كان المشهد عاديًا في بدايته، بيوت تضم أسرًا بسيطة، وضحكات تتردد بين الجدران، وأحلام صغيرة مؤجلة ليومٍ أفضل، ولم يكن أحد يتوقع أن يتحول هذا السقف الآمن إلى شاهد على واحدة من أكثر المآسي قسوة في قلب إمبابة.

في لحظات خاطفة، اهتزت أركان العقار دون سابق إنذار، حيث ارتجفت الأرض وتعالت الصرخات وهرع السكان في محاولات يائسة للنجاة، من أم تضم أطفالها وأب يسبق الخطر بخطوة وقلوب متشبثة بخيط أمل أخير، لكن الانهيار كان أسرع من الجميع.

انهار العقار بالكامل، وسقط قاطنوه تحت الركام، بين أنينٍ واستغاثات خافتة سرعان ما خمدت، ليحل الصمت الثقيل مكانها.

ومع تلقى رجال مباحث إمبابة بلاغًا بالحادث، على الفور انتقلت قوات الأمن يرافقها رجال الحماية المدنية وسيارات الإسعاف، وبدأ السباق مع الزمن لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين.

وبعد ساعات من العمل الشاق، أسفرت جهود الإنقاذ عن انتشال 9 ضحايا لقوا مصرعهم أسفل الركام، كما تم نقل 15 مصابًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.