الأربعاء، 5 نوفمبر 2025 06:13 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

الأخبار

إقبال واسع على المتحف المصري الكبير لمشاهدة كنوز توت عنخ آمون كاملة

بوابة المصريين

في مشهد يعكس عظمة التاريخ المصري وانبهار العالم، يشهد المتحف المصري الكبير منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الإقبالًا كثيفًا من الزوار من المصريين والأجانب، الذين توافدوا للاطلاع على كنوز الحضارة المصرية بعد الافتتاح الرسمي للمتحف، الذي يُعد أحد أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، فقد امتلأت ساحات المتحف وممراته بجموع الزائرين الذين اصطفوا أمام بواباته المهيبة، في أجواء امتزج فيها الفخر الوطني بالإعجاب العالمي، ليبدأ فصل جديد من علاقة مصر بتاريخها الخالد.

عرض كامل لكنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون

لأول مرة في التاريخ، تُعرض كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة في مكان واحد داخل المتحف المصري الكبير، بعد أن كانت موزعة بين متحف التحرير ومتحف الأقصر والبر الغربي والمتحف الحربي. وقد خُصص لهذه المجموعة الفريدة مساحة ضخمة تبلغ نحو 7500 متر مربع، مقارنة بـ700 متر فقط كانت مخصصة لها في المتحف القديم، لتقدم تجربة عرض استثنائية تليق بأحد أعظم ملوك مصر القديمة وأكثرهم شهرة حول العالم.

تم تجهيز القاعتين المخصصتين لعرض المجموعة الذهبية بأحدث تقنيات العرض المتحفي الحديثة، التي تعتمد على الوسائط المتعددة والجرافيك التفاعلي والشاشات الرقمية، بما يتيح للزوار خوض تجربة بصرية ووجدانية تحاكي رحلة الملك الشاب في الحياة والموت والخلود. وقد جرى تصميم الإضاءة والعرض بطريقة تُحاكي مقبرة توت عنخ آمون الأصلية في وادي الملوك، لتمنح الزائر شعورًا حقيقيًا بأنه يسير داخل المقبرة نفسها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.

كنوز تتحدث بلغة الذهب والحرفية

تضم المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون 5537 قطعة أثرية، بعد مراجعة دقيقة كشفت عن زيادة عدد القطع عما كان مُقدرًا سابقًا بنحو 5398 قطعة. وتتنوع هذه الكنوز بين الذهب الخالص والأحجار الكريمة والخشب المطعم والمعادن الثمينة والنسيج، بالإضافة إلى قطع مصنوعة من مواد عضوية نادرة، جميعها تعكس مستوى مذهلًا من الدقة الفنية والإبداع الذي تميزت به الحضارة المصرية القديمة.

وقد خضعت جميع هذه القطع الأثرية لعمليات ترميم دقيقة داخل معامل متخصصة داخل المتحف، تُعد من بين الأحدث عالميًا في مجال حفظ الآثار، وتمت أعمال الترميم باستخدام تقنيات متقدمة تراعي طبيعة كل مادة أثرية على حدة، لضمان الحفاظ على اللون والملمس والصلابة لأطول فترة ممكنة، في بيئة علمية خاضعة لأعلى معايير الأمان والحفظ.

تجربة غامرة تعيد إحياء التاريخ

يتيح العرض الكامل لهذه المجموعة الملكية الفريدة للزائرين فرصة غير مسبوقة لاكتشاف كنوز المقبرة كما وُجدت لحظة اكتشافها على يد هوارد كارتر عام 1922، في تجربة غامرة تعيد إحياء التاريخ الفرعوني بكل تفاصيله. فكل قطعة داخل القاعة تحكي جزءًا من قصة الملك الشاب الذي خلد اسمه إلى الأبد، بدءًا من العرش الذهبي والمركبات الجنائزية، مرورًا بالمجوهرات والتيجان، وصولًا إلى القناع الذهبي الشهير الذي يُعد أيقونة الحضارة المصرية.

بهذا العرض المتكامل، لا يكتفي المتحف المصري الكبير بأن يكون مقرًا للآثار، بل يتحول إلى تجربة ثقافية وحضارية شاملة تعيد تعريف معنى المتحف الحديث، وتمزج بين الأصالة والتكنولوجيا، بين عبق التاريخ وروح الحاضر، لتبقى مصر دائمًا في موقع الصدارة كقلب نابض للحضارة الإنسانية وذاكرة مفتوحة للتاريخ الذي لا يشيخ.

الأخبار

آخر الأخبار