يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، للإعلان عن عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لينفذ بذلك تهديدًا قد أطلقه، يوليو الماضي، ما لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية" لإنهاء الصراع في غزة.

ووفق صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، فإنه من المتوقع أن يقول ستارمر في بيانه، اليوم الأحد، إن الوضع في غزة، بدلًا من أن يتحسن، ساء بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، مؤكدة أنه سيعلن اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية ، بحسب القاهرة الإخبارية .

وفي وقت سابق، طالب ستارمر، إسرائيل بتلبية بعض الشروط، بما في ذلك الموافقة على وقف إطلاق النار والالتزام بحل الدولتين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع الجاري.

وخلال خطابه اليوم، سيشير رئيس الوزراء البريطاني إلى أن غزة تعاني مجاعة، ويصف مشاهد العنف والمعاناة بأنها لا تُطاق، كما سيدين توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية.

وفي محاولته لإيجاد "نهج أكثر توازنًا" بالنسبة للقوى الغربية، فمن المتوقع أيضًا أن يزيد من إدانته لأفعال حماس، وأن الحركة يجب أن تنزع سلاحها ولا يمكنها أن تلعب أي دور في إدارة الدولة الفلسطينية.

ولتخفيف الانتقادات الموجهة لقراره الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يستعد ستارمر، لفرض عقوبات جديدة على حركة حماس، في البيان نفسه المتوقع صدوره اليوم الأحد، الذي سيؤكد أن بريطانيا تنوي الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.

ووفق ما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف"، سيُنظر إلى نهج رئيس الوزراء البريطاني على أنه "محاولة لاسترضاء دونالد ترامب"، إذ يأتي ذلك بعد أيام قليلة من انتقاد الرئيس الأمريكي علنًا لموقف المملكة المتحدة الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خلال زيارته الرسمية.

الانقسام الكبير

ستنضم بريطانيا إلى تسع دول أخرى، من بينها أستراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا والبرتغال، ومن المتوقع أن تعترف جميعها بفلسطين، الأسبوع الجاري.

وتمثل هذه الخطوة انقسامًا كبيرًا في الغرب، إذ أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لا توافق على القرار ولن تحذو حذوه.

والأسبوع الماضي، عندما سُئل عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر صحفي مع ستارمر، قال الرئيس الأمريكي، إنه "كان لديه خلاف مع رئيس الوزراء حول هذا الأمر".

في المقابل، حذّرت الرئاسة الفرنسية، الجمعة الماضي، من أن ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة خط أحمر، في حين أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون، عزمه الاعتراف بدولة فلسطين، وسط توتر بين باريس وتل أبيب.

وكتب ماكرون في منشور على منصة "إكس"، أن الاعتراف بدولة فلسطين جزء من خطة سلام شاملة تضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين.

وأكد مستشار للرئيس ماكرون، أن 10 دول ستشارك في مؤتمر يعقد بنيويورك، غدًا الاثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قررت الاعتراف بدولة فلسطين، هي فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وبلجيكا ولوكسمبورج والبرتغال ومالطا وأندورا وسان مارينو.