وول ستريت جورنال: الصين تقوض ريادة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي


ذكرت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية أن الصين تقوض ريادة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي بشكل سريع.
وقالت الصحيفة - في تقرير لها - إن شعبية نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية تزداد عالميا، متحدية بذلك التفوق الأمريكي في هذا المجال، وممهدة الطريق نحو سباق تسلح عالمي في هذه التكنولوجيا.
وأوضحت الصحيفة أنه في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، يلجأ مستخدمون من بنوك متعددة الجنسيات وجامعات حكومية إلى نماذج لغوية ضخمة من شركات صينية، مثل شركة /ديب سيك/ الناشئة، كبدائل للعروض الأمريكية مثل /تشات جي بي تي/.
وبحسب الصحيفة، لا يزال /تشات جي بي تي/ من شركة /أوبن إيه آي/ هو روبوت الدردشة الاستهلاكي الرائد عالميا، إذ بلغ عدد عمليات التنزيل العالمية 910 ملايين عملية تنزيل، مقارنةً بـ 125 مليون عملية تنزيل لـ /ديب سيك/.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي الأمريكي على نطاق واسع على أنه المعيار الذهبي لهذه الصناعة، بفضل مزاياه في أشباه الموصلات الحاسوبية، والأبحاث المتطورة، والوصول إلى رأس المال.
ولكن كما هو الحال في العديد من الصناعات الأخرى، بدأت الشركات الصينية في استقطاب العملاء من خلال تقديم أداء يكاد يكون بنفس الجودة بأسعار أقل بكثير.. وقد وجدت دراسة حول القدرة التنافسية العالمية في التقنيات الحيوية، نُشرت في أوائل الشهر الماضي، وأجراها باحثون في جامعة هارفارد، أن الصين تتمتع بمزايا في عنصرين أساسيين من عناصر الذكاء الاصطناعي، وهما البيانات ورأس المال البشري، مما يساعدها على مواكبة التطورات.
ويقول بعض المطلعين على الصناعة إن المنافسة قد وضعت العالم على طريق حرب باردة تكنولوجية، حيث سيتعين على الدول أن تقرر ما إذا كانت ستتحالف مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأمريكية أو الصينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي الصينية انطلقت إلى الأمام على الرغم من العوائق التي وضعتها الولايات المتحدة في طريقها. ونظرا لقلقها من سعي الصين للحصول على أحدث التقنيات لأغراض المراقبة أو الأغراض العسكرية، ضغطت واشنطن على حصول شركات الذكاء الاصطناعي على رقائق الكمبيوتر الأمريكية، والمعرفة الفنية، والتمويل، وتهدد بتشديد القيود أكثر.
بدورها، تُضخ بكين أموالاً طائلة لبناء سلسلة توريد للذكاء الاصطناعي بأقل اعتماد ممكن على الولايات المتحدة، وفقا لوول ستريت جورنال.
وأضافت الصحيفة أن الأبحاث المنشورة في المجلات العسكرية الأمريكية تُظهر أن جيش التحرير الشعبي الصيني، شأنه شأن الجيش الأمريكي، يستكشف بنشاط كيفية استغلال التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة استراتيجية، على الرغم من صعوبة تحديد مدى تقدم هذه الجهود .. وقدم المشرعون الأمريكيون مؤخرا مشروع قانون مشترك للحزبين الديمقراطي والجمهوري يحظر على الوكالات الفيدرالية استخدام الذكاء الاصطناعي المُطور في الصين.
ومع تزايد انغلاق الأنظمة المتنافسة على بعضها البعض، يقول مُطلعون على الصناعة إن نماذج الذكاء الاصطناعي ستتمتع بحرية أكبر في حبس المستخدمين داخل فقاعات من المعلومات المُضللة والدعاية .. وفي المستقبل، قد يُؤدي انهيار التعاون الأمريكي الصيني في مجال السلامة والأمن إلى شل قدرة العالم على مواجهة التهديدات العسكرية والمجتمعية المُستقبلية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي المُفرط.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين تُعطي شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية الأولوية للسعي لتحقيق اختراقات كبيرة في سباق بناء الذكاء الاصطناعي الفائق، يُركز قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين بشكل أكبر على استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء تطبيقات عملية، وهو تركيز من شأنه أن يُساعدها على كسب مستخدمين جدد بسرعة.
وتستفيد شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الرائدة - بما في ذلك تينسنت وبايدو - بشكل أكبر من إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مفتوحة المصدر، مما يعني أن المستخدمين أحرار في تعديلها لأغراضهم الخاصة .. وهذا يُشجع المطورين والشركات عالميا على اعتمادها.