أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن قبل 22 عامًا، تلقت المهندسة المعمارية الأيرلندية رويشين هينجان مكالمة هاتفية غيرت مجرى حياتها المهنية، بسبب المتحف الكبير.

كانت تدير مع ثلاثة زملاء فقط مكتبًا صغيرًا للهندسة المعمارية في دبلن، حين أخبرها المتصل أن شركتها فازت بتصميم أحد أكبر المتاحف في العالم. في البداية، ظنت أن الأمر مجرد مزحة أو مقلب متقن الإخراج، لكنها سارعت إلى الاتصال بالجهة الرسمية لتتأكد من صحة الخبر، لتكتشف أن حلمًا غير متوقع قد بدأ بالفعل.

فوز غير متوقع لأحد أبرز المشروعات الثقافية في العالم

تقول هينجان، في مقابلة مصوّرة من مكتبها في العاصمة الأيرلندية دبلن حيث تدير مع زوجها شيفو بينغ شركة Heneghan Peng Architects، إنها وضعت سماعة الهاتف وهى غير مصدقة ما حدث، ثم قالت لزملائها: أعتقد أننا فزنا.

كان ذلك عام 2002، بعد ثمانية عشر شهرًا من إطلاق الحكومة المصرية مسابقة دولية لتصميم المتحف المصري الكبير، وهو مشروع ضخم يُقام على مقربة من أهرامات الجيزة ليضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية من كنوز الحضارة المصرية القديمة.

المفاجأة لم تكن فقط في اختيار مكتب معماري صغير من أيرلندا من بين 1556 مقترحًا قدمتها مكاتب من مختلف أنحاء العالم، بل في أن تنفيذ المشروع استغرق أكثر من عقدين من الزمن، وتجاوزت تكلفته مليار دولار، قبل أن يرى النور أخيرًا في عام 2025.

ويعد المشروع واحدًا من أبرز إنجازات الدولة في مجال السياحة والثقافة، حتى إن الحكومة المصرية أعلنت يوم افتتاحه عطلة رسمية احتفالًا بهذا الحدث التاريخي الذي طال انتظاره.

وصفت الشركة المعمارية المشروع في بيان صحفي بأنه شهادة حية على عظمة واستمرارية الحضارة المصرية القديمة.

فالتصميم المعماري للمتحف لا يهدف فقط إلى عرض الآثار، بل إلى خلق تجربة غامرة تنقل الزائر في رحلة عبر الزمن، من فجر التاريخ إلى ذروة المجد الفرعوني.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن المهندسين هينجان وبينج واجها تحديات ضخمة أثناء تصميم المشروع، كان أبرزها كيفية دمج المتحف في المشهد الطبيعي المهيب الذي تهيمن عليه أهرامات الجيزة دون أن ينتقص من عظمتها. فجاء التصميم بانسيابية تدمج الحداثة مع الأصالة، وتعكس روح المكان وتاريخه، مع واجهات حجرية تميل بزاوية تتيح رؤية الأهرامات من داخل القاعات الزجاجية الواسعة.

ويشير الخبراء إلى أن الزمن القياسي الذي استغرقه تنفيذ المتحف الكبير يكشف عن مدى تعقيد المشروع وضخامته.