اغتيال هنية.. درس وطني لمرحلة سياسية قادمة


إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لـحركة حماس إسماعيل هنية، اغتيال معنوى وطني لكل انسان فلسطيني، لأن إقدام الاحتلال وجرأته على اغتيال شخصية فلسطينية سياسية يأتي في اطار أن الكل الفلسطيني مستهدف أيا كان انتماؤه وموقعه.
يعتبر اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس من الخطوط الحمراء التي كان لابد من عدم تجاوزها أو التفكير بها، لأنها في المحصلة الأخيرة، تعتبر شخصية سياسية تلعب دورا فلسطينيا في إطار المعايير والمحددات الذي قاسمه المشترك حرية شعبنا الفلسطيني واستقلاله واقامة دولته وفق ما نصت عليه المواثيق والقوانين والشرائع الدولية " دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فلهذا تعتبر شخصية إسماعيل هنية ورغم منصبها لرئاسة المكتب السياسي لـ"حماس، فإنها تعتبر شخصية أقرب للسلام والوسطية والاعتدال في الرأي الوطني والسياسي، رغم التحفظات المشروعة على أداء حركة حماس بشكل عام على بعض الأمور التي تحتاج منها إلى مراجعة سياسية داخل البيت الفلسطيني الواحد.
إن اغتيال إسماعيل هنية يعتبر درسا وطنيا لمرحلة سياسية فلسطينية قادمة لابد من استثماره نظرا لمكانة شخصه في الحياة السياسية الفلسطينية وإن تم اغتياله، فلا بد إن أراد الكل الفلسطيني تكريمه وصون دمه وتضحياته أن نترفع عن الشعارات الإعلامية الاستهلاكية وصغائر الأمور، وأن نقدم لشعبنا الفلسطيني شيئا كبيرا يستحقه بحجم إسماعيل هنيه، والذي يتمثل في أن يكون الاغتيال ليس مساحة للحزن والتباكي، بل درسا وطنيا للمرحلة السياسية الفلسطينية القادمة، وهذا من خلال إنهاء الانقسام السياسي، وتوحيد كافة الجهود الفلسطينية دون استثناء احد من أجل بناء واقع يحمل في طياته التلاحم الوطني وترتيب البيت الفلسطيني على أسس وأهداف ومعايير وطنية أهمها بناء نظام سياسي جديد، وتجديد الشرعيات واعطائها الأهمية والأولويات من أجل انجاز الانتخابات على كافة الصعد والمستويات، الداعمة للديمقراطية والحريات، لكي يضمن شعبنا الفلسطيني حقه الطبيعي والمشروع ضمن رؤية سياسية وانسانية في مستقبل وطن، فلكل ما سبق لا بد أن يكون اغتيال إسماعيل هنية درسا وطنيا لمرحلة سياسية قادمة لتشمل اعمار الوطن وبناء الإنسان بعد انتهاء الحرب والعدوان.