وول ستريت جورنال: الضربة الإسرائيلية على قطر تفاقم التوتر في علاقاتها مع دول الخليج


رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الغارة الجوية الإسرائيلية على قادة حماس في قطر أسفرت عن تفاقم التوتر في علاقاتها مع دول الخليج، وهي دول كانت قبل بضع سنوات فقط حجر الزاوية في آمالها في تأمين مستقبلها من خلال كسب قبول دبلوماسي في الشرق الأوسط، كما أنها تثير تساؤلات حول إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة لفرض ضبط النفس وتوفير الحماية.
وذكرت الصحيفة -في تعليق أوردته اليوم الخميس- أن الهجوم الذي وقع في حي السفارات الهادئ في الدوحة، والذي أسفر عن استشهاد عدد من مسؤولي حماس وأحد أفراد قوات الأمن القطرية، أكد إدراكا متزايدا بأن الدولة العبرية اتخذت قرارا استراتيجيا باستخدام قوة السلاح حتى على حساب علاقاتها الدبلوماسية.
وقالت الصحيفة إن هذا الحادث قد أثار تساؤلات حول ما إذا كان يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة لفرض ضبط النفس وتوفير الحماية، لاسيما عندما تكون دول الخليج نفسها في مرمى النيران .
ولفتت الصحيفة إلى أن الدول العربية من جانبها ردت بغضب شديد، إذ أدانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر الهجوم واعتبرته انتهاكا للقانون الدولي. ووصف أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي السابق للشؤون الخارجية الهجوم بأنه غادر، فيما سارع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان إلى الدوحة. ومن المتوقع أن يزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العاصمة القطرية أيضا.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الغارة، معربا عن أسفه لوقوعها في قطر، وتعهد بعدم تكرارها. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعيدا عن تبادل الانتقادات الفوري، تدرس دول الخليج ما إذا كانت ستنظر إلى إسرائيل كشريك محتمل أو خطر أمني، أو كليهما.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الهجوم على حماس في الدوحة جاء بعد أشهر من التوتر المتزايد على علاقة إسرائيل بالخليج.
ومضت الصحيفة تقول" إن الضربات على القيادة العسكرية الإيرانية أثارت مخاوف من أن إسرائيل قد تسعى لتغيير النظام وتدفع المنطقة إلى سنوات من الفوضى، بينما ترك هجوم الدوحة الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت هناك أي خطوط حمراء لا تزال قائمة".
ونسبت الصحيفة إلى آشر فريدمان، مدير معهد للسلام في إسرائيل قوله: "هناك قلق بين هذه الدول من أن إسرائيل أصبحت قوية عسكريا بشكل مفرط وغير منضبطة، الأمر الذي يثير مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة".
وبدوره..قال عبد الخالق عبد الله، عالم سياسي إماراتي بارز في دبي: "هذا بالتأكيد تغيير كبير، ونسمي إسرائيل الآن قوة رئيسية مزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وأضافت الصحيفة أن قطر أشارت إلى أنها ستعلق دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس.
من جانبها ، قالت دانا شيل سميث، السفيرة الأمريكية السابقة لدى قطر: "مع انهيار السلام مرتين في ثلاثة أشهر، أعتقد أن الناس في جميع أنحاء الخليج بدأوا يشككون في مصداقية الولايات المتحدة كشريك أمني".