انطلقت أعمال المائدة المستديرة الإقليمية الأولى حول الذكاء الاصطناعي والاستدامة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم /الثلاثاء/، التي تعقد تحت شعار "من الابتكار إلى الأثر"، بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات التابعة لجامعة الدول العربية وبمشاركة واسعة من ممثلي الدول العربية والمنظمات المتخصصة وخبراء وصناع قرار وباحثين في مجالات التكنولوجيا والتنمية.

وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية - في كلمتها الافتتاحية التي ألقتها الوزير مفوض د.ندى العجيزي مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية - أن اللقاء هو منصة نوعية للحوار وتبادل الخبرات حول توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة أهداف الاستدامة.

وأوضحت العجيزي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد فكرة مستقبلية أو ترفا معرفيا، بل قوة فاعلة تشكل الحاضر وتعيد صياغة المستقبل، الأمر الذي يضع على عاتق الدول العربية مسؤولية مشتركة لتوجيه هذه القوة نحو تحقيق التنمية المستدامة.. معربة عن شكرها للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، برئاسة المهندس محمد بن عمر، على شراكتها الفاعلة في تنظيم الحدث، ولجميع الخبراء وصناع القرار المشاركين.

وأشارت إلى أن هذه المائدة تأتي في إطار متابعة تنفيذ قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن خارطة طريق التحول الرقمي المستدام 2025-2030، التي أعدتها الإدارة العربية للتنمية المستدامة عبر المنصة الرقمية العربية، وتعد بندا دائما على جدول أعمال اللجنة العربية لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.

وقالت إن خارطة الطريق تستهدف تفعيل الهدف الـ17 المتعلق بتعزيز الشراكات الدولية والإقليمية، من خلال دعم التكنولوجيا وبناء القدرات وتعزيز استخدام التكنولوجيات التمكينية، كما ترتبط بشكل وثيق بالتعاهد الرقمي العالمي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، والذي يعد جزءا من "ميثاق المستقبل" الصادر عن قمة المستقبل العالمية، بهدف تعزيز التعاون الرقمي العالمي وحوكمة التكنولوجيا بشكل منصف ومستدام.

وأضافت أن التعاهد الرقمي يشكل فرصة للدول العربية لتعزيز التحول الرقمي، وتطوير استراتيجيات رقمية متقدمة، وتحقيق التكامل مع الاقتصاد العالمي الرقمي.. مشيرا إلى أن خارطة الطريق العربية تسعى إلى تحفيز الدول على تنفيذ التزامات هذا التعاهد من خلال إجراءات عملية وشراكات فاعلة، ولفتت إلى أن المائدة المستديرة ستناقش على مدار جلساتها الثلاث قضايا محورية، تشمل موضوعات التكنولوجيات من أجل تحقيق الاستدامة: من الرؤية إلى التطبيق والعدالة والحوكمة الرقمية نحو ذكاء اصطناعي مسؤول وأخلاقي وبناء شراكات إقليمية مستدامة من التعاون إلى التأثير.

وتابعت أن الذكاء الاصطناعي يمثل محركا استراتيجيا للتنمية المستدامة وتعزيز الابتكار، شرط أن يدار ويوظف بصورة عادلة ومسؤولة، مشددا على أهمية التعاون الإقليمي والدولي وتبادل الخبرات والمعارف لتوظيف التكنولوجيا بشكل مسؤول وفعال في خدمة الاستدامة.

ودعت العجيزى المشاركين إلى حوار بناء يفضي إلى حلول عملية ومستدامة تسهم في بناء مستقبل أكثر ازدهارا وعدالة لمجتمعاتنا العربية.