الدول النامية التي تعاني كثيراً من التداعيات السلبية والخطيرة لظاهرة تغير المناخ، موضحًا أن هذه القمة حققت مكاسب لا حصر لها للترويج السياحي لمصر وللصناعة والمنتجات المصرية والحرف والصناعة التقليدية وجذب الاستثمارات من خلال شراكات دولية وإقليمية ودعم وتعزيز العمق والبعد الأفريقي لمصر والعمل على تحويل تحديات تغير المناخ إلى فرص لتحقيق تنمية منخفضة الانبعاثات وزيادة المرونة والتكيف في إطار استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050 من خلال خطط وطنية تنفيذية شاملة.