تطبيقات آيفون تشهد تغييرات ملموسة بعد قرار قضائي يفتح الباب أمام مطوري البرامج لتجاوز عمولة آبل البالغة 30%، مما قد ينعكس إيجابيًا على أسعار الاشتراكات والخدمات، وفقا لـThe New York Times

في تحول مفاجئ، بدأت العديد من تطبيقات آيفون في تغيير طريقة تعاملها مع المستخدمين، خاصة فيما يتعلق بعمليات الشراء والاشتراك داخل التطبيق. فعلى سبيل المثال، أتاح تطبيق Kindle للمستخدمين الآن شراء الكتب مباشرة من موقعه الإلكتروني، بينما بدأت Spotify في عرض فترات تجريبية مجانية من خلال التطبيق، وأطلقت Patreon إمكانية دعم صانعي المحتوى بمبالغ إضافية.

هذه التغييرات جاءت في أعقاب حكم قضائي أميركي مهم، أجبر شركة آبل على فتح باب الدفع المباشر أمام المستخدمين، دون الحاجة إلى المرور بنظام الدفع الخاص بمتجر App Store، والذي تفرض عليه الشركة عمولة تصل إلى 30%.

ما الذي حكمت به المحكمة الأمريكية؟

الحكم صدر عن القاضية يفون غونزاليس روجرز، التي تولت القضية الشهيرة بين شركة Epic Games وآبل منذ عام 2020. وقررت المحكمة أن آبل لم يعد بإمكانها فرض عمولات على المبيعات التي تتم عبر روابط خارج التطبيق.

كما منعت القاضية الشركة من وضع قواعد تمنع المطورين من إضافة أزرار أو روابط للدفع المباشر، أو عرض تحذيرات discouraging messages تمنع المستخدمين من الخروج من متجر التطبيقات. هذا القرار يفتح الباب واسعًا أمام المطورين لتقديم عروض واشتراكات بطرق مرنة وأسعار تنافسية.

كيف ستتغير تطبيقات آيفون في الفترة المقبلة؟

لفترة طويلة، كانت تطبيقات مثل Kindle تتجنب بيع الكتب داخل التطبيق بسبب العمولة المرتفعة، لكنها الآن أضافت زر "احصل على الكتاب" الذي يوجه المستخدم مباشرة إلى موقع أمازون للشراء.

كذلك، كانت آبل تمنع Spotify من تقديم عروض مجانية للعملاء الجدد، لكنها الآن أتاحت زرًا جديدًا في التطبيق لتفعيل تجربة مجانية لمدة 3 شهور. هذه مجرد أمثلة أولية، ويتوقع أن تتبعها تطبيقات كثيرة قريبًا.

وبفضل إلغاء العمولة، قد تنخفض تكلفة الاشتراكات الشهرية للمستخدمين، فبدلًا من دفع 10 دولارات مثلًا، يمكن أن يُعرض السعر مقابل 7 دولارات فقط.

خسائر محتملة لآبل.. كم ستفقد من أرباحها؟

وفقًا لتقديرات مورغان ستانلي، تحقق آبل حوالي 11 مليار دولار سنويًا من مبيعات التطبيقات داخل الولايات المتحدة وحدها. ورغم أنها لن تخسر هذا الرقم بالكامل، فإن ما يصل إلى 2 مليار دولار من هذه الإيرادات أصبح مهددًا نتيجة هذا الحكم.

لكن حجم الخسارة الحقيقي سيتوقف على مدى استعداد المستخدمين لتغيير عاداتهم. فرغم أن الشراء عبر متجر آبل سريع وآمن، إلا أن الأسعار الأرخص في المواقع الخارجية قد تدفع الكثيرين لتجربة البدائل.

هل سينتشر القرار عالميًا؟ أوروبا وآسيا تراقبان عن كثب

بعد فرض القرار في الولايات المتحدة، من المتوقع أن تطالب الجهات التنظيمية في أوروبا، واليابان، وكوريا الجنوبية بامتيازات مماثلة. هذه الدول كانت تضغط سابقًا لتقليل هيمنة آبل على متجرها، ولن تقبل بأن يدفع مطوروها عمولات أعلى من نظرائهم في أمريكا.

بمعنى آخر، قد يشكل هذا الحكم سابقة قانونية تُسرّع من تقنين حرية الدفع المباشر على مستوى العالم.

هل تستطيع آبل التراجع عن هذه التغييرات؟

آبل أعلنت بالفعل نيتها استئناف الحكم، لكنها قد تواجه صعوبة في قلب القرار. ففي عام 2021، أصدرت القاضية نفسها حكمًا مشابهًا أقل إلزامًا، حاولت آبل التحايل عليه بإضافة عمولة نسبتها 27% على المبيعات التي تتم عبر روابط خارجية.

لكن محكمة الاستئناف الفيدرالية أيدت قرار 2021، وهو ما يرجح أن استئناف آبل الحالي لن يُحدث تغييرًا كبيرًا. وعلّق خبير القانون التقني في جامعة ستانفورد، مارك ليملي، قائلًا: "الأفضل لآبل أن تتقبل الأمر وتمضي قدمًا".