استنكر إبراهيم الديب، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تحدث فيها عن تمسكه بما يسمى "مشروع إسرائيل الكبرى"، معتبرًا أن هذا التصريح يمثل تعديًا صارخًا على سيادة الدول العربية ومحاولة مرفوضة لشرعنة أطماع استعمارية توسعية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

وأكد الديب أن هذه التصريحات تعكس النزعة الصهيونية المتطرفة التي تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي أن الحديث عن ضم أراضٍ فلسطينية وأردنية ومصرية في إطار "إسرائيل الكبرى" يعيد إلى الأذهان مراحل الاستعمار الأسود الذي قاومته الشعوب العربية، وعلى رأسها مصر التي كانت ولا تزال حائط الصد الأول في مواجهة المشاريع الاستعمارية.

وأشار الديب إلى أن مصر بتاريخها الطويل من الكفاح الوطني، وجيشها الذي صنع نصر أكتوبر المجيد، لن تقبل بأي مساس بسيادتها أو بحدودها الوطنية، مشددًا على أن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية وجيشه الباسل في مواجهة أي تهديد لأمن الوطن، ولن يسمح بتمرير أوهام استعمارية تحت أي مسمى أو ذريعة.

وأوضح أن تصريحات نتنياهو ليست فقط مرفوضة سياسيًا وأخلاقيًا، بل تمثل خرقًا فاضحًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، داعيًا المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف عاجل وحازم لوقف هذا التحريض الخطير، والذي قد يُشعل فتيل صراع جديد في منطقة الشرق الأوسط.

وطالب الديب بضرورة توحيد الصف العربي والإسلامي، وتكثيف الجهود الدبلوماسية والإعلامية لفضح هذه المخططات الصهيونية أمام العالم، وكشف حجم الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، من قصف وقتل وتدمير ممنهج للبنية التحتية.

وشدد على أن حل القضية الفلسطينية هو المفتاح الحقيقي لأمن واستقرار المنطقة، مؤكدًا أن السلام العادل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وأن محاولات الاحتلال فرض واقع جديد بالقوة مآلها الفشل، لأن إرادة الشعوب لا تُقهر، وحقوقها لا تسقط بالتقادم.

وفي ختام بيانه، أكد رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي أن مشروع "إسرائيل الكبرى" سيظل حلمًا وهميًا في عقول المتطرفين، يصطدم بصلابة الشعوب الحرة والموقف العربي الراسخ، محذرًا من أن الرهان على كسر إرادة العرب هو رهان خاسر تاريخيًا وحاضرًا ومستقبلًا.