تشهد أوبرا الإسكندرية مساء اليوم الأحد، في تمام الساعة الثامنة، أمسية غنائية ساحرة تحت عنوان "كلثوميات"، ضمن سلسلة الحفلات التي تنظمها دار الأوبرا المصرية احتفاءً بتراث كوكب الشرق أم كلثوم. يشارك في الحفل نخبة من فناني الأوبرا الذين يقدمون باقة من روائع أم كلثوم التي تعاونت فيها مع كبار ملحني الزمن الجميل.

ويأتي تنظيم حفلات "كلثوميات" في إطار حرص دار الأوبرا على إحياء التراث الغنائي العربي وتعريف الأجيال الجديدة برواد الطرب الأصيل، وعلى رأسهم سيدة الغناء العربي، التي لا تزال أعمالها تمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفنية والثقافية المصرية

الجدير بالذكر أن أم كلثوم، واسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وُلدت في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، وبدأت مشوارها الفني وهي طفلة، تغني في الموالد والأفراح بصحبة والدها. وفي عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وشكلت أول فرقة موسيقية لها في عام 1926.

حفظت أم كلثوم القرآن الكريم منذ صغرها وتعلمت أصول الغناء على يد والدها، الذي اكتشف تميز صوتها وقوته، فبدأ يصطحبها للغناء في الحفلات، حيث كانت تؤدي الأغاني وهي ترتدي ملابس الأولاد وعقالًا. ولفتت موهبتها انتباه القاضي علي بك أبو حسين الذي نصح والدها بالاهتمام بها، ثم تبناها فنيًا الشيخ أبو العلا محمد والشيخ زكريا أحمد، ليكون انتقالها إلى القاهرة بداية انطلاقتها الفنية.

عرفت أم كلثوم طريقها إلى الشهرة بعد لقائها بالشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي، وأطلقت عام 1928 مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسية"، الذي كان علامة فارقة في مسيرتها. دخلت مجال السينما وشاركت في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932، ثم انضمت إلى الإذاعة المصرية عام 1934 كأول فنانة يتم بث صوتها عبر الأثير.

ومن أشهر أغانيها: "أنت عمري"، "الأطلال"، "حب إيه"، "ألف ليلة وليلة"، و"للصبر حدود"، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الوطنية الخالدة. في السبعينيات، تعرضت لمشكلات صحية بسبب التهاب الكلى، وسافرت إلى لندن لتلقي العلاج، إلى أن رحلت عن عالمنا في 3 فبراير 1975، تاركة إرثًا فنيًا لا يُنسى.