السبت، 20 ديسمبر 2025 09:18 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

الرياضة

المملكة المغربية صانعة المجد

المملكة المغربية صانعة المجد
المملكة المغربية صانعة المجد

لم تعد إنجازات المنتخبات المغربية مجرد نتائج تسجل في دفاتر الرياضة، بل تحولت إلى قصة وطنية ملهمة عنوانها التخطيط والرؤية والقيادة، فقد أثبتت التجربة المغربية أن النجاح لا يولد صدفة، بل هو ثمرة مشروع متكامل ومدروس، له استراتيجية واضحة، ويقوده فكر يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويؤمن بأن الاستثمار في الإنسان والكفاءة هو الطريق الأضمن نحو التميز والاستمرارية.

وفي قلب هذه النهضة الرياضية، يبرز الدور الريادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أولى عناية خاصة للكرة المغربية وللرياضة الوطنية عموما، إيمانا منه بقوتها الناعمة وقدرتها على توحيد المغاربة ورفع راية الوطن عاليا في المحافل الدولية، فمن خلال بنية تحتية حديثة، وأكاديميات تكوين رائدة، ودعم مستمر للمنتخبات والأندية، أصبحت الرياضة المغربية نموذجا يحتذى به، وجعلت العالم بأسره يتحدث بإعجاب عن التجربة المغربية ونجاحاتها المتتالية.

داخل المستطيل الأخضر، كان اللاعب المغربي الترجمة الحية لهذه الرؤية الملكية، روح قتالية لا تلين، وإخلاص مطلق، وعشق للوطن يتقدم على كل اعتبار، لم يكن اللاعبون يرون سوى علم المغرب، ولم تكن قلوبهم تنبض إلا من أجل شرف القميص الوطني، مدركين أن كل انتصار هو رسالة وفاء للملك محمد السادس أولا، ثم هدية صادقة للشعب المغربي الذي يقف خلفهم في كل الظروف.

وقد جسدت المباريات الحاسمة، خاصة تلك التي عشناها في اللحظات الأخيرة أمام المنتخب الأردني، واحدة من أعظم دروس الإيمان وعدم الاستسلام، ثوان قليلة كانت كافية ليؤكد المنتخب المغربي أن الأمل لا يموت، وأن العزيمة قادرة على قلب المعادلات، في تجسيد حي لشعار لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

ولم يكن الجمهور المغربي أقل عظمة من اللاعبين، إذ ظل أينما حل وارتحل سفيرا للأخلاق والرقي، يعكس صورة المغرب الحضارية وتاريخه العريق، هذا الحضور اللافت جعل من المشجع المغربي عنصرا أساسيا في معادلة النجاح، ومصدر فخر لكل من تابع هذه الملحمة الوطنية.

أما البعد الإنساني الأعمق، فتمثل في ذلك الصراع النبيل بين الواجب المهني والانتماء الوطني، تجلى ذلك في موقف مدرب المنتخب الأردني المغربي جمال السلامي الذي دافع عن فريقه بكل صدق واحترافية، لكن بالتأكيد أن داخله كان سعيدا بتتويج بلده المغرب وبإعلاء رايته في أرض عربية شقيقة، صراع داخلي بين الإخلاص والانتماء، ليكرم بجائزة أهم من الكأس، إذ تم منحه الجنسية الأردنية، لتؤكد كرة القدم مرة أخرى أنها مساحة للقيم الإنسانية قبل أن تكون منافسة رياضية.

اليوم، لم يعد العالم فقط يشيد بتألق الكرة المغربية، بل أصبح يتداول اللهجة المغربية ويحتفي بالثقافة المغربية بفضل هذا الإشعاع الكروي غير المسبوق، لقد نجحت الرياضة المغربية، بقيادة ملكية حكيمة، في جعل المغرب حاضرا بقوة في الوجدان العربي والعالمي، ورسخت حقيقة أن الكرة يمكن أن تكون جسرا للهوية والفخر والوحدة.

المملكة المغربية صانعة المجد

الرياضة

آخر الأخبار