الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 03:35 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

حوادث اليوم

اعترافات مثيرة للقاتل في جريمة فيصل.. انتقام شيطاني ينهي حياة أم وأطفالها الثلاثة

بوابة المصريين

في قلب منطقة فيصل بالجيزة، كانت الساعات الأولى من الصباح هادئة كعادتها، إلى أن اخترق الصمت صراخ مفزع هزّ القلوب، إذ بأهالي المنطقة خرجوا مسرعين ليروا مشهدًا لا يُنسى حيث طفل في الثالثة عشرة من عمره يُدعى «سيف» جثة هامدة على الرصيف، وبجواره شقيقته «جنى» ذات الأحد عشر عامًا تُصارع الموت.

كانت أنفاسها الأخيرة تتلاشى أمام أعين الناس، فيما علت الهمهمات والدموع في وجوه الجيران الذين لم يفهموا شيئًا، والشارع الذي كان يملؤه ضحك الأطفال، تحوّل في لحظة إلى ساحة فاجعة.

من القاتل الذي حوّل حياة الأسرة إلى جحيم؟

لم يمض وقت طويل حتى بدأت خيوط الجريمة تتكشف أمام رجال المباحث، والصدمة الكبرى كانت حين تبيّن أن القاتل ليس غريبًا، بل شخص كانت الأسرة تعرفه جيدًا وتثق به، إنه صاحب محل أدوية بيطرية، كان يعيش مع والدة الأطفال بعد علاقة جمعتهما لفترة قبل أن تتدهور الأمور بينهما، لكن ما لم يخطر ببال أحد أن الخلاف بينهما سيتحوّل إلى انتقام بشع تجاوز حدود الإنسانية.

كيف بدأ الانتقام من الأم إلى الأطفال؟

بحسب اعترافات المتهم أمام المباحث، فقد قرر تنفيذ جريمته الأولى في يوم 21 أكتوبر الجاري، حيث أعد كوب عصير “عادي المظهر” لكنه كان يحمل الموت في داخله، بعد أن خلطه بمادة سامة تُستخدم لعلاج الحيوانات، وقدّم العصير للأم بنفسه، وظلّ يراقبها وهي تنهار أمامه ببرود لا يليق إلا بالوحوش، وحين بدأت تفقد وعيها، حملها إلى المستشفى، وسجّل بياناتها باسم مزيف ثم تركها تواجه مصيرها وحدها ورحل وكأن شيئًا لم يكن.

لماذا لم يكتفِ بقتل الأم؟

بعد ثلاثة أيام فقط، وكأن الشيطان يسكن قلبه قرر أن يُكمل ما بدأه، حيث اصطحب الأطفال الثلاثة في نزهة قصيرة، محاولًا أن يبدو طبيعيًا كانوا يضحكون في براءة لا تعرف الخطر بينما كان هو يخطط لموتهم، فقدّم لهم عصيرًا ممزوجًا بالسم نفسه.

شرب سيف وجنى، وسقطا بعد دقائق بينما رفض الطفل الأصغر مصطفى الذي لم يتجاوز السادسة من عمره أن يشرب، حينها حمله القاتل بيده وألقاه في الترعة بدم بارد في واحدة من أبشع لحظات الجريمة.

كيف حاول التخلص من الجريمة؟

عندما بدأت آثار السم تظهر على جسدي الطفلين، لم يحاول إنقاذهما، بل استعان بعامل وسائق “توك توك” بحسن نية، وطلب مساعدتهما في نقل الصغيرين.

قادهم إلى الشارع، وهناك ألقى بالأطفال كما تُلقى الأشياء التالفة، بلا رحمة ولا إنسانية، تاركًا إياهم في العراء بين الحياة والموت.

ماذا قال القاتل في التحقيقات؟

عند القبض عليه، لم يُبدِ القاتل أي مقاومة، بل تحدّث بهدوء صادم كأنه يحكي قصة عادية، حيث اعترف بارتكاب الجريمة كاملة من تسميم الأم إلى قتل الأطفال الثلاثة، مستخدمًا السم الذي يحتفظ به داخل محل الأدوية البيطرية الذي يديره.

ولم تظهر عليه أي علامات ندم، ولم يسأل حتى عن مصير الصغار الذين كان يومًا يراهم جزءًا من أسرته، وكلماته الباردة زادت من فداحة الجريمة.

بيان وزارة الداخلية بشأن واقعة مقتل أم وأطفالها الثلاثة

وقد كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة ملابسات العثور على جثمان طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وطفلة تبلغ 11 عامًا فى حالة إعياء توفيت لاحقًا، بمنطقة فيصل بدائرة قسم شرطة الأهرام.

بالفحص وإجراء التحريات وجمع المعلومات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة مالك محل لبيع الأدوية البيطرية، مقيما بالجيزة.

بمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة، وأقر بأنه كانت تربطه علاقة بوالدة الأطفال، وأنها كانت تُقيم برفقة أنجالها الثلاثة معه داخل شقة مستأجرة بدائرة القسم.

وأضاف المتهم أنه خلال تلك الفترة اكتشف سوء سلوكها، فقرر التخلص منها، حيث قام بتاريخ 21 أكتوبر الجارى بوضع مادة سامة حصل عليها من المحل المملوك له داخل كوب عصير وقدمه لها، ولما شعرت بحالة إعياء نقلها إلى أحد المستشفيات وادعى أنها زوجته مستخدمًا اسمًا مستعارًا، ثم تركها ولاذ بالفرار بعد وفاتها.

وتابع المتهم فى اعترافاته أنه بتاريخ 24 أكتوبر الجارى قرر قتل أطفالها الثلاثة بالطريقة نفسها، فاصطحبهم للتنزه ووضع نفس المادة السامة داخل العصائر وقدمها لهم، إلا أن أحد الأطفال "6 سنوات" رفض تناول العصير، فقام المتهم بإلقائه داخل مجرى مائى بإحدى الترع (وتم انتشال جثمانه)، ثم عاد إلى الشقة برفقة الطفلين الآخرين اللذين دخلا فى حالة إعياء شديدة، فنقلهما بمساعدة أحد العاملين لديه وسائق توك توك "حسن النية" إلى مكان العثور عليهما.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة العامة التى تولت التحقيق.

حوادث اليوم

آخر الأخبار