الأربعاء، 30 أبريل 2025 09:37 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

أخبار عربية

أزمة الأجواء المغلقة.. الجزائر تواجه عزلة غير مسبوقة في الساحل الإفريقي

بوابة المصريين

تفاقمت الأزمة بين الجزائر ودول منطقة الساحل الإفريقي، بعد إسقاط طائرة مُسيّرة تابعة للجيش المالي، ما أدّى إلى تصاعد التوترات ووضع الجزائر على مشارف عزلة غير مسبوقة داخل القارة الإفريقية، بعدما قررت أربع دول خصومة محتملة أو فعلية معها منع طائراتها من التحليق فوق أجوائها.

ففي يوم الاثنين، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القادمة من مالي والمتوجهة إليها، وهو إجراء مشابه لما سبق اتخاذه في سبتمبر 2021 تجاه المغرب، وجاء في بيان مقتضب للوزارة: "نظرا للاختراقات المتكررة للمجال الجوي الجزائري من طرف دولة مالي، قررت الحكومة الجزائرية غلق هذا المجال أمام الملاحة الجوية من وإلى مالي، وذلك ابتداء من 7 أبريل 2025".

وجاء رد باماكو سريعا، حيث أعلنت وزارة النقل والبُنى التحتية المالية إغلاق المجال الجوي الوطني أمام الطائرات الجزائرية، سواء المدنية أو العسكرية، اعتبارا من نفس اليوم، كرد بالمثل على القرار الجزائري.

وهكذا، أصبحت مالي ثاني دولة بعد المغرب تُغلق الجزائر مجالها الجوي أمامها، ورغم أن المغرب لم يرد رسميا على هذا القرار، فإن الطائرات الجزائرية تتجنب أجواءه فعليًا، ما يعادل حظرا غير معلن.

ويبدو أن الأزمة تتجه نحو مزيد من التعقيد، فبالتزامن مع توتر العلاقات بين الجزائر ومالي، قررت النيجر وبوركينافاسو، وهما شريكتان لمالي في تحالف "ليبتاكو غورما"، استدعاء سفيريهما من الجزائر، وقد ردت الجزائر بخطوة مماثلة، عبر استدعاء سفيرها من نيامي، وتأجيل إرسال سفير جديد إلى واغادوغو، ما يُنذر بإمكانية إغلاق مجالهما الجوي أيضًا أمام الطائرات الجزائرية.

وفي حال نفذت النيجر هذا القرار، فإن التأثير سيكون كبيرًا، نظرًا للحدود الطويلة المشتركة بينها وبين الجزائر، والتي تمثل الامتداد الجغرافي الطبيعي لهذا البلد المغاربي نحو الجنوب الشرقي، أما مالي فتتشارك مع الجزائر حدودا برية جنوب غربي البلاد، مما يعني أن أكثر من نصف حدود الجزائر البرية، بما يقارب 3886 كيلومترا من أصل 6734، ستُغلق فعليًا أمام طائراتها، إذا أضيفت إلى حدود المغرب المغلقة مسبقًا.

وعليه، تواجه الخطوط الجوية الجزائرية تحديات لوجستية ومالية كبرى للوصول إلى دول غرب ووسط إفريقيا، إذ أن هذه الإجراءات حولت الامتداد الجغرافي الواسع للجزائر من ميزة استراتيجية إلى عبء فعلي، وفرضت عليها واقع عزلة شبه تامة في الجنوب والغرب، وتبقى موريتانيا فقط الدولة الوحيدة من جيران الجزائر التي لم تتخذ قرارا مماثلا، ما قد يجعل من أجوائها المسار الوحيد المفتوح للطائرات الجزائرية جنوبا.

في المقابل، قد تتحول موريتانيا إلى محور عبور رئيسي للطيران القادم من وإلى الجزائر، في حال استمر الإغلاق الجوي من بقية الدول، مما يضع مستقبل الحضور الجزائري في المنطقة أمام مفترق طرق حاسم.

الجزائر الساحل الإفريقي الجيش المالي ليبتاكو غورما

أخبار عربية

آخر الأخبار