الأربعاء، 19 مارس 2025 07:32 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

أخبار عربية

الجزائر تتودد لإسبانيا من أجل عودة العلاقات

بوابة المصريين

في خطوة مفاجئة ومثيرة للدهشة، قرر وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد أن يحمل حقائبه ويتوجه إلى مدريد في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول جزائري منذ أن قررت الجزائر أن "تعاقب" من وجهة نظرها إسبانيا بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية، فالجزائر التي اعتقدت أن بإمكانها فرض إرادتها على مدريد بإجراءات اقتصادية ودبلوماسية صارمة، ها هي اليوم تعود إلى طاولة الحوار وكأن شيئًا لم يكن.

نتذكر جميعًا تلك اللحظة الدرامية عندما أعلنت الجزائر عن تعليق اتفاقية الصداقة مع إسبانيا، وبدأت في التضييق التجاري وإغلاق أبواب الحوار، كان المشهد شبيهًا بفيلم من أفلام الإثارة السياسية، حيث كانت تعتقد بموقفها "الصارم" أن تنهار مدريد تحت الضغط الجزائري، لكن المفاجأة أن مدريد لم تتأثر على الإطلاق، بل بالعكس، لم تزدها الخطوة الجزائرية إلا تمسكًا بموقفها الداعم لمغربية الصحراء.

بعد أكثر من عام من القطيعة والتصعيد، يبدو أن الجزائر أدركت أخيرًا أن سياستها لم تؤتِ ثمارها، وأن مدريد لم ولن تتراجع عن قرارها، لا بل إن إسبانيا واصلت علاقاتها الطبيعية مع المغرب، واستفادت اقتصاديًا من تقاربها مع الرباط، بينما بقيت الجزائر في عزلة دبلوماسية تزداد سوءًا.

ولأن "العقل زينة"، قررت الجزائر أن تتراجع بهدوء وتحاول إعادة المياه إلى مجاريها، لكن دون الاعتراف العلني بأنها كانت على خطأ، فتم إرسال وزير الداخلية إبراهيم مراد ليقوم بـ"مهمة إنقاذ" العلاقات مع إسبانيا، وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن الجزائر لم تصف مدريد سابقًا بالخيانة، ولم تغلق باب التعاون معها بكل عناد.

يبدو أن الجزائر فهمت أخيرًا أن التمسك بمواقف جامدة لا يخدمها، خصوصًا في ظل تغيرات إقليمية ودولية ليست في صالحها، فإسبانيا، التي راهنت الجزائر على تركيعها، لم تتأثر أبدًا، بل خرجت أكثر قوةً وثقةً في علاقاتها مع المغرب، بينما الجزائر وجدت نفسها في موقف محرج.

الآن، يحاول النظام الجزائري العودة إلى الطاولة بلباقة، لكنه يواجه تحديًا كبيرًا، إذ كيف يقنع الإسبان بأنهم بحاجة إلى إعادة العلاقات مع الجزائر، بعد أن أثبتت مدريد أنها تستطيع الاستغناء عنها، ربما سيحتاج الدبلوماسيون الجزائريون إلى دورة تدريبية في "فن الاعتذار غير المباشر"، لأن السياسة ليست مجرد عناد، بل تحتاج إلى ذكاء ومرونة، وهو ما يبدو أن الجزائر بدأت تدركه، ولو متأخرة.

الجزائر إسبانيا وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد

أخبار عربية

آخر الأخبار