أكد هاني عبد السميع، أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر، أن مبادرة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بوقف تغطية أنشطة مشاهير السوشيال ميديا تمثل خطوة شجاعة وواعية في مسار تصحيح المشهد الإعلامي المصري، وتعكس إدراكًا حقيقيًا لمسؤولية الإعلام في بناء الوعي العام، لا سيما في ظل التحديات الاجتماعية والثقافية التي فرضتها موجات المحتوى غير المنضبط على منصات التواصل الاجتماعي.

وأوضح ”عبد السميع“، في بيان، اليوم الأربعاء، أن السنوات الأخيرة شهدت تضخمًا غير مبرر لدور بعض مشاهير السوشيال ميديا، ممن لا يقدمون محتوى حقيقيًا أو قيمة مضافة، بل يعتمدون على الإثارة والجدل والتريند، وهو ما انعكس سلبًا على الذوق العام، خاصة لدى فئات الشباب والنشء، مؤكدًا أن الإعلام المهني لا يمكن أن يكون أداة لتلميع أنماط سلوكية أو نماذج شهرة قائمة على الفراغ.

وأشار أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بالبحر الأحمر إلى أن قرار وقف التغطية الإعلامية لهذا النوع من الأنشطة لا يستهدف حرية التعبير، وإنما يضع حدًا للخلط بين الشهرة والقدوة، وبين الانتشار والمسؤولية، لافتًا إلى أن الحرية الإعلامية يجب أن تكون دائمًا مقترنة بالمسؤولية المجتمعية، لا أن تتحول إلى منصة لتكريس السطحية أو نشر القيم السلبية.

وأضاف ”عبد السميع“ أن المبادرة تعكس عودة قوية لدور الإعلام كقوة ناعمة حقيقية، قادرة على توجيه الرأي العام نحو القضايا الجوهرية التي تمس حياة المواطن، مثل التنمية، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، بدلًا من استنزاف المساحات الإعلامية في متابعة تفاصيل لا تخدم الصالح العام ولا تسهم في رفع الوعي.

وأكد أن حزب «مستقبل وطن» يدعم أي خطوة من شأنها تعزيز الإعلام الوطني المسؤول، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الإعلامية والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل تقديم نماذج إيجابية تُلهم الشباب، وتبرز قصص النجاح الحقيقية في مختلف المجالات، سواء العلمية أو الاقتصادية أو المجتمعية.

وتابع ”عبد السميع“ أن هذه المبادرة تمثل أيضًا رسالة واضحة لمجتمع السوشيال ميديا مفادها أن الشهرة وحدها لم تعد مبررًا للظهور الإعلامي، وأن معيار الاختيار يجب أن يكون قائمًا على التأثير الإيجابي والمحتوى الهادف، مشيرًا إلى أن تصحيح هذا المسار سيحد تدريجيًا من ظاهرة “صناعة التريند” على حساب القيم.

واختتم هاني عبد السميع بالتأكيد على أن مبادرة الشركة المتحدة تعد نقطة انطلاق نحو مشهد إعلامي أكثر انضباطًا ونضجًا، داعيًا إلى استمرار هذا النهج، مع فتح المجال في المقابل أمام الكفاءات الحقيقية وأصحاب الفكر والإبداع، بما يسهم في بناء وعي وطني مستنير، ويخدم أهداف الدولة المصرية في ترسيخ الاستقرار والتنمية المستدامة.