بعد تدمير الاحتلال الممر الأوسط.. خريطة أنفاق غزة الهجومية
بوابة المصريينكشفت الحرب الحالية في غزة، عن وجود شبكة ضخمة من الأنفاق والممرات التي تمتلكها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وتستخدمها في حربها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مثلما حدث في حرب السابع من أكتوبر 2023، التي اقتربت أن تتم عامها الأول دون إتفاق هدنة أو تهدئة بين الطرفين.
ومنذ سنوات طويلة تسعى "حماس" لإنشاء تلك الشبكة تحت الأرض، حتى تتمكن من خوض الحروب ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسبق واستخدمتها في العديد من المعارك التي دارت بينهما، وليس الأنفاق فقط ولكن الممرات أيضًا التي تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي تدميرها خلال الشهور الماضية في أثناء الحرب.
تدمير نفق هجومي
واتساقًا مع ذلك، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تدمير نفق هجومي في منطقة الممر الأوسط لقطاع غزة، وقالت في بيانا لها: «في الأسابيع الأخيرة، عمل اللواء 16 في الممر الأوسط لقطاع غزة تحت قيادة الفرقة 252، وتمكنت القوات حتى الآن من القضاء على العشرات من قوات حماس وتفكيك المئات من البنية التحتية ».
وأضاف: «قامت وحدة الهندسة في القيادة الجنوبية ووحدة ياهالوم وقوات اللواء بالعثور على نفق هجومي بطول حوالي 3 كيلومترات وقامت بتفتيشه وتدميره، في عملية الجرف الصامد عام 2014، تم تدمير جزء من طريق النفق، وعلى مر السنين، حاولت حماس ترميم مسار الأنفاق وتشغيله، النفق الذي تم تدميره في هذا الوقت لم يعبر الحدود».
وأسفرت الحرب حتى الآن عن استشهاد أكثر من 40500 في قطاع غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، كما دمرت مساحات شاسعة منه، كما أن أغلب السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا عدة مرات ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء.
فما حجم شبكة الأنفاق التي تخص حركة حماس؟ وكيف استطاعت إنشائها مع مرور السنوات الماضية؟
شبكة أرضية تشبه مترو نيويورك
كان بداية ظهور أنفاق حماس خلال العام 1983 إذ تخصص لها الحركة أكثر من 140 مليون دولار سنويًا تكلفة الحفر والأدوات والعمالة، ولكنها في ذلك الوقت لم تكن توسعت في حفر الأنفاق الأرضية في حربها ضد إسرائيل، إذ تبلغ تكلفة حفر النفق الوحدا 100 ألف دولار.
ولكن أول نفق رسمي أنشأته حماس كان بعد الإتفاقية بين مصر وإسرائيل كامب ديفيد، حيث أن قبلها كانت الأنفاق محدودة للغاية، بسبب قلة الأموال والعمالة، ولكن الآن يعمل أكثر من 12 ألف فلسطيني في تلك الأنفاق التاريخية منذ سنوات.
وبعد النفق الأول، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في اكتشاف تلك الممرات وتحاول على مدار السنين الماضية منع إنشاء المزيد منها، بسبب استخدام حماس لها كمخازن للسلاح ونقل المجاهدين خلال الحرب مع الاحتلال.
وتدلل الأرقام على ضخامة تلك الأنفاق بالفعل، وبحسب وثائق تم الإفراج عنها خلال العام قبل الماضي، فأنها تمتد 100 ميل تحت مدينة خان يونس وهي أكبر مدينة داخل قطاع غزة ويحاصرها الاحتلال في الحرب الحالية.
محاولات إسرائيل لتدمير الشبكة الأرضية
وتتميز خان يونس بأنها مدينة ذات كثافة سكانية عالية، وتخصص الحركة مليون دولار لأبواب الأنفاق والورش والعمل تحت الأرض، وكان أطول نفق انشأته حماس خلال تاريخها يبلغ 500 كيلو متر في مدينة غزة وتم بناءه هلال العام 2021، وهو يتشابه في طوله مع مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.
لكن إسرائيل لم تهدأ على تلك الأنفاق إذ شنت هجمات متفرقة على مدار السنوات الماضية تجاهها، فدمرت خلال العام 2014 عدد من الأنفاق بطول 100 كيلو متر عبر القصف الجوي في محاولة منها للقضاء على ما تسميه إسرائيل الحصون الأرضية، بسبب طول وضخامة وعمق تلك الشبكة التي تمكن حماس من التسلل خلال الحرب مع الاحتلال.