الإثنين، 27 أكتوبر 2025 08:12 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

الفن والثقافة

محمد سلام..«الكوميديان الصامت» حضور طاغي وظهور نادر

بوابة المصريين

في زمن تضج فيه الساحة الفنية بالأضواء والمبالغات، يبرز الفنان محمد سلام كظاهرة فريدة في عالم الكوميديا المصرية، ليصبح أيقونة محبوبة للشباب والأجيال الجديدة.

سر هذا الارتباط العاطفي لا يكمن فقط في موهبته الفذة، بل في مزيج متوازن من نوع الكوميديا التي يقدمها، وندرته الإعلامية التي تزيد من بريقه وتجعله يركز بشكل أكبر في عمله ولا تجعله يتطرق للقيل والقال، وتعامله المختلف مع أدواره التي مست واقع الشباب.

كوميديا المواقف لا التهريج فقط

يعود جزء كبير من شعبية محمد سلام إلى طبيعة أدواره التي لا تعتمد على التهريج المباشر أو الإفيهات الصارخة، بل على كوميديا الموقف التي تتسلل بذكاء إلى قلب المشاهد، ففي أدواره، سواء "هجرس" في سلسلة "الكبير أوي"، أو "تيمور" في "هبة رجل الغراب"، أو مشاركاته المميزة في أعمال مثل "وقفة رجالة" و"جحيم في الهند"، قدم نموذجاً للشخصية الشابة المضطربة أو الساذجة الطيبة، التي تجد نفسها في مواقف مضحكة دون سعي منها.

هذه النوعية من الكوميديا تتناغم بشكل كبير مع حس الفكاهة لدى الأجيال الجديدة، التي تميل إلى السخرية الذكية من الواقع والمواقف اليومية المعقدة.

محمد سلام يجسد الشاب البسيط القادم من خلفية اجتماعية أو ثقافية معينة، يواجه تحديات الحياة العصرية بـ"عفوية" تثير الضحك والتعاطف في آن واحد، مما يجعله جسراً يربط بين فناني الجيل القديم والجمهور المعاصر.

"الظهور النادر".. استراتيجية صامتة للنجومية

لعل العامل الأبرز الذي زاد من تعلق الجمهور، خصوصاً الشباب، به هو ندرة ظهوره الإعلامي، فـ"محمد سلام" ليس من الفنانين الذين يلاحقون البرامج التلفزيونية أو ينخرطون بشكل مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأعمالهم أو لحياتهم الشخصية، أو للحديث عن ازمة قد وقعوا بها، هذا "الغياب المُتعمد" يجعله بمثابة "الضيف الخفيف على القلب"، الذي ينتظره الجمهور بفارغ الصبر.

هذا التكتيك في التعامل الإعلامي للفنان محمد سلام، يحافظ على صورة الفنان في أذهان الجمهور مرتبطة بأدواره فقط، مما يمنحه هالة من الغموض والجاذبية، فعندما يطل سلام، سواء في عمل فني جديد أو مشاركة وطنية، يكون وقع ظهوره قوياً ومؤثراً، لأنه لم يُهدر رصيده بمبالغة في الظهور.

وظهر هذا التأثير القوي للفنان محمد سلام، أمس اثناء مشاركته في احتفالية مصر وطن السلام، حيث كانت تلك المشاركة بمثابة إعادة الروح لمحبيه وجمهوره بعد فترة غيابه عنهم، وفور ظهوره ومشاركته في فاعلية وطنية، تصدر اسمه مختلف منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، في دلالة قاطعة على حب الجمهور الكبير له.

هو فنان يتحدث بالفن، وحياته الشخصية تبقى بعيدة عن الاستهلاك الإعلامي، وهي قيمة يُقدرها الجمهور الحديث الذي ملّ من استعراض التفاصيل.

الفن والثقافة

آخر الأخبار