الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 05:17 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

أخبار عالمية

إعادة إعمار غزة.. تفاصيل الدور الأوروبي في تنفيذ خطة ترامب

بوابة المصريين

أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس الاثنين، عن دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لخطة السلام في غزة، التي توسطت فيها مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.

جاء ذلك في تقرير للقاهرة الإخبارية.

وكتبت فون دير لاين على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "نحن على أهبة الاستعداد للمساهمة في نجاحها بكل ما أوتينا من قوة. وسنقدم تمويلًا من الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار غزة".

وإضافة إلى ذلك، ستستأنف بروكسل مهمة مدنية لمراقبة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، غدًا الأربعاء، دعمًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وفقًا لما ذكرته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في بيان منفصل.

على مدار عامين، شلت الانقسامات الداخلية الاتحاد الأوروبي في صراع غزة. وانحصرت ردود فعل الاتحاد في "القلق العميق" والتحوط الدبلوماسي، وهو وضع دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى القول لشبكة الأخبار الأوروبية "يورو نيوز" إن أوروبا أصبحت غير ذات صلة بعملية السلام في الشرق الأوسط.

لكن الآن، والحديث لـ"يورو نيوز"، ومع تحقيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، المتمثلة في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، يأمل الاتحاد الأوروبي في لعب دور أساسي في ضمان تنفيذ جميع مراحل الخطة، أو على حد تعبير نتنياهو، استعادة نفوذه.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى وقف إطلاق النار، الجمعة الماضي، عن تدمير جزء كبير من البنية التحتية في غزة، ويتوقع الخبراء أن يستغرق تعافي القطاع عقودًا، ويكلف مليارات الدولارات.

وفي فبراير، رسم تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والأمم المتحدة صورة قاتمة، إذ تُقدر التكاليف بنحو 53 مليار دولار "45 مليار يورو"، وتبلغ الاحتياجات قصيرة الأجل في السنوات الثلاث الأولى نحو 20 مليار دولار "17 مليار يورو".

وهنا يمكن لأوروبا أن تساعد، وفق ريم مونتاز، من مركز كارنيجي أوروبا للأبحاث، التي كتبت: "حان الوقت الآن للاتحاد الأوروبي لحشد قدراته لاستخدام نفوذه".

وأضافت: "هذا من شأنه أن يعزز قدرة الأوروبيين على المساهمة في وضع نهاية لأخطر الحروب، وأكثرها زعزعة للاستقرار السياسي في جوارهم الجنوبي".

من جهتها، قالت ليل ماجين، الباحثة في السياسات بمعهد ميتفين -مركز أبحاث إسرائيلي-: "أوروبا ليست عاجزة. يجب على الاتحاد الأوروبي أن يطلق فورًا صندوقًا مخصصًا للتعافي والصمود".

وأضافت ماجين: "من خلال دمج هذا الصندوق في إطار إعادة الإعمار وبناء الدولة الأوسع، يمكن للاتحاد الأوروبي المساعدة في توجيه المساعدات ونحو بناء قدرات حقيقية من القاعدة إلى القمة".

في خطاب ألقته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر الماضي، أعلنت أورسولا فون دير لاين، خططًا لإنشاء مجموعة خاصة من المانحين لتنسيق وتمويل إعادة إعمار غزة على نطاق واسع.

وأعلن التكتل الأوروبي خطة دعم ضخمة وغير مسبوقة تمتد لـثلاث سنوات بقيمة إجمالية تصل 5 مليارات يورو.

ووفقًا لما نقلته صحيفة "نيجوثيوس" الإسبانية، أشارت المفوضية الأوروبية إلى أن المرحلة الأولى من هذه الخطة الطموحة سيتم تخصيص ما يقارب 2 مليار يورو لها. ويتم توجيه هذا المبلغ بشكل أساسي نحو البنية التحتية الحيوية في القطاع، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمستشفيات المدمرة. ومن المتوقع أن تبدأ الأعمال التنفيذية للترميم خلال الربع الأول من عام 2026.

وأشارت صحيفة "البريوديكو" الإسبانية، إلى أن المساعدات الأوروبية تتوزع على ثلاثة مسارات رئيسية هي إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، ودعم الاقتصاد المحلي وتشغيل الشباب وتمويل الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والطاقة.

وتأتي هذه الخطوة في ظل قناعة أوروبية متزايدة بأن استقرار غزة شرط أساسي للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، ولتقليل موجات الهجرة غير النظامية التي تُشكّل هاجسًا دائمًا لبروكسل.

وتقوم الخطة الأوروبية على إنشاء صندوق خاص لإعمار غزة بإدارة مشتركة بين الاتحاد الأوروبى والبنك الدولي، مع مساهمات من الدول العربية والأمم المتحدة.

كما يتم توجه نحو 1.5 مليار يورو لدعم الاقتصاد المحلي، من خلال مشروعات صغيرة ومتوسطة، وتشجيع الزراعة والصناعات الخفيفة، فيما يخصص الباقي لدعم التعليم وبرامج إعادة الإعمار السكني، خاصة في شمال القطاع الذي شهد دمارًا واسعًا.

وأعلن الاتحاد الأوروبى أيضًا ممرًا إنسانيًا بحريًا وجويًا، لتسريع دخول المساعدات، إضافة إلى بعثة مدنية للمراقبة والإشراف المالي، بهدف ضمان الشفافية في توزيع التمويل.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن إعادة إعمار غزة ليست فقط مسألة مالية، بل التزام سياسي لضمان ألا تعود الحرب مرة أخرى، كما أبدت فرنسا وإيطاليا استعدادًا للمشاركة في قوة مراقبة مدنية لتأمين الهدنة والإشراف على المعابر في حين شددت ألمانيا على ضرورة ربط الإعمار بعملية سياسية شاملة تؤدي إلى حل الدولتين.

وأوضحت "يورونيوز" أن الفكرة هي جمع الجهود الخيرية الدولية في أداة واحدة تضمن حوكمة شفافة للأموال والاستخدام الفعال للموارد من أجل إعادة إعمار المنطقة. وذكرت الشبكة أنه حال استطاعت الأموال الأوروبية المساهمة في تحقيق سلام دائم بالشرق الأوسط، فسيصبح الاتحاد الأوروبي لاعبًا مهمًا في المنطقة.

ورغم الإجماع العام على أهمية الدور الأوروبي، إلا أن هناك انقسامات داخل الاتحاد بشأن آلية التمويل والرقابة على الأموال، إضافة إلى الجدل حول التعامل مع حماس، إذ إن بعض الدول الشرقية، مثل المجر والتشيك، تعارض أي تعاون مباشر مع سلطات غزة الحالية، بينما تطالب دول مثل إسبانيا وأيرلندا بموقف أكثر جرأة تجاه إسرائيل ومحاسبتها على الأضرار التي لحقت بالمدنيين، ويحذر مراقبون من أن هذه التباينات قد تعيق سرعة تنفيذ خطة الإعمار.

أخبار عالمية

آخر الأخبار