تحل اليوم 7 ديسمبر ذكرى رحيل الموسيقار الكبير عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي 1948-2012 أحد أهم صناع الموسيقى في مصر والعالم العربي وصاحب البصمات التي لا تخطئها الأذن في الموسيقى التصويرية والغنائية رغم فقدانه للبصر منذ يومه الأول.

نشأة استثنائية

ولد عمار الشريعي في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا لعائلة ذات حضور سياسي واجتماعي بارز فجده محمد باشا الشريعي كان نائب في عهد الملك فؤاد وجده لوالدته مراد بك الشريعي من رموز ثورة 1919. هذه البيئة الثرية ثقافيا ساهمت في تشكيل شخصية موسيقار سيصبح لاحقا أيقونة موسيقية عربية.

ورغم كونه كفيف منذ الميلاد حفظ خمسة أجزاء من القرآن وعاش طفولة مليئة بالفضول والبحث.

في ذكرى رحيله عمار الشريعي فيلسوف البياتي الذي غير شكل الموسيقى العربية

اشترى له والده بيانو وتعرف لاحقا على الموسيقار كمال الطويل ثم بليغ حمدي فتبنياه فنيا وفتحا أمامه أول أبواب الاحتراف.

رحلة موسيقية

أبدع الشريعي في العزف على البيانو الأكورديون والعود والأورج ثم انطلق إلى التأليف الموسيقي.
كانت أول ألحانه عام 1975 بعنوان “امسكوا الخشب”، لتتجاوز بعدها أعماله 150 لحنا و50 فيلما و150 مسلسلا وعشرات المسرحيات والأعمال الإذاعية.

ومن أشهر أعماله في الدراما:

رأفت الهجان – الشهد والدموع – حديث الصباح والمساء – أم كلثوم – شيخ العرب همام – البريء – البداية – كتيبة الإعدام

في ذكرى رحيله عمار الشريعي فيلسوف البياتي الذي غير شكل الموسيقى العربية

كما قدم برنامجين من أهم ما أنتج الإعلام الموسيقي العربي:
ـ غواص في بحر النغم
ـ سهرة شريعي

وقد لقب بـفيلسوف البياتي لقدرته على تطوير الهوية الشرقية عبر الآلات الإلكترونية بعد تعاونه مع شركة ياماها واستنباطه ثلاثة أرباع التون من الأورج.

في ذكرى رحيله عمار الشريعي فيلسوف البياتي الذي غير شكل الموسيقى العربية

خلافه الشهير مع السندريلا سعاد حسني

ورغم محبة الوسط الفني الهائلة له لم تخلو مسيرته من خلافات أبرزها خلافه مع السندريلا سعاد حسني أثناء تصوير مسلسل “هو وهي”.
فقد لحن الشريعي الأغاني الداخلية للعمل بينما تولى كمال الطويل تترات البداية والنهاية.

وفي لقاءات تليفزيونية تحدثت سعاد عن ألحان الطويل فقط متجاهلة ذكر الشريعي وهو ما اعتبره تجاهلا مقصودا جرح مشاعره.

وبعدها وبحسب المقربين استخدم الشريعي حقه كملحن وأعطى أغنية “الشيكولاتة” التي غنتها سعاد للمطربة فاطمة عيد لإعادة تقديمها.

إنجازات وجوائز

نال الشريعي عشرات الجوائز الرفيعة أبرزها:
جائزة مهرجان فالنسيا 1986 عن موسيقى فيلم البريء.
جائزة مهرجان فيفييه بسويسرا 1989.
وسام السلطان قابوس من الدرجة الأولى (مرتين).
وسام من الملك عبد الله بن الحسين بالأردن.
جائزة الدولة للتفوق في الفنون 2005.

كما شارك في صياغة برامج موسيقية لذوي الإعاقة مثل Good Feel لطباعة النوتة الموسيقية بطريقة برايل.

رحيل موجع

في عامه الأخير عانى الشريعي من مشاكل بالقلب والرئة ورغم مرضه وقف مع المحتجين في ميدان التحرير عام 2011. ورحل في 7