”المجاعة” تتوحش بالسودان.. 21 مليون شخص مهددون بانعدام الأمن الغذائي


كشفت تقارير دولية عن اتساع نطاق المجاعة في السودان بعد وصولها إلى منطقتين جديدتين، إحداهما مدينة الفاشر في إقليم دارفور، حيث أفادت التقارير بأن ميليشيات الدعم السريع نفذت عمليات قتل جماعي وتسببت في فرار عشرات الآلاف خلال الأسبوع الماضي.
الفاشر وكادقلي يواجهان مجاعة قاسية
وأشار التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الإثنين، إلى أن مدينتي الفاشر في غرب دارفور، وكادقلي في ولاية جنوب كردفان، تعانيان رسميًا من المجاعة، موضحة أن عشرين منطقة أخرى في ولايتي كردفان ودارفور معرضة للخطر أيضًا، وذلك وفق مجلة "تايم" الأمريكية.
وحسب المجلة الأمريكية، تخضع المدينتان لحصار قوات الدعم السريع، التي تقاتل القوات المسلحة السودانية للسيطرة على البلاد منذ أبريل 2023، مشيرة إلى استيلاء الميليشيا على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي بعد حصار دام 18 شهرًا، تسبب في انتشار المجاعة في المدينة.
ووصف شهود عيان فروا من المدينة مشاهد عنف جنسي ومجازر وإعدامات للمدنيين على يد الميليشيات، بينما حاول عشرات الآلاف الفرار.
21 مليون سوداني يواجهون خطر المجاعة
وأفاد التصنيف المرحلي المتكامل بأن 21.2 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بعد 30 شهرًا من القتال، مع وجود 375 ألف شخص في "ظروف كارثية".
وأضاف التصنيف أن ظروف المجاعة هذه ستستمر على الأرجح حتى يناير 2026، ولكن من المرجح أن تُحسّن "الظروف الزراعية المناخية المواتية" حالة الأمن الغذائي بعد الحصاد، ما يُؤمل أن يسمح بانخفاض أعداد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المرحلة من 3 إلى 5 بملايين.
إلى جانب النزاع الدائر، يُعزي التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي انعدام الأمن الغذائي إلى تدهور شروط التبادل التجاري، وارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة العملة في المنطقة، بالإضافة إلى انقطاع طرق التجارة وانقطاع سلاسل التوريد.
ويُصنف انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الخامسة، في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، عندما تعاني أسرة من كل خمس أسر من "نقص حاد في الغذاء وتواجه المجاعة والعوز، مما يؤدي إلى مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد والوفاة"، فيما يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان من كل 10.000 شخص يوميًا بسبب الجوع الشديد أو نتيجةً لتفاعل سوء التغذية مع المرض.
وأعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن المجاعة في خمسة مواقع في السودان منذ بدء الحرب في أبريل2023، بحسب "تايم"، مشيرة إلى أنه في أبريل الماضي دخلت عشر مناطق أخرى للمرحلة الخامسة من المجاعة، حيث شردت الحرب 14 مليون شخص من ديارهم.
وبحلول سبتمبر، انخفض عدد النازحين إلى ما يقرب من 10 ملايين شخص، مع عودة الملايين إلى ديارهم في بعض المناطق.
وفي نشرته، أوصى التصنيف الدولي لمراحل الأمن الغذائي بإيصال كميات هائلة من المساعدات الإنسانية إلى السودان، لكنه أشار إلى أن الاستجابة الإنسانية وآليات الدعم المحلية في السودان "تعاني من نقص حاد في التمويل"، ما يؤدي إلى تفاقم الجوع في المنطقة، ولا يصل إلا إلى 21% من المحتاجين.
وأشار التقرير في يوليو إلى أن "النقص الحاد في التمويل يُقوّض الجهود العاجلة لزيادة المساعدات اللازمة في البلاد"، محذرا من أن القتال الدائر في كردفان ودارفور يعوق التواصل المستمر مع المحتاجين.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي عن أنه سيصل هذا الشهر إلى 4 ملايين شخص في المناطق الأكثر تضررًا، وتحديدًا في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة، لكنه يحتاج "بشكل عاجل" إلى 658 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لزيادة المساعدات إلى 8 ملايين شخص شهريًا.
وأفادت الأمم المتحدة بأن عشرات الآلاف من اللاجئين فروا من الفاشر في الأسبوع الماضي عقب سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع وسط تقارير عن مجازر واسعة النطاق وعنف جنسي، لكن لجنة الإنقاذ الدولية أفادت بأن 5000 شخص فقط وصلوا إلى ملجأ في مدينة طويلة، على بُعد 30 ميلًا عبر الصحراء.
























