معايير يسرا اللوزي: تمردت على ملامحي بتنوع أدواري


انتهيت من تصوير فيلم "برلين" مع منة شلبي.. وأصور حاليا "صقر وكناريا" مع محمد إمام وشيكو
تعشق التحديات الفنية وتبحث دائما عن الجديد والمختلف فى عالم الفن، وكما تؤكد نجحت فى تقديم أدوار لم يتوقعها منها أى أحد وتمردت من خلالها على ملامحها الاوروبية، النجمة يسرا اللوزى التى شاركت مؤخرا فى مسلسل "لام شمسية" ووصفته بأنه تجربة استثنائية، وفي هذا الحوار ستكشف أسرار حماسها لهذا المسلسل وكواليسه، كما تتحدث عن عملها السينمائى الجديد "صقر وكناريا" مع محمد امام وشيكو.
كيف تقيمين مشاركتك فى مسلسلي "المداح 5" و"لام شميسة"؟
قدمت فى مسلسل "المداح 5 أسطورة العهد" شخصية "تاج" للمرة الثالثة على التوالى بعد تجسيدى لها فى الجزءين الثالث والرابع من العمل أمام حمادة هلال وغادة عادل، وشخصية "تاج" فى الجزء الخامس كانت محورية فى الأحداث وسجلت حضورا قويا.. أما مسلسل "لام شمسية" فناقش قضية التحرش بالأطفال في إطار درامى اجتماعى لم يعرض من قبل بهذه الجرأة.
ما رأيك فى فكرة دراما الأجزاء؟
ما يحكم نجاح العمل هو السيناريو، يمكن أن يقدم من العمل 10 أجزاء ويشعر الجمهور وكأنه ملىء بالأحداث وهذا ما حدث فى المسلسلات الأيقونية أمثال "ليالى الحلمية" و"زيزينيا" وغيرها، وشاركت فى مسلسل "عائلة الحاج نعمان" وكان جزءين فى كل حلقة تشعر كأنها مليئة بالأحداث الساخنة وهذا ما يميز العمل، أن السيناريو مكتوب جيدا، وبشكل عام أنا أحب مسلسل "المداح" وأستمتع بردود الفعل كل سنة حول العمل والموسم الخامس كان الأقوى، وحمل العديد من المفاجآت التى حبها الجمهور وتفاعل معها.. وفخوره بالمشاركة فى هذا العمل الدرامى الكبير، الذى أصبح له قاعدة جماهيرية عريضة.. وأن الأجزاء المتتالية من العمل أضافت طاقات فنية جديدة ساهمت فى تطور الأحداث.
كيف تلقيت ردود الافعال حول مسلسل "لام شمسية"؟
مسلسل "لام شمسية" تلقيت عليه آلاف التعليقات وردود الأفعال، الجميع أشادوا بدور العمل فى توعية المجتمع، شخصية "رباب" أعتبرها من أهم وأفضل الشخصيات التى قدمتها، وفى بداية الأمر كنت متخوفة بشكل كبير من حجم ردود الفعل، خاصة بعد متابعة التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي والتى لم تكن دائما مريحة أو متوقعة لكنها مع مرور الوقت شعرت بأن العمل حقق الغاية الأسمى منه.
حدثينا عن تعاونك الأول مع المخرج كريم الشناوى؟
كنت أرغب فى التعاون مع كريم الشناوى، خاصة أن له طريقة مميزة فى العمل، وهو قائد حقيقي يعرف كيف يدير فريقه بذكاء ومهنية عالية، وهو مخرج يمتلك لغة سينمائية ويستخدم الصورة بشكل مختلف بالإضافة إلى قدرته على استعراض مشاعر الشخصية فى لحظات الصمت واستخدامه الرائع للموسيقى المؤثرة التي أصبحت تشكل وجدانا للعمل وتمنحه روحا وإحساسا عاليين، كما أنه لا يفرض آراؤه على الممثل، ويتناقش معه فى كل كبيرة وصغيرة ويمنحه حق التجريب للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.
ما الهدف من تقديم هذا العمل؟
"لام شمسية" هدفه الأساسى كان إحداث وعى مجتمعى تجاه قضية حساسة مثل التحرش بالأطفال لأن هذا الأمر يحدث فى كل الطبقات، وموجود فى كل مكان، وهناك أطفال يخافون من التحدث فى هذا الأمر، فكان العمل بمثابة جرس إنذار وكان لابد أن ندق ناقوس الخطر، لأن التحرش أصبح ظاهرة متفشية فى المجتمع ولذا اعتبر المسلسل صرخة اجتماعية وإنسانية فى كل بيت.
هل ترين أن المسلسل استطاع كسر حاجز الصمت حول قضية التحرش؟
العمل حقق النجاح المرجو منه واستطاع أن يكسر حاجز الصمت بالفعل حول قضية التحرش بالأطفال، فكان الأمر مثل الماء الراكد، واستطاع العمل أن يحركه ويكون هناك تحرك إيجابى من الأهالى فى مثل هذه القضايا والمواقف، لأن هذا الملف شائك بطبعه.. ووجدنا حالات كثيرة تتحدث عن تعرض أبنائهم للتحرش بعد عرض العمل.
هل كان هناك تردد فى قبول الدور لتجسيد شخصية صامتة؟
أنا لم أتردد لحظة فى قبول الدور، بل خفت منه فقط لأن الصمت فى التمثيل قد يكون أكثر تعقيدا من الحوار وشخصية "رباب" لم تكن سهلة على الإطلاق، فالدور كان مركبا وبه صعوبات كثيرة، ومجهودا كبيرا سواء كان نفسيا أو بدنيا.. الدور شكل لى تحديا نفسيا وعاطفيا شديد الصعوبة وتطلب منى أن أتعمق داخل مشاعر مكبوتة ومكسورة فى شخصية صامتة نسبيا لا تعتمد على الكلمات بقدر ما تعتمد على التعبير البصرى واللغة الصامتة وهذا يعد تحديا كبيرا للممثل، لأن المشاهد هنا لا يسمع صوتك بل ينتظر أن يقرأ ملامحك وأن يشعر بما لا يقال.. وحينما أخبرنى البعض أنهم تمنوا لو شخصية "رباب" كانت تكلمت.. مع هذا أؤمن بأن الصمت كان لغتها الوحيدة وأقوى من الكلام.
رغم النجاح الكبير الذى حققه المسلسل.. لكن العمل لم يسلم من الانتقادات خاصة مشاركة طفل فى هذه القضية الحساسة؟
الانتقادات التى تعرض لها العمل كان شيئا طبيعيا، مشكلتنا أننا نتخيل المتحرش شخصا شريرا فى شكله لكن فى الواقع يكون مختلفا وغالبا ما يكون من دائرة الثقة، والمسلسل كان محاولة جريئة لكشف هذا الجانب المظلم.. وأحترم تخوف الناس لكن القصة لم تكن لتصل إلى المشاهدين دون وجود الطفل كيف سنتعاطف مع الضحية إن لم نرها؟ هذا الطفل حصل على دعم نفسى كامل قبل التصوير وأثناء التصوير وبعده من مختصين، ومن أسرته الواعية تماما لما يحدث.. المسلسل أخذ طريق التوعية لأن تجاهل مثل هذه القضايا لا يلغى وجودها بل يؤجل مواجهتها ونحن فى العمل اخترنا المواجهة.
ماذا عن السينما؟
انتهيت من تصوير فيلم "برلين" مع المخرج أحمد عبد الله السيد، وأشارك فى البطولة مع منة شلبي وفدوى عابد ومحمد حاتم، بالإضافة إلى مجموعة من الممثلين والهواة الذين يقفون أمام الكاميرا لأول مرة وتم تصويره بالكامل في ألمانيا ليمنح أحداثه روح البلد بشوارعه الحقيقية.. وتدور فكرة الفيلم حول المهاجرين العرب في ألمانيا.
وأصور حاليا فيلم "صقر وكناريا" مع محمد إمام وشيكو، وهو تأليف أيمن وتار وإخراج حسين المنباوي، وهو فيلم لايت كوميدي والعمل مليء بالمواقف الطريفة التي تلامس الواقع بخفة ظل ويقدم بأسلوب كوميدى وجذاب ومتحمسة جدا للعمل مع محمد إمام وهو أقرب الأصدقاء إلى قلبى وشيكو الذى جمعتنا كيمياء خاصة منذ أول تجربة في فيلم "بنات العم".. وأيضا فرصة للظهور أمام الجمهور بأسلوب أكثر بساطة ومرح بعيدا عن الشخصيات النفسية الثقيلة التي قدمتها أخيرا.
ما الذى تبحثين عنه فى أدوارك؟
يبدأ من قراءتى للسيناريو بشكل كامل وشكل الشخصية ولو وجدت نفسى مقتنعة به بشكل كامل فأبدأ فى التعرف على طبيعة دورى، ومن ثم أُقرر موقفى بناء على معايير كثيرة أهمها الاختلاف عما سبق ودائما أبحث عن الأدوار التي تشكل تحديا لي، أو الأدوار الجديدة التي لم أقدمها من قبل، أو التى أتحدث فيها بلهجة مختلفة عن لهجتي المصرية، أو تلك التي تتناول الأزمات النفسية، كما أحب تجسيد شخصيات من طبقات اجتماعية مختلفة.
ألا تخافين من أن تحصرك ملامحك الأوروبية فى أدوار محددة؟
كنت أخاف من هذه الفكرة فى بداياتى، ولكننى تمردت عليها في بداية مشوارى الفنى، ونوعت فى الأدوار التى أقدمها لكى أهرب من حصرى فى دور محدد يتشابه مع ملامحى.
كيف تحققين التوازن بين الأمومة والفن؟
أحتاج دائما إلى أخذ فترات راحة بعد كل موسم تصوير أحاول قضاء شهر أو شهرين مع أولادى، لتعويضهم عن الوقت الذى انشغلت فيه عنهم.. وأؤمن بأن التوازن بين المهنة والعائلة لا يحدث إلا بالوعى والتخطيط.
ما طموحاتك الفنية؟
أتمنى تقديم أعمال سينمائية أكثر وأسعى أن يكون لدى تطور دائما فى عملى، فكل عمل أقدمه يكون متطورا والناس تشاهد أننى أقدم أدوارا أصعب وأدوارا أفضل وأشتغل على نفسى بشكل أكبر وأتمنى أن تكون هناك أدوار مناسبة لكل الأعمار لأن كل الناس ستكبر، وأتمنى أن تكون هناك كتابات تعطى مساحة للأدوار والفئات العمرية المختلفة.