نيويورك تايمز: إسرائيل في حرب مع نفسها


وصف الكاتب الصحفي البريطاني-الأمريكي روجر كوهين في مقال رأي بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إسرائيل بأنها بلد يستحوذ عليه الشك، قائلا إنه بعد عامين من أحداث 7 أكتوبر، تعيش إسرائيل حالة من التمزق وهي في حرب مع نفسها.
وقال الكاتب إن الحرب الإسرائيلية في غزة قد أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، لكنها لم تفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، ولا تزال الصدمة قائمة .. وفي الوقت ذاته قضت حركة الاستيطان المتوسعة على طموحات الفلسطينيين في إقامة دولة.. وتركت الحرب التي لا تنتهي إسرائيل منقسمة وأكثر عزلة من ذي قبل.
وأضاف كاتب المقال أنه في زيارة قام بها مؤخرا إلى إسرائيل، وجد بلدا يستحوذ عليه الشك .. وكان ذلك قبل بدء المفاوضات الأخيرة لإطلاق سراح الرهائن، وربما إنهاء الحرب في نهاية المطاف، مشيرا إلى أن إسرائيل في حرب مع حماس لكنها أيضا في حرب مع نفسها.
وأشار المقال إلى أن أطول حرب في صراع إسرائيلي - فلسطيني لا نهاية له باتت تشكل تحديا لصورة إسرائيل وفهمها لنفسها .. فقد قتل جيشها أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين، وألحق دمارا هائلا بجميع جوانب الحياة في غزة، لدرجة أن الكثير من العالم يتهمها بالإبادة الجماعية، في حين تتزايد معاداة السامية.
وأوضح أنه لا شك في أن النزوح والسعي وراء وطن هما جزء لا يتجزأ من المصائر المتشابكة للإسرائيليين والفلسطينيين .. ودفع هجوم 7 أكتوبر والحرب الانتقامية في غزة الجانبين إلى مزيد من العداء.
وأضاف أنه في إسرائيل، لا يوجد شعور يذكر بالنصر.. بل وجدت الدولة العبرية أن حماس، هي العدو الأكثر عنادا، ربما لأن هزيمة فكرة ليست مسألة سهلة أبدا.. وقد ترك هذا الجهد البلاد في حيرة من أمرها بشأن ما إذا كانت قد ضلت طريقها، في هذه الحرب.
ولفت إلى أن مئات الآلاف من الإسرائيليين، خرجوا إلى الشوارع لمطالبة الحكومة بالاعتراف بمعاناة الشعب وإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن.
وقال والد أحد الرهائن المحتجزين: "نعتبر حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدوا لنا.. إنه يطيل أمد الحرب فقط ليتمكن من البقاء".. ويعتقد أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي أن يجبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نتنياهو على ذلك.
وحول حصيلة غزة، أشار إلى مقتل واحد من كل 34 غزاويا، كما أن أحياء بأكملها محيت من الوجود.. والمجتمعات مشتتة فمعظم الغزويين منشغلون بالبقاء على قيد الحياة لدرجة أنهم لا يفكرون في المستقبل، لكن عامين من الحرب خلفا مجتمعا مضطربا.