الخميس، 25 أبريل 2024 09:02 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مجتمع المصريين

من رحم المعاناة إلى العالمية.. ”صلاح عزازي” بطل من ذهب 

بوابة المصريين

شتان الفارق بين الأبطال ومن نعرفهم في العديد من اللعبات الفردية والجماعية، وبين من نحن بصدد الحديث عنه اليوم، واحد من الأساطير إن جاز التعبير؛ فلاح بسيط لم يعرف من الدنيا جاه أو مال أو حتى علاقات من شأنها أن تصل به إلى سبيل لحلمه، لكنه عوضًا عن ذلك آمن بقدرته وبدعوات والدته ودعمها له حتى أصبح واحدًا من أهم وأبرز لاعبي وأبطال الكيك بوكسينج خلال العقود الثلاثة الأخيرة على الصعيدين الدولي والعالمي.

داخل منزل ريفي بسيط ومتواضع كسائر بيوت "الكفر القديم" بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ولـَّد "صلاح فتحي عزازي" وسط ظروف معيشية صعبة؛ فالأسرة بسيطة إلى أبعد الحدود، لكن داخل نفس الصبي كان الحلم يكبر يومًا بعد الآخر ويُمني النفسي بأن يُشار له بالبنان يومًأ ما بأنه البطل، بل أنه كتبها على باب غرفته المتهالك: "صلاح عزازي بطل العالم".

عرفت أقدام الفتى طريقها إلى مركز شباب بلبيس بمحافظة الشرقية، لكن المعاناة كانت حاضرة، والأسباب كانت معروفة آنذاك ولا تخرج عن تردي الظروف المعيشية وفقر الفتى وأسرته، إلى أنه لم ينسى اللقب الذي أعطاه لنفسه ودونه فوق باب غرفته، ورويدًا رويدًا بدأ الصغير في تعلم فنون رياضة الكيك بوكسينج، حتى أتقنه بعد عناء وجهد كبير، ليبدأ رحلته نحو حلمه الكبير.

من داخل أسرة ريفية بسيطة، انطلق صلاح لمصاف أبطال الجمهورية في لعبته، قبل أن يواصل تحديه للصعاب والظروف حتى تربع على عرش اللعبة على المستوى العالمي.

وطوال أربعة عقود، مثل صلاح عزازي مصر في العديد من المحافل الدولية، حتى حصد أكثر من 18 بطولة عالمية بجهوده الذاتية، دون أى دعم يُذكر من مديرية الشباب والرياضة، منذ بداية ممارسته اللعبة وحتى الآن، وبين هذا وذاك ظل كما هو ببساطته وتواضعه رغم ما تبدل في حياته للأفضل، إلا أن طباع الريف مثلها مثل الأرض وخواصها لا تفارق صاحبها طوال حياته.

بدأ "صلاح" قصة نجاحه وكفاحه منذ كان في الرابعة عشر من عمره، وقتها كان يمارس لعبة الكاراتيه، قبل أن ينتقل بعدها إلى رياضة الكونغ فو، حتى انتهى به المطاف في فريق الكيك بوكسينج بعدما رأي أفلام البطل العالمي الشهير "بروس لي".

أُعجب صلاح بالبطل العالمي وظلت صورته محفورة في وجدانه، قبل أن يدون جملته الشهيرة على باب غرفته، وبعدها رفض الاستسلام لظروفه الصعبة، خاصةً وأن رياضته التي أحبها كانت تحتاج مصروفات إضافية ونظام غذائي محدد يتطلب الكثير من المال، لكن في النهاية نجح كفاح الفتي في الوصول به إلى الأراضي الإيطالية، وهناك حقق المركز الرابع بطولة العالم للمرة الأولى في الكيك بوكسينج.

جذب صلاح الأنظار إليه بعدما حصد مركز متقدم في إيطاليا، قبل أن يُعيد الكره في الأراضي الأمريكية، لكنه هذه المرة حصد الميدالية الفضية، ليتم تصعيده لبطولة المحترفين، وهناك حصل على المركز الأول، بالإضافة إلى لقب وصيف العالم في بطولة المحترفين التي أقيمت في إسبانيا، ومن بعدها اعتاد على ذهب بطولة العالم والتصق المركز الأول بصلاح عزازي ابن القرية الريفية البسيطة بمحافظة الشرقية.

ورفع صلاح عزازي علم مصر في أكثر من 25 دولة شارك فيها في بطولات عالمية، حيث حصد أكثر من 18 بطولة دولية، واحتل أحد المراكز الأولى خلال 7 بطولات.

وتوج صلاح عزازي، في نوفمبر الماضي، ببطولة العالم للكيك بوكسينج، وذلك للمرة الثامنة عشر في تاريخه، حيث أقيمت بمدينة مانشستر بالأراضي الإنجليزية، وحصل خلالها على ذهبية وزن 85 كيلو جرام، وفضية الوزن المفتوح بنفس البطولة.

دعوات والدته لم ينساها يومًا رغم مرارة الظروف وصعوبة التحول من بساطتها إلى بطولاته، ليكتب في النهاية اسمه بحروف من نور في سجلات اللعبة، وبين الحين والآخر والمناسبة تلو المناسبة يؤكد على أن دعوات والدته لها الفضل الكبير بعد توفيق الله.

مجتمع المصريين