نعى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان حسين فهمي، السيناريست الكبير أحمد عبد الله، الذي وافته المنية بعد مشوار طويل من الإبداع والعطاء الفني، قدم خلاله أعمالًا خالدة أثرت السينما المصرية وساهمت في تشكيل ملامحها المعاصرة.

وأكدت إدارة المهرجان في بيانها أن الراحل كان واحدًا من أبرز كتّاب السينما الذين امتلكوا القدرة على ترجمة الواقع المصري بصدق وبساطة، مقدّمين شخصيات من لحم ودم، قريبة من وجدان الجمهور.
بصمة فنية وإنسانية

امتدت إسهامات أحمد عبد الله على مدى أكثر من خمسةٍ وعشرين عامًا، تميز خلالها بأسلوب واقعي عميق يجمع بين الدراما الإنسانية والكوميديا الاجتماعية، ليصبح أحد أعمدة كتابة السيناريو في السينما المصرية الحديثة.

وكانت له أعمال شكلت علامات فارقة في مشوار السينما، أبرزها أفلام "كباريه"، "الفرح"، و"الليلة الكبيرة"، التي تعاون فيها مع المخرج الراحل سامح عبد العزيز، في شراكة فنية أثمرت عن نجاحات كبيرة ونالت تقدير الجمهور والنقاد على حد سواء.

من الكوميديا إلى الواقعية

لم تكن بداياته بعيدة عن البهجة والضحك، إذ ارتبط اسمه في مطلع مسيرته بعدد من الأفلام الكوميدية التي حققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا، مثل "الناظر" و"اللمبي"، والتي أسهمت في انطلاق نجومية جيل كامل من الفنانين الشباب في مطلع الألفية الجديدة.

ورغم نجاحه في الكوميديا، استطاع أن ينتقل بسلاسة إلى السينما الاجتماعية الواقعية، ليبرهن على قدرته في تقديم مشروعات فنية متكاملة تمزج بين المتعة والرسالة، وتعكس قضايا المجتمع المصري بحسّ صادق وإنساني.

وداع بحجم التاريخ

واختتم المهرجان بيانه بتقديم خالص العزاء لأسرة الراحل ومحبيه والوسط السينمائي بأكمله، مؤكدًا أن أعمال أحمد عبد الله ستظل علامة خالدة في ذاكرة السينما المصرية، وشاهدًا على موهبة فريدة احترمت جمهورها وقدّمت فنًا راقيًا سيبقى للأجيال القادمة.