تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير عبد السلام النابلسي، أحد أبرز نجوم السينما المصرية والعربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والذي ترك بصمته الفريدة في مجال الكوميديا الراقية، ليظل حتى اليوم أيقونة للبهجة وخفة الظل.

بداية فنية متعثرة ثم انطلاقة

وُلد عبد السلام النابلسي في 23 أغسطس 1899 بمدينة طرابلس بلبنان لأسرة فلسطينية من أصول نابلسية، وانتقل إلى القاهرة في شبابه لدراسة الأدب العربي والأزهر الشريف. ورغم معارضة أسرته للعمل بالفن، انجذب النابلسي إلى السينما؛ حيث بدأ بأدوار صغيرة في الثلاثينيات قبل أن يلفت الأنظار بموهبته وقدرته على الإضحاك دون ابتذال.

الكوميديان الأنيق

تعاون النابلسي مع كبار نجوم جيله، مثل عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، صباح، شكري سرحان، إسماعيل ياسين وغيرهم. وتميز بدور "الصديق الظريف" أو "الرفيق المشاكس" في أفلام عبد الحليم مثل أيامنا الحلوة، يوم من عمري، الخطايا.

كما أبدع مع فريد الأطرش في أفلام مثل إزاي أنساك، رسالة غرام، ومع صباح في شارع الحب.

بملابسه الأنيقة وطريقته الخاصة في الأداء، أعطى للكوميديا بُعداً مختلفاً بعيداً عن المبالغة أو الإسفاف، حتى لُقّب بـ"أمير الكوميديا الراقية".

حياة خاصة مليئة بالمفاجآت

ورغم شهرته الفنية، عاش النابلسي حياةً مليئة بالمتاعب المادية، إذ أنه كان يُنفق ببذخ على مظهره وحياته الاجتماعية، مما تسبب له في أزمات مالية. لكن هذه المتاعب لم تُفقده ابتسامته ولا روحه المرحة.

تزوج في سنواته الأخيرة من المغربية جورجيت سباط بعد قصة حب قوية، وقد ظلت إلى جواره حتى وفاته.

رحيل مفاجئ

في 5 يوليو 1968، رحل عبد السلام النابلسي عن عمر ناهز 69 عاماً في بيروت، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة. وكان خبر وفاته صدمة لنجوم الوسط الفني وجمهوره العريض، خاصة أنه ظل حتى أيامه الأخيرة يطل بابتسامته الساخرة وروحه المرحة.

شارك النابلسي في أكثر من 150 فيلماً، وما زالت أدواره تُعرض على الشاشات حتى اليوم، لتؤكد أن الكوميديا الراقية لا تموت، وأن الفنان الحقيقي يبقى في ذاكرة جمهوره مهما مر الزمن.

في ذكرى رحيله، يبقى عبد السلام النابلسي رمزاً لفن نظيف أسعد أجيالاً متعاقبة، وواحداً من أعمدة السينما العربية الذين لا يُعوَّضون.

عبد السلام النابلسي

عبد السلام النابلسي

عبد السلام النابلسي

عبد السلام النابلسي

عبد السلام النابلسي