الإثنين، 22 سبتمبر 2025 01:24 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

الأخبار

وزارة التعليم وعدت وأوفت.. لا طالب دون مقعد ولا فصل بلا معلم ولا مدرسة ينقصها الكتب| صور

بوابة المصريين

قبل عامين فقط من الآن، ومع بداية أول يوم دراسي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور متداولة من عدّة مدارس، مرة لأطفال يفترشون الأرض لعدم وجود مقاعد داخل الفصل، ومرة لعدم وجود معلمين ما أحدث فوضى، ومرة لزحام وشجار المعلمين مع أولياء الأمور بسبب عدم التنظيم، ومرة بسبب حرمان الطلاب من الكتب بسبب المصروفات أو لعدم وصول الكتب من الأساس.

اليوم، كانت بداية العام الدراسي الجديد، استثنائية بامتياز، فلا طالب دون مقعد، ولا فصل دون معلم، ولا مدرسة دون كُتب، ولا صور مثيرة للجدل تُنشر، ولا فوضى بسبب عدم التنظيم، ولا إصابات بين التلاميذ بسبب الشجار والزحام، حتى بدت الصورة مثالية إلى حد بعيد، فما كان يحدث مع بدايات الدراسة بدا وكأنه صار ذكرى، لا شواهد لها في الوقت الراهن.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

كانت بدايات الدراسة كل عام، مادة خصبة للإثارة والجدل وتصدير صورة بالغة السلبية عن الحكومة، بسبب عدم الاستعداد الجيد من المديريات والإدارات والمدارس، وحتى وزارة التربية والتعليم.. لكن تلك الصورة تغيرت بشكل جذري، بعد أن اختفت المشاهد السلبية والصورة المشينة من على مواقع التواصل الاجتماعي، بُحكم التنظيم والترتيب والتخطيط والاستعداد المبكر على مستويات مختلفة من وزارة التربية والتعليم.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

غاب جدل كل عام، وهذا مشهد في حد ذاته نادر.. لما لا، والخطة يُشرف عليها الوزير محمد عبداللطيف شخصيا، ما بين اجتماعات مع الآلاف من مديري المدارس، واجتماعات أخرى مكثفة مع مديري الإدارات والمديريات، وخطط محددة لقيادات الوزارة الكبار، وتكليفات مشددة للصفين الأول والثاني في الوزارة، وفوق كل ذلك، استعدادات مبكرة، وغلق منافذ السلبيات خلال فترة الصيف، فكانت النتيجة بداية استثنائية للعام الدراسي.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

اعتقد كثيرون أن تطوير وتغيير ٩٤ منهجا تعليميا في الصفوف الدراسية المختلفة، سيخلق أزمة كبرى مرتبطة بتأخر الطباعة وتأخير الكتب لعدة أسابيع، لكن الوزارة فاجأت الجميع بانتهاء تطوير وتغيير كل هذه المناهج دفعة واحدة، وانتهاء طباعة وتوزيع الكتب على جميع المدارس، وهذا في حد ذاته إنجاز كان بحاجة إلى معجزة، لكن الوزارة كانت على قدر المسئولية.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

وعد الوزير محمد عبداللطيف بأن جميع الكتب ستكون في المدارس قبل بداية الدراسة، وتحقق الوعد، وتعهد بتوزيعها على الطلاب من اليوم الأول، وتحقق الوعد، ثم تعهد ببداية هادئة للمدارس ودون أي جدل أو فوضى، وتحقق الوعد، ثم تعهد بعدم وجود فصل دراسي واحد دون معلم، وكان على قدر الوعد، ثم تعهد بانتهاء الصيانة البسيطة للمدارس قبل الدراسة، وحقق الوعد، وهي شواهد لم تكن لتتحقق لولا أن الوزير نجح في التعامل مع ملف العام الدراسي الجديد بفكر الجماعة، وانتقى مجموعة متميزة من القيادات بعكس ما كان يحدث في الماضي القريب، وأصبح البقاء للخبرات والكفاءات، فقط.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

ولطالما كان العام الدراسي كل عام، مثار جدل واستقطاب مجتمعي مرتبط ببعض القرارات وطريقة تطبيقها، فإن الوزير محمد عبداللطيف نجح في نسف هذا الميراث القديم، رغم أنه لم يُكمل في وزارة التعليم أكثر من ١٤ شهرا فقط، لكنه فعل ما كان يُمكن تطبيقه في سنوات.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

لم يكن سهلا بالمرة، الانتهاء من تغيير 94 منهجا تعليميا في الصفوف الدراسية المختلفة، وهو الأمر الذي كان مفاجئا للرأي العام أجمع، وسط تساؤلات كثيرة حول طريقة إنجاز كل هذا الجهد في توقيت قياسي، بينما كانت الوزارة تقوم بتطوير مناهج صف دراسي واحد كل عام، في حين نجحت الوزارة خلال أشهر قليلة فقط، في إنجاز 94 منهجا تعليميا وطباعتهم وتسليمهم للمدارس قبل بدء الدراسة، وتوزيعهم على الطلاب من أول يوم.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

بدأت الوزارة في طباعة الكتب الجديدة، والقديمة أيضا، بشكل مبكر، ما جعل الوزارة تنجح في أن يبدأ العام الدراسي الجديد وجميع الكتب في حوزة الطلاب والمعلمين، بعكس ما كان يحدث في الماضي القريب عندما تتأخر طباعة الكتب، وبناء عليه يتأخر وصولها إلى الطلاب، بدعوى التطوير والتغيير والتحديث والطباعة.. ثم أن المناهج المطورة نفسها، شيقة وبسيطة وليست معقدة أو عشوائية ولا تحتمل شبهة أخطاء، ولا تعتمد على الحفظ وتكرس الفهم، وحسب شهادات دولية فإنها تضاهي نظيرتها في في التصنيف الدولي للتعليم. والأهم من ذلك، أنها صارت مملوكة ملكية خالصة لوزارة التربية والتعليم، بعد أن ظلت المناهج عبر سنوات طويلة مضت، ملكية مؤسسات تربوية ودور نشر، وبالتالي أصبح لدى الوزارة مناهج مطورة وعصرية وذات معايير دولية، تغيرها وتطورها متى وكيفما شاءت، وفق متطلبات العصر واحتياجات العملية التربوية.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

وعلى مستوى الكثافات الطلابية، فالوزارة انتهت من حلحلة هذا الملف من العام الماضي، ولم يعد أي فصل تصل كثافته لأكثر من 50 طالبا.. وبينما شكك كثيرون في هذا النجاح واعتقدوا أن الوزارة تتحدث بروايات خيالية، كانت بداية العام الدراسي الجديد هذا العام، كاشفة بوضوح عن غلق ملف الكثافات بشكل نهائي. وإذا كان العام الدراسي الماضي شهد بعض الجدل حول توزيعة الطلاب وطريقة حل الكثافة، فالعام الحالي لم يتكرر أية مشاهد مرتبطة بالكثافات كخطة محسومة مسبقا، ومطبقة بالفعل.

جانب من جولة الوزير في مدارس القاهرة

وفيما يتعلق بأزمة عجز المعلمين. فالوزارة تحركت فعليا في مسارات مختلفة، أولها أن لديها خطة انتهت منها بأن تكون جميع المواد الأساسية بأي صف دراسي يتوافر لها معلمون، ولن يكون بأي مدرسة مادة أساسية بلا معلم، وسيكون ذلك من خلال التعيينات الجديدة والتعاقد بالحصة مع عشرات الآلاف، إضافة إلى مد خدمة من سيخرجون على المعاش وفق تعديلات قانون التعليم، وهو الملف الذي حُسم وانتهى.

الأكثر إنجازا، أنه للمرة الأولى في تاريخ الوزارة، ومع بداية أول يوم دراسي، أصبح بيد كل طالب في مصر كتيب خاص بالتقييمات، يتضمن الواجبات والآداءات والتقييمات والملخصات في كل مادة بدروسها وموضوعاتها، ولن يكون الطالب بحاجة إلى طباعة أو إرهاق نفسه وأسرته في أي شيء يخص التقييمات والواجبات.. فقد أصبح مطبوعة، وتولّت الوزارة طباعتها نيابة عن الطلاب وأسرهم.

حتى ملف تدريب وتأهيل المعلمين لم يُهمل.. وكان الإنجاز الأكبر أنه أمام تطوير ٩٤ منهجا تعليميا فهناك حاجة لتطوير معلمي تلك المواد، وهو ما حدث تدريجيا بطريقة احترافية بعيدا عن الذي كان يتم التعامل معه في الماضي القريب بطريقة روتينية وتقليدية، أو بمعنى أدق "التدريب على الورق.. وكله تمام".. لكن هذا لم يتكرر، وعُقدت التدريبات بشكل احترافي وعصري، ليكونوا كل معلم قريبا من متطلبات العملية التدريسية وفق معاييرها الجديدة، وقريبون أيضا من المناهج الجديدة التي تم تطويرها، وقريبون مما تريده الدولة منهم كرُسل علم في الجمهورية الجديدة.

أمام كل هذه الجهود الخارقة، وتعامل وزارة التعليم ووزيرها محمد عبداللطيف مع الملف بكل جدية وأمانة، كان طبيعيا أن يبدأ العام الدراسي بهدوء ودون مشكلات معقدة كانت متكررة.. فالمناهج طُوّرت وطُبعت ووصلت المدارس ووُزعت على الطلاب بمختلف الصفوف، وكُتب التقييمات كذلك، والفصول ليس بها عجز لمعلم واحد في مادة أساسية، ولا طالب واحد دون مقعد، ولا مدرسة واحدة دون صيانة وتجهيز وتأمين.. والنتيجة: غياب شبه كلّي لمشكلات معقدة كانت تُستخدم لتشويه صورة الحكومة ومؤسساتها، فلم يجد الخصوم صورة سلبية أو مشهدا يبنون عليه قصصا خيالية لتشويه صورة الدولة، لأن وزارة التعليم وعدت وأوفت وقررت وتمسكت ونجحت وقدمت لأهل مصر بداية مبهجة لعام دراسي استثنائي بامتياز.

الأخبار

آخر الأخبار