أسرار انسحاب الاحتلال من خان يونس.. تحول في الحرب وعودة الفلسطينيين لمنازلهم
بوابة المصريينعاد الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في خان يونس بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة بالكامل، ما أثار جدلا واسعا عن السر في الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ من خان يونس، وما إذا كان بسبب خسارتهم المذلة ومقتل 4 جنود أم أنه علامة على التحول الكبير في الحرب.
تحول كبير في الحرب وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم في خان يونس
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن انسحاب الاحتلال من جنوب غزة، قوبل بجدل عالمي واسع النطاق بالرغم من مع بذل جيش وحكومة الاحتلال في إسرائيل قصارى جهدهما للتأكيد على أنه ليس له أهمية كبيرة، لكن عودة النازحين لمنازلهم كشفت أن الأمر ليس بالهين.
وتابعت أنه بالنسبة للعالم الذي شاهد شدة القصف الإسرائيلي ووحشيته، فإن فكرة وجود لواء واحد فقط متبقي الآن في القطاع بأكمله تبدو وكأنها تشير إلى تحول كبير في الحرب.
وأضافت أن توقيت الانسحاب في اليوم الذي تزامن مع مرور 6 أشهر على الحرب، ومقتل 4 جنود إسرائيليين من كتيبة واحدة وإصابة العشرات أثار علامات الاستفهام حول أسرار هذا الانسحاب.
وقال آفي هيمان متحدث باسم مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في اليوم التالي: "لا تقرأوا الأمر كثيرًا".
وشدد هيمان على مدى صغر المسافات، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية ستظل بالتالي قادرة على اتخاذ أي إجراء تعتبره ضروريا، مع أو بدون قوات متمركزة داخل غزة.
وفي صحيفة إسرائيل هيوم اليمينية المقروءة على نطاق واسع، ربط المراسل الدبلوماسي للصحيفة أرييل كاهانا انسحاب القوات بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في الجولة الأخيرة من المحادثات التي تجرب في مصر.
هزيمة مُذلة أم استعداد لرفح.. أسرار الانسحاب الإسرائيلى المفاجئ من خان يونس
وتابع: "إن الأسباب الرسمية التي قدمها المتحدثون الرسميون الإسرائيليون لوقف الحرب كانت ذات طبيعة عملية، ولكن كل شخص ذكي يستطيع أن يرى أن التوقيت ليس من قبيل الصدفة، وقبل المحادثات الحاسمة، كان الاستسلام الإسرائيلي يهدف - دون ذكر ذلك صراحة - إلى إرسال إشارة إلى حماس وهي أن إسرائيل كانت متعاونة للغاية معها من وجهة نظرها".
وكان بن كاسبيت في صحيفة معاريف الأكثر وسطية أكثر قوة في تفسيره لهذه الخطوة، حيث قال: "إذا سألت نتنياهو سيقول أن الانسحاب من أجل التحضير للعملية الموعودة في رفح... هناك تفسير ثان، وهو تفسير تم نشره في جميع أنحاء العالم بكل لغة ممكنة، وبهذا الحساب، ويرتبط انسحاب الفرقة 98 من خان يونس بمحادثات صفقة المحتجزين".
وتابع: "أفادت وسائل إعلام جادة في جميع أنحاء العالم أن المحادثة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو كانت مثيرة، لقد دفع بايدن نتنياهو إلى فهم أنه لم يكن على بعد خطوة من النصر، بل على بعد خطوة من التدمير النهائي للتحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وفي العلن على الأقل، واصل نتنياهو تصعيد لهجته بشأن رفح، قائلًا إنه تم تحديد موعد للعملية، أما وزير دفاعه، يوآف جالانت، فقد كان أكثر دقة، حيث قال للمجندين في الجيش أن الوقت الآن "مناسب" لعقد صفقة مع حماس.
وأكدت الإذاعة البريطانية، أن تصريحات جالانت والانسحاب الكامل من غزة، يعكس أن إسرائيل تتراجع عن نهجها في الحرب الوحشية بعد التهديدات الأمريكية الأخيرة وانهيار الدعم العالمي لإسرائيل فضلًا عن خسائر الاحتلال الفادحة في خان يونس وشمال غزة.
وتابعت أن الانسحاب البري من غزة والإبقاء على لواء واحد فقط يفصل الجنوب عن الشمال، يظهر أن إسرائيل تستمع إلى المخاوف الأمريكية بشأن سقوط ضحايا من المدنيين واستهداف المدنيين ونقص المساعدات الذي يهدد الحياة.
وأضافت أن الانسحاب سمح للآلاف للعودة إلى منازلهم في خان يونس بعد 4 أشهر من تواجد الاحتلال بها، ولكن ما وجوده لم يكن الأفضل، حيث رأوا دمار شامل، وتحول منازلهم إلى أنقاض.
وتابعت أن العائدون أكدوا أن خان يونس لم تعد صالحة للعيش، وأكد بعضهم أنها حتى غير صالحة للحيوانات.