في ذكرى رحيلها.. فايزة أحمد بين الرفض والنجومية وقصة ”بكرة تعرف”| صور


تحلّ اليوم ذكرى وفاة المطربة السورية فايزة أحمد، التي غادرت دنيانا عام 1983 بعدما تركت إرثًا فنيًا لا يزال حاضرًا في الوجدان العربي، بصوتها العذب وأغانيها التي رسخت اسمها بين كبار الغناء، حتى اعتبرها الجمهور الصوت الأجمل بعد كوكب الشرق أم كلثوم.
مقدمتها رائعة "ست الحبايب" التي أصبحت أيقونة في الغناء للأم، كما تعاونت مع كبار الملحنين العرب مثل محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي.
فايزة أحمد
بداية صعبة.. والفصل من المدرسة بسبب الغناء
روت فايزة أحمد في حوار سابق مع التلفزيون الكويتي أنها كانت تغتنم كل فرصة للغناء أمام زميلاتها في المدرسة أو في المناسبات الخاصة، الأمر الذي أثار غضب ناظرة المدرسة، خاصة في زمن كان ينظر فيه إلى الغناء باعتباره "عيبًا".
فايزة أحمد
وبعد أن تأخرت عن الحضور في أحد الأيام بسبب درس خاص في العود، اعتبرت الناظرة أن سلوكها يفسد أخلاق الطالبات، لتقرر فصلها من الدراسة، وهي الخطوة التي شكّلت نقطة تحول في حياتها، إذ دفعتها للتعويض بالاتجاه نحو الإذاعة في سوريا ولبنان، وهناك بدأت أولى خطواتها الفنية.
فايزة أحمد
المخرج الإذاعي السوري باسل يوسف كشف أن أول من لحن لها كان نجيب السراج عبر أغنية "إن كنت تنساني فلست تهواني"، كما لحن لها رفيق شكري، فيما قدّم لها محمد محسن ما يقرب من 13 أغنية.
فايزة أحمد
من الرفض إلى الاعتماد الرسمي في سوريا
حين كانت في الثالثة عشرة من عمرها، تقدمت فايزة أحمد لاختبار الإذاعة السورية، فجاء الرد صادمًا: "لا تصلح أبدًا للغناء".
فايزة أحمد
لكنها كانت قد حصلت على اعتماد من الإذاعة اللبنانية منذ أن كانت في العاشرة، إذ عاشت طفولتها في لبنان مع والدتها بعد وفاة والدها، وغنت في إذاعة الشرق الأدنى إلى جانب فيروز التي لم تكن بعد قد اشتهرت بلقب "جارة القمر".
فايزة أحمد
المفارقة أن شفيق شبيب، رئيس الدائرة الموسيقية بالإذاعة السورية، الذي رفضها في البداية، هو نفسه من اعتمد صوتها لاحقًا ومنحها الدرجة الأولى بعدما استمع إليها عبر إذاعة حلب، من دون أن يدرك أنها الفتاة التي سبق أن رفضها.
"بكرة تعرف".. أغنية ولدت من دموع نجوى فؤاد
يحكي الكاتب عمر بطيشة في كتابه ذكرياتي مع نجوم الأغاني قصة أغنية "بكرة تعرف"، حيث صادف زيارة الراقصة نجوى فؤاد إلى منزل فايزة أحمد وزوجها الموسيقار محمد سلطان، وهناك وجدها تبكي بحرقة عند سماع أغنية "قدرت تهجر" لعبدالوهاب.
وحين سأل عن السبب، أوضح سلطان أن نجوى تمر بأزمة عاطفية مع خطيبها، وكانت ترغب في رسالة غنائية تحمل عبارة: "بكرة تعرف". فاستلهم بطيشة الفكرة وكتب الكلمات، لتسجلها فايزة أحمد سريعًا وتحقق نجاحًا مدويًا.
ويشير بطيشة إلى أن صاحبة الفضل في ظهور الأغنية كانت نجوى فؤاد، التي أعجبت بها إلى حد أنها طلبت منه كتابة استعراض راقص خصيصًا لها، وأكدت استعدادها لدفع أي أجر يطلبه.