في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الألمانية والأوروبية، دعا المستشار الألماني فريديريش ميرتس، إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدًا أنّ الحرب الأهلية في سوريا قد انتهت، وأن الوقت قد حان لبدء عمليات العودة، سواء الطوعية أو القسرية، حسب الحالة.

وقال ميرتس، خلال زيارته إلى مدينة هوسوم شمالي ألمانيا، إنه لم يعد هناك أي سبب لتقديم طلبات لجوء جديدة من السوريين، مضيفًا أنّ سوريا اليوم بحاجة إلى جميع أبنائها لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وأوضح أن حكومته بدأت بالفعل دراسة آليات تنفيذ عمليات العودة، مشيرًا إلى أنه وجّه دعوة إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لزيارة برلين وبحث سبل التعاون في هذا الملف.

وأضاف ميرتس، أنّ الحكومة الألمانية ستعمل على تسهيل عودة السوريين الذين يرغبون في العودة طوعًا، فيما سيتم ترحيل من يرفضون ذلك في حال توافرت الظروف الأمنية المناسبة، مشيرًا إلى أن ألمانيا قدمت الكثير خلال السنوات الماضية في مجال الإيواء والمساعدات الإنسانية، وأن الوقت حان لإعادة التوازن بين المسؤولية الإنسانية والمصلحة الوطنية.

وتأتي تصريحات ميرتس بعد أيام من الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى دمشق، والتي اعتبر فيها أنّ عودة اللاجئين السوريين ممكنة فقط على نطاق محدود للغاية، بسبب الدمار الواسع في البنى التحتية، وغياب الاستقرار في عدد من المناطق، بعد أكثر من 13 عامًا من الصراع المسلح.

انتقادات حادة داخل الحزب

ورغم تحفظات فاديفول، قوبلت تصريحاته بانتقادات حادة داخل حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المحافظ الذي ينتمي إليه هو وميرتس، إذ اعتبر عدد من قياداته أن الوقت مناسب لوضع خطة واضحة لإعادة اللاجئين إلى وطنهم، خصوصًا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 وتولي حكومة انتقالية جديدة مهامها بدعم دولي.

وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد أعلنت في يوليو الماضي عن نيتها تشديد إجراءات الإقامة والترحيل بحق السوريين المدانين بجرائم أو مخالفات قانونية، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد مراجعة شاملة لوضع الإقامة لمعظم اللاجئين السوريين.

ويعيش في ألمانيا نحو مليون لاجئ سوري، وصل أغلبهم خلال موجة الهجرة الكبرى بين عامي 2015 و2016، عندما فتحت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل الحدود أمام مئات الآلاف من الفارين من الحرب السورية.