الخميس، 20 نوفمبر 2025 12:18 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

الفن والثقافة

في ذكرى ميلادها.. كيف صنعت سعاد مكاوي ثنائيًا لا يُنسى مع إسماعيل ياسين على شاشة السينما؟

بوابة المصريين

في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر، تحل ذكرى ميلاد الفنانة سعاد مكاوي، واحدة من أبرز الوجوه النسائية التي شكلت وجدان الغناء والسينما الشعبية في مصر خلال منتصف القرن الماضي، بصوتها الطربي الخفيف وحضورها المرح، استطاعت أن تترك بصمة لا تُشبه أحدًا، وأن تحجز لنفسها مكانًا محببًا في ذاكرة الجمهور.

ذكرى ميلاد سعاد مكاوي

ولدت سعاد مكاوي لأسرة بسيطة تهوى الغناء، ورثت عن والدها حب الطرب، وما إن بدأ صوتها يسطع في الأفراح والمناسبات الشعبية حتى لفت الأنظار إلى خامة صوت مختلفة تجمع بين الدفء وخفة الروح، سرعان ما انتقلت إلى الإذاعة، حيث وجدت جمهورًا واسعًا تفاعل مع أدائها الأصيل.

تميّزت سعاد مكاوي بلون غنائي قريب من الناس، أغنيات مرحة، خفيفة، تحمل روح الشارع المصري وأحاسيسه البسيطة، من أشهر ما قدمته أغنيتها الخالدة، وهي الأغنية التي أصبحت لازمة شعبية تتردد حتى اليوم، وتحمل توقيع شخصية فنية تعرف كيف تُسعد جمهورها دون ادّعاء.

لم يقتصر حضور سعاد مكاوي على الغناء، فقد شاركت في مجموعة من الأفلام خلال الأربعينيات والخمسينيات، كان أغلبها في إطار الكوميديا والغناء، ورغم أن أدوارها لم تكن بطولات مطلقة، فإنها كانت تضفي على أي عمل تشارك فيه لمسة خفيفة تنسجم مع طبيعتها الفنية.

تعاونت مع ملحنين بارزين في زمانها، وقدّمت عشرات الأغنيات التي عكست قدرة صوتها على التنقل بين الطرب الشعبي والدور الكوميدي الغنائي. وعُرفت بشخصية قوية أحيانًا تسببت في خلافات فنية، لكنها لم تؤثر على محبتها لدى الجمهور.

عادت الفنانة سعاد مكاوي إلى الساحة الغنائية في التسعينيات بعد فترة من التراجع، واستقبلها جمهورها القديم بروح من الحنين لصوتها المرح الذي شكّل وجدان أجيال، وكان مشوارها الفني زاخرًا بمحطات لامعة، من بينها مشاركتها مع النجمة ليلى مراد في فيلم ليلى بنت الأغنياء، حيث قدّمتا معًا أغنية سَلِّم عليَّ التي أصبحت من العلامات البارزة في تاريخ الأغنية السينمائية.

كما اشتهرت مكاوي بتقديم الثنائيات الغنائية داخل السينما، خاصة مع الكوميديان الكبير إسماعيل ياسين، وقدما سويًا دويتو عايز أروح في فيلم المليونير والذي رسّخ صورتها كفنانة تجمع بين خفة الدم والموهبة الغنائية.

ولعل سر نجاح هذا الثنائي يعود إلى التناغم الطبيعي بينهما؛ فمكاوي لم تكن مجرد صوت يرافق البطل الكوميدي، بل كانت شخصية كاملة الحضور، تعرف كيف تتفاعل مع إسماعيل ياسين وتبني معه مشهدًا يحمل الإيقاع ذاته والروح ذاتها، هذا الانسجام جعل ظهورهما المشترك علامة مميّزة في الأفلام الغنائية الخفيفة، ورسّخ اسم سعاد مكاوي كفنانة تمتلك قدرة فريدة على الدمج بين الغناء والأداء التمثيلي المرح، ليبقى تعاونها مع إسماعيل ياسين أحد أبرز محطات مسيرتها التي تستحق الاحتفاء في يوم ميلادها.

وخلال مسيرتها تركت رصيدًا ضخمًا يضم نحو 500 أغنية و18 فيلمًا، فيما ظلّت مرتبطة بحي باب الخلق في وسط القاهرة، حيث عاشت معظم سنوات حياتها وبقي المكان شاهدًا على مسيرتها التي امتدت لعقود.

الفن والثقافة

آخر الأخبار