السبت، 30 مارس 2024 01:21 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

الفن والثقافة

اليوم.. نجاة الصغيرة تكمل عامها الـ82

بوابة المصريين

نجاة محمد كمال حسني البابا المعروفة بـنجاة الصغيرة، هي مغنية وممثلة مصرية، وتعد من أشهر رموز الموسيقى العربية في "العصر الذهبي" للخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وقد اعتزلت الغناء عام 2002، ثم عادت للغناء أول عام 2017.

ولدت نجاة في مثل هذا اليوم 11 أغسطس 1938 لتكمل عامها الـ82، ووالدها هو محمد كمال حسني البابا، الخطاط العربي الدمشقي الشهير، الذي هاجر إلى مصر في شبابه حيث تزوج بوالدة نجاة وهي سيدة مصرية، وشقيقتها هي الفنانة سعاد حسني، وعمها الفنان السوري أنور البابا.

بدأت نجاة الصغيرة في الغناء في التجمعات العائلية في سن الخامسة، وقدمت أول فيلم لها بعنوان "هدية" والذي صدر عام 1947 في سن الثامنة، وكتب عنها الكاتب الصحفي المصري فكري أباظة في بداية ظهورها: "إنها الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفي حاجة إلى عناية حتى تكبر، وهي محافظة على موهبتها، مبقية على نضارتها".

وفي مقابلة تلفزيونية مسجلة مع نجاة في منتصف الستينيات للتلفزيون المصري مع المذيعة سلوى حجازي، ذكرت نجاة أن لها ثمانية أشقاء وشقيقات، وتشير بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة إلى ضعف هذا العدد، وتذكر أن لنجاة سبعة عشر من الإخوة والأخوات، حيث عدّوا إخوة سعاد حسني من أمها إخوة لنجاة فقالوا أن لنجاة 17 عشرا أخا وأختا، بينما ذلك غير صحيح، ذلك أنهم ليسوا أولادا لمحمد حسني ولم تنجبهم والدة نجاة.

والحقيقة أن لنجاة عشرة أخوة وأخوات، هي بين ثمانية أشقاء وشقيقات من أمها وأبيها محمد حسني، هم على النحو الآتي، أربعة أولاد: عز الدين، نبيل، فاروق، وسامي، وأربع بنات: خديجة، سميرة، نجاة نفسها، عفاف، إضافة إلى ثلاث أخوات من والدها وزوجته الثانية جوهرة محمد حسن (والدة اختها سعاد حسني)، وأخواتها هن: كوثر، سعاد، صباح، وجوهرة محمد حسن بعد أن انفصلت عن محمد حسني (والد نجاة وسعاد) تزوجت بآخر وأنجبت منه ستة أولاد آخرين (ثلاثة أولاد وثلاث بنات).

عندما بلغت نجاة سن التاسعة عشرة، كلف والدها شقيقها الأكبر "عز الدين" ليدربها على حفظ أغاني السيدة "أم كلثوم" لتقوم بأدائها فيما بعد في حفلات الفرقة، ووصلت نجاة إلى درجة من الإتقان، مكنتها من تقليد "أم كلثوم"، وبهذا بدأت مرحلة جديدة في مشوارها الفني.

كان بيت والدها معروفا باسم "بيت الفنانين" فابنه، عز الدين حسني هو ملحن موسيقي، وقد درس شقيقته نجاة الموسيقى والغناء، وابنه الآخر سامي حسني يعزف على آلة التشيلو، وهو كذلك مصمم مجوهرات وخطاط، والفنانة الشهيرة سعاد حسني هي الأخت غير الشقيقة لنجاة.

قدم لها الشاعر مأمون الشناوي أغنية "أوصفولي الحب" من تلحين محمود الشريف، وكانت هذه الأغنية بدايتها الفنية الحقيقية، ومنذ ذلك الوقت أحاطت "نجاة" نفسها بالمثقفين أمثال محمد التابعي، مأمون الشناوي، كامل الشناوي، فكري أباظة، محمود الشريف، وأخيها عز الدين حسني إضافة إلى رؤوف ذهني وغيرهم، كونت نجاة بذلك هيئة مستشارين من أصدقاء ينصحونها، وينيرون الطريق أمامها.

تعاونت نجاة بعد ذلك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في لحن "كل دا كان ليه"، لتتوالي بعدها أعمالها الفنية، وغنت أيضا للملحنين: سيد مكاوي، وحلمي بكر، وبليغ حمدي، وكمال الطويل وهو أفضل الموسيقيين الذين استوعبوا صوتها، وكذلك الموسيقار محمد الموجي وهاني شنودة.

تزوجت نجاة مرتين، كان زواجها الأول في سن مبكرة، تحديدًا في عام 1955، عندما كانت بعمر 16 (أو 17) سنة، من كمال منسي الذي كان صديقًا لشقيقها، ثم انفصلت عنه حوالي عام 1960، ومن ثم تزوجت مرة أخرى في عام 1967 من زوجها الثاني، المخرج حسام الدين مصطفى (1926-2000)، إلا أنها انفصلت عنه بعد مدة قصيرة، ولم تتزوج منذ ذلك الحين، حيث تشير التقارير الإعلامية إنها اتخذت قرارًا بتكريس حياتها لتربية طفلها الوحيد "وليد" من زواجها الأول، وإلى التفرغ لعملها.

في السنوات العشر الأولى من مسيرتها الغنائية قلدت نجاة المطربين الآخرين، خاصة أم كلثوم، وفي عام 1946 كتب الصحفي المصري الشهير فكري أباظة (1896-1979) في مجلة المصور تقريرا بعنوان (مطربة يجب أن تستولي عليها الحكومة) طالب فيه الدولة بدعم موهبة نجاة الصغيرة، وكما تقول عائلتها عن تلك الفترة أنها كانت بمثابة "تدريب" لصوتها، وغم ذلك، في عام 1949، قدم الملحن محمد عبد الوهاب (1902-1991) بالفعل شكوى رسمية في مركز شرطة ضد والد نجاة، ادعى فيها أن هذا التدريب هو عرقلة للعملية الطبيعية لتنمية صوتها، وأنها ينبغي أن تترك وحدها لتتطور بشكل طبيعي دون تلك التدريبات.

وقال الملحن كمال الطويل، وهو أحد الذين تعاونوا معها كثيرا، في مقابلة تلفزيونية أنه بالنسبة إلى الملحنين فإن نجاة الصغيرة كانت الأفضل أداء على مستوى العالم العربي، وبالنسبة إلى الجمهور فهم يضعونها في المركز الأول عربيا، حتى قبل أم كلثوم، التي لا يزال العديد من الناس يعتبر أنها أعظم مطربة عربية في التاريخ.

وكان يرى محمد عبد الوهاب، أبرز ملحن عربي في القرن العشرين، أن أعماله وألحانه كانت أكثر أمانا مع نجاة، ووصفها بأنها "صاحبة السكون الصاخب"، ويقول نزار قباني أحد أشهر الشعراء المعاصرين، في مقابلة تلفزيونية أنه عندما ينشر ديوانا شعريا فإنه يأمل في الحصول على نحو 15 ألف قارئ على أحسن تقدير، لكن عندما تغني نجاة إحدى قصائده فإنها تجتذب الملايين في العالم العربي.

تركت نجاة تقليد المطربين الآخرين عندما غنت أول أغنية خاصة بها في عام 1955 عن عمر يناهز 16 عاما، وكانت هذه الأغاني طويلة المدة ناجحة للغاية وزادت من شعبيتها على وجه السرعة حتى اقتربت من شعبية أم كلثوم، وكان نجاحها مع الأغنيات الطويلة هائلا، وكان تدريبها دقيق، فكانت تخضع لبروفات مطولة في استوديوهات التسجيل مما جعل أداءها الدؤوب على المسرح مميزا.

وسجلت نجاة الصغيرة أكثر من 200 أغنية .

ولنجاة 13 فيلما سينمائيا على مدى 30 عاما ثم اعتزلت تصوير الأفلام في عام 1976 عن عمر يناهز 37 عاما، وكل أفلامها تقريبا تحتوي على أغاني لها، وأشهر وأبرز هذه الأفلام هي تلك الأفلام التي قامت فيها بدور البطولة ومنها أفلام فيلم هدية، مع عزيزة أمير ومحمود ذو الفقارعام 1947، وفيلم بنت البلد، مع إسماعيل يس 1954، وفيلم غريبة، مع أحمد رمزي وأحمد مظهر 1958، وفيلم الشموع السوداء، مع صالح سليم وفؤاد المهندس 1962، وفيلم شاطئ المرح، مع حسن يوسف 1966، وفيلم سبعة أيام في الجنة، مع حسن يوسف وعادل إمام 1969 وغيرها من الأفلام البارزة في تاريخ السينما المصرية.

وبعد اعتزالها أفلام السينما استمرت نجاة الصغيرة لأكثر من ثلاثة عقود لاحقة قدمت فيها حفلات غنائية عديدة وبعدها اعتزلت من المسرح أيضا، وتعاونت نجاة مع العديد من ملحني الموسيقى العربية من القرن العشرين، وأبرزهم كمال الطويل الذي لحن "عيش معايا"، ومحمد عبد الوهاب الذي لحن لها كثيرا من أفضل أغنياتها، بما في ذلك أغنية "لا تكذبي" المشهورة.

في يناير 2015، رفضت نجاة الصغيرة عروضا نقدية كبيرة من قنوات تلفزيونية تريد منها المشاركة في مسلسل تلفزيوني مقترحا عن أختها سعاد حسني.

الفن والثقافة

آخر الأخبار