اشتعلت بقعة جديدة في إثيوبيا، إثر مقتل العشرات ونزوح عشرات الآلاف من المواطنين المنتمين إلى منطقة كونسو، الواقعة جنوب البلاد، بعد شن مجموعات مسلحة لهجمات متواصلة.
يذكر أن هناك حربا دائرة في شمال إثيوبيا بين الجيش الفيدرالي، وجيش التحرير في إقليم تيجراي، الواقع قرب الحدود مع السودان، بعدما أصدر آبي أحمد رئيس الوزراء، أوامره للجيش بشن عمليات عسكرية في الرابع من نوفمبر الجاري.
وقالت صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية، اليوم الاثنين، أن العشرات من المدنيين قتلوا في قرى مختلفة بمنطقة كونسو، بالإضافة إلى نزوح 94 ألف شخص.
وأكدت الصحيفة الإثيوبية، تلقيها مكالمات استغاثة من السكان الحاصرين في مدينة كونسو، كما تم الإبلاغ عن أعمال عنف مماثلة في مناطق مختلفة تقع في منطقة سيجن الشعبية.
وأشارت الصحيفة الإثيوبية، إلى أن جذور الصراع في منطقة سيجن يعود إلى انفصال كونسو عن سيجن وفقا لإعادة الهيكلة التي أجريت في نوفمبر 2018.
وأكدت "أديس ستاندرد" أن أعمال العنف تسببت فيها الجماعات المسلحة، التي عارضت قرار تقسيم منطقة كونسو، وقال شاهد عيان من كونسو إن "الهجمات التي بدأت بالاعتداء علينا بالعصي والحجارة تحولت الآن إلى إطلاق نار علينا بالأسلحة الثقيلة".
وأكد حسن ويلالو، رئيس مكتب الأمن والسلام في منطقة كونسو، أن الهجمات التي يشنها المسلحون مستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، وأكد أنه منذ ذلك الحين، ازدادت المناطق التي استهدفها مسلحون لتشمل عدة قرى وأسفرت حتى الآن عن مقتل حوالي 70 شخصًا بينهم أحد أفراد قوات الدفاع الوطني وقوة شرطة خاصة إقليمية وواحد من الشرطة الاتحادية، بالإصافة إلى حرق حوالي 1000 منزل في مناطق متعددة.
ولفت رئيس مكتب الأمن والسلام في منطقة كونسو، إلى إنه لم يتم إجراء أي اعتقالات على صلة مباشرة بالهجمات، موضحا كذلك أن عدد قوات الشرطة الاتحادية والخاصة المنتشرة كان أقل بشكل غير متناسب من النطاق الواسع للمناطق التي تحدث فيها الهجمات، وطالب الحكومة بتكثيف جهودها لإنقاذ أهالي كونسو من هجمات إضافية.
وبحسب كيبيدي كاسوسا، رئيس مكتب الزراعة والموارد الطبيعية في منطقة كونسو، بلغ العدد الأخير من النازحين 94،586 وكان يتزايد يومًا بعد يوم.
من ناحية أخرى ، أشار رئيس مكتب السلام والأمن أليمايهو باودي، إلى أن أعضاء سابقين في قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، وأفراد من قوة الشرطة الإقليمية الذين انشقوا عن وحداتهم كانوا وراء أعمال العنف.
وتزخر منطقة كونسو، بالعديد من المزارات السياحية والمواقع التاريخية والآثار الحجرية، وتضم نحو 56 قومية.