القفطان المغربي.. أناقة متجذرة تنسج خيوط المستقبل من صحراء المغرب


تستعد مدينة مراكش لاحتضان الدورة الخامسة والعشرين من "أسبوع قفطان المغرب"، المزمع تنظيمها من 8 إلى 11 ماي الجاري، في نسخة استثنائية تحتفي بربع قرن من التألق، وتكرّس القفطان المغربي كرمز للهوية الوطنية ومرآة للأناقة المتجددة.
وتأتي دورة هذه السنة تحت شعار "قفطان.. إرث بثوب الصحراء"، محتفية باليوبيل الفضي لهذا الحدث الثقافي والفني الراسخ، الذي انطلق سنة 1996 واستطاع أن يحجز لنفسه مكانة متميزة ضمن أبرز تظاهرات الموضة في المغرب والعالم العربي.
وتشكل هذه النسخة محطة لتكريم التراث الصحراوي المغربي، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الموروث الحضاري المتنوع للمملكة، ومصدراً غنياً للإلهام الفني، يعكس ثراء الثقافة اللامادية وتعدد روافدها الجغرافية والرمزية.
طيلة أربعة أيام، ستتحول مراكش إلى مسرح تفاعلي ينبض بإبداعات القفطان المغربي، ممزوجاً بروح الصحراء، عبر سلسلة فعاليات تشمل عروض أزياء، ورشات عمل، معارض تراثية، جلسات نقاش ولقاءات فنية، إلى جانب أنشطة لاكتشاف مواهب شابة في التصميم والخياطة الرفيعة.
وسيشكل عرض "قفطان المغرب 2025" أبرز محطات التظاهرة، حيث سيقدم نخبة من المصممات والمصممين المغاربة تصاميم تجمع بين الأصالة والتجديد، مستحضرين الروح التقليدية للقفطان، ومطورين إياه برؤية معاصرة منفتحة على العالمية، كما سيعرف الحدث حضور أسماء لامعة من نجوم الفن والإعلام المغاربة والعرب، الذين سيضفون بريقاً خاصاً على السجادة الحمراء.
وتروم هذه الدورة تعزيز الحضور الرمزي للصحراء المغربية، من خلال إبراز غناها الثقافي والمعماري، ولباسها التقليدي المميز، الذي طالما كان تعبيراً عن الهوية والانتماء.
وحسب المنظمين، فإن "أسبوع القفطان" يتجاوز كونه حدثاً موضوياً، ليصبح فضاءً ثقافياً شاملاً، يسعى إلى تثمين التراث المغربي وتطويره في إطار من الإبداع والانفتاح، من خلال تمكين المصممين من إعادة تقديم القفطان بأساليب حديثة دون التفريط في أصالته.
وتؤكد دورة 2025 الدينامية المتصاعدة لهذا الموعد، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة السابقة، التي شهدت مشاركة واسعة من مصممين ومصممات من مختلف جهات المملكة، مما جعل من "أسبوع القفطان" منصة متعددة الأبعاد تمزج بين الموضة، الثقافة، الابتكار والتكوين.
وبعد ربع قرن من التميز، بات هذا الحدث يشكل واجهة حضارية مشرفة للمغرب، وموعداً سنوياً ينتظره عشاق الأناقة ومتابعو الموضة من داخل وخارج البلاد، تأكيداً على نجاح القفطان المغربي في ترسيخ حضوره عالمياً كرمز للإبداع والتميز.