ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن منظمتين إسرائيليتين بارزتين في مجال حقوق الإنسان أصدرتا تقريرين خلصتا إلى أن تصرفات حكومتهما في قطاع غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية - وهو اتهام سبق أن وجهته بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية وحكومات أجنبية وأكاديميون، غير أنه لم يسبق أن وجهته أي منظمات إسرائيلية حتى الآن.

وقالت منظمتا "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل" إنهما حللتا سلوك إسرائيل في غزة وخطاب القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وخلصتا إلى وجود نية متعمدة من جانب صانعي القرار الإسرائيليين لاستهداف جميع سكان غزة بدلا من استهداف المقاتلين فقط، فضلا عن وتدمير حياة الشعب الفلسطيني والبنية التحتية الصحية والمدنية للقطاع، وذلك في إطار حملة استمرت 21 شهرا.

ونسبت الصحيفة إلى جاي شاليف، وهو المدير التنفيذي لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل"، قوله للصحفيين: "بناء على تحليل قانوني دقيق للحقائق، نعلن بقلب مثقل أن هذه إبادة جماعية" .. إن التدمير الممنهج لنظام الرعاية الصحية ومنع الوصول إلى الغذاء وعرقلة عمليات الإجلاء الطبي واستخدام المساعدات الإنسانية لتحقيق أهداف عسكرية - كلها تشير إلى نمط سلوكي واضح، وهو نمط يكشف عن نية ما.

وأشارت واشنطن بوست إلى أنه منذ أن شنت إسرائيل هجوما كاسحا على غزة، اتهمت منظمات حقوقية وحكومات - من بينها جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لا تزال قيد النظر- إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين هناك .. وقد أثارت هذه الادعاءات رد فعل لاذعا من جانب الدولة العبرية، إذ اعترفت الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية لأول مرة كجريمة بموجب القانون الدولي عام 1946.

وفي تقرير من 79 صفحة، قالت منظمة بتسيلم إن تكتيكات الحرب الإسرائيلية تجاوزت ما هو ضروري لتفكيك حماس كقوة مقاتلة، ووثقت حالات دعا فيها سياسيون وكبار المسؤولين الإسرائيليون علنا إلى تجويع سكان غزة وتدمير القطاع حيث يعيش حوالي مليوني فلسطيني في القطاع.

واستشهدت الصحيفة بتصريحات يولي نوفاك، وهي مديرة منظمة بتسيلم، التي قالت فيها إن المجتمع الإسرائيلي قد لا يدرك بالضرورة تداعيات حملة الرد الإسرائيلية.

ونوهت الصحيفة بأن تصريحات جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية تأتي في وقت تتعالى فيه الأصوات المنتقدة لإسرائيل لتقييدها دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة .. وكان آخرها اتحاد اليهودية الإصلاحية، وهي الهيئة المشرفة على أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، والذي حث الحكومة الإسرائيلية على إعادة تدفق الغذاء دون قيود، وندد بحلفاء نتنياهو السياسيين لاستخدامهم خطابا -مثل الدعوة إلى "محو" غزة- قال إنه لا يعكس القيم اليهودية.