ستونز: فكرت بالاعتزال في لحظة ضعف خلال الموسم الماضى


كشف جون ستونز، مدافع مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي، أنه فكر في الاعتزال خلال الموسم الماضي نتيجة معاناته المتكررة مع الإصابات.
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، خاض ستونز 11 مباراة فقط في الدوري الإنجليزي خلال الموسم الماضي، بعدما تعرض لإصابات متتالية في القدم وأوتار الركبة، وكانت الأخيرة سبباً في انتهاء موسمه مبكراً في شهر فبراير.
شارك المدافع البالغ من العمر 31 عاماً، مع منتخب إنجلترا في خمس بطولات كبرى، لم يمثل "الأسود الثلاثة" منذ أكتوبر 2024، بعدما تولى الألماني توماس توخيل تدريب المنتخب في يناير الماضي.
ويعود ستونز إلى صفوف المنتخب استعداداً لمباراتي ويلز الودية على ملعب ويمبلي، ولاتفيا في تصفيات كأس العالم يوم 14 أكتوبر، حيث يسعى المنتخب الإنجليزي إلى حسم تأهله إلى مونديال الصيف المقبل الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال ستونز في حديثه لـ"بي بي سي": "كان الموسم الماضي صعباً للغاية بالنسبة لي، إلى درجة أنني فكرت في الاعتزال. كنت أشعر بأنني أفعل كل ما بوسعي وأتبع الاحترافية الكاملة، لكني أتعرض للانتكاسات باستمرار دون أن أجد تفسيراً لذلك، كان وضعاً نفسياً صعباً للغاية".
ومنذ انضمامه إلى مانشستر سيتي قادماً من إيفرتون عام 2016، لم يتمكن ستونز من تجاوز حاجز 27 مباراة في موسم واحد من الدوري بسبب الإصابات المتكررة.
وأضاف: "يأتي وقت لا تفهم فيه السبب، ويزداد الأمر صعوبة عندما تبذل كل ما لديك من جهد وتعيش باحترافية عالية، ثم يحدث ما لا تتوقعه. حينها يصبح التحدي نفسياً أكثر من أي شيء آخر. آمل ألا أعود إلى تلك الحالة مجدداً".
وخاض ستونز خمس مباريات فقط هذا الموسم، في وقت يفضل فيه المدرب بيب جوارديولا الاعتماد على الثنائي روبن دياز ويوشكو جفارديول في قلب الدفاع.
وتابع ستونز قائلاً: "كانت مشاعري متوترة حينها، ولم أكن أفكر بعقلانية. لا أظن أنني كنت سأنفذ فكرة الاعتزال فعلاً، لكني كنت في لحظة ضعف. قلت سابقاً عندما أراد سيتي أن أبحث عن تحدٍ جديد، إنني سأقاتل، وهذا ما تعلمته منذ الطفولة، فلماذا أتوقف الآن؟ هناك بداخلي روح القتال والرغبة في الفوز، ولن أتخلى عنها".
من جانبه، أكد توخيل الأسبوع الماضي أنه لا يوجد لاعب يضمن مكانه في قائمة إنجلترا، مستبعداً أسماء بارزة مثل فيل فودين وجود بيلينجهام وجاك جريليش.
لكن قيمة ستونز بالنسبة للمدرب الألماني ظهرت في يونيو الماضي، عندما طلب منه الانضمام إلى معسكر المنتخب في إسبانيا رغم إصابته، من أجل المشاركة في التدريبات والتواجد إلى جانب زملائه.
وقال ستونز: "حبي لإنجلترا لا يمكن وصفه بالكلمات. أحب اللعب للمنتخب وأعيش أفضل لحظات مسيرتي معه. عندما طلب مني توخيل الانضمام إلى الفريق رغم أنني لم أكن جاهزاً، لم أتردد لحظة. كنت أريد أن أكون هناك، قريباً من الزملاء، وهو أدرك أنني كنت أشعر بالوحدة أثناء التدريبات الفردية".
وأضاف: "كان هدفي أيضاً أن أكون حاضراً كصوت وخبرة للاعبين الشباب، وأن أُظهر لهم معنى الانتماء والالتزام. وجودي رغم عدم جاهزيتي كان رسالة مهمة عن روح الفريق التي يتميز بها المنتخب الإنجليزي. كانت لحظة خاصة بالنسبة لي".
مسيرة مميزة
وُلد جون ستونز في مدينة بارنسلي الإنجليزية عام 1994، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف نادي مسقط رأسه "بارنسلي"، حيث تدرج في الفئات السنية قبل أن يظهر لأول مرة مع الفريق الأول عام 2012 في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي. لفت أداؤه الصلب في خط الدفاع أنظار كشافي إيفرتون، الذين تعاقدوا معه في يناير 2013 مقابل ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، ليبدأ هناك مرحلة التطور الحقيقية في مسيرته.
مع إيفرتون، أثبت ستونز نفسه كأحد أبرز المدافعين الشباب في إنجلترا، بفضل هدوئه تحت الضغط وقدرته على بناء اللعب من الخلف، ما جعله نموذجاً للمدافع العصري الذي يجمع بين القوة الفنية والتكتيكية. تألقه لفت انتباه مانشستر سيتي ومدربه بيب جوارديولا، الذي ضمه في صيف 2016 مقابل 47.5 مليون جنيه إسترليني، ليصبح حينها أغلى مدافع إنجليزي في التاريخ.
منذ انتقاله إلى "الاتحاد"، تطور ستونز بشكل ملحوظ تحت قيادة جوارديولا، الذي منحه دوراً محورياً في أسلوب اللعب القائم على الاستحواذ والتمرير. ساهم في تتويج مانشستر سيتي بعدة ألقاب محلية وقارية، أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا موسم 2022-2023، إلى جانب تحقيق الدوري الإنجليزي الممتاز في ست مناسبات.
وعلى الصعيد الدولي، شارك ستونز في أكثر من 80 مباراة مع منتخب إنجلترا، وكان جزءاً أساسياً من الفريق الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم 2018 ونهائي يورو 2020. رغم معاناته المتكررة مع الإصابات، ظل أحد الركائز الدفاعية الأساسية في الكرة الإنجليزية، لما يمتلكه من شخصية قيادية وخبرة واسعة في أكبر المحافل.