الخميس، 6 نوفمبر 2025 08:46 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

أخبار عالمية

زهران ممداني.. مهاجر آسيوي يضع نيويورك عند ”مفترق طرق”

بوابة المصريين

في ليلة تاريخية أضاءت شوارع نيويورك، أصبح زهران ممداني، أول عمدة مهاجر للمدينة الأكبر في الولايات المتحدة، ليضع المدينة عند مفترق طرق سياسي جديد؛ ليكون المهاجرون ليسوا مهمشين، بل قوة سياسية قادرة على إعادة تشكيل أجندة المدينة.

في خطاب ممداني، بعد الفوز، المليء بالرمزية والوعود العملية، كشف بوضوح أن هذه اللحظة ليست مجرد احتفال، بل بداية عصر جديد في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية؛ حيث تتحول رمزية التنوع والشمولية إلى سياسات ملموسة تعيد تشكيل المدينة والعلاقات الدولية للولايات المتحدة.

يشير هذا الفوز إلى تحول كبير في استراتيجية الحزب الديمقراطي، وفقًا لإيان برادلي، محلل سياسي، موضحاً أن «انتخاب ممداني، يُظهر قدرة المجتمعات المهاجرة على التأثير في السياسة الحقيقية، ويعيد صياغة أولويات الحزب الديمقراطي، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والحقوق المدنية وتمكين المجتمعات المهمشة»، فالحزب الآن مدفوع لإدماج المهاجرين في قلب السياسات المحلية والوطنية، وليس مجرد النظر إليهم كمجرد كتلة تصويتية.

وفي خطابه، أشار ممداني، إلى أن المدينة ليست ملكاً للأغنياء أو أصحاب النفوذ، بل لكل سكانها، مستشهداً بأسماء ملموسة من مختلف الخلفيات: «أصحاب البقالات اليمنيون، الجدّات المكسيكيات، سائقو التاكسي السنغاليون، الممرضات الأوزبكيات، طهاة المطبخ الترينيداديون، والعمّات الإثيوبيات».

وهذه الإشارات ليست رمزية فحسب؛ فهي تعكس استراتيجية سياسية واضحة لإشراك كل قطاعات المجتمع في عملية صنع القرار، وهو ما أكد عليه المحلل السياسي جوناثان فيشر، بعد فوز ممداني: قائلا: «الحزب الديمقراطي أصبح مضطراً لتبني سياسات أكثر عدالة وشمولية تجاه المهاجرين، لا سيما في المدن الكبرى؛ حيث يلعب هؤلاء دوراً حيوياً في الانتخابات».

وهذه الأثر الداخلي للفوز يمتد إلى إدارة نيويورك نفسها؛ حيث يتوقع أن يقوم ممداني، بإعادة هيكلة السياسات المحلية لتعزيز الشمولية الاقتصادية والاجتماعية.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن «سياسات ممداني ستشمل دعم المشاريع الصغيرة التي يملكها المهاجرون، وتسهيل اندماجهم في سوق العمل، إلى جانب برامج تعليمية وصحية مجتمعية تعكس أولويات الطبقات العاملة»، وهذا يوضح أن الانتصار الرمزي يتحول بسرعة إلى سياسات عملية ملموسة، وهو ما يميز هذا الفوز عن الانتصارات التقليدية التي قد تبقى شعارات على الورق.

وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي، يبرز خطاب ممداني كوثيقة تاريخية تعكس قدرة المجتمعات المهمشة على الانتقال من الهامش إلى قلب صناعة القرار.

وقالت المحللة كريستينا راف، إن «الانتصار يضع معياراً جديداً للقيادة في المدن الكبرى، فالهوية لا تحددها الخلفية العرقية أو الجنسية، بل القدرة على إدارة التنوع وتحويله إلى قوة اقتصادية وسياسية»، ويضيف خطاب ممداني هذا المعنى عملياً، حيث يربط بين القيادة الفعالة والمشاركة الشعبية، مؤكداً أن السياسة لن تُمارس على الناس بعد اليوم، بل بمشاركة الناس ومن أجلهم.

أما على المستوى الوطني، فالفوز يرسل إشارات واضحة إلى كلا الحزبين الرئيسيين في واشنطن؛ فالجمهوريون سيواجهون تحدياً في إعادة صياغة خطابهم، بما يوازن بين قاعدة الناخبين التقليدية ومتطلبات الشمولية المتزايدة، بينما الحزب الديمقراطي سيكون مضطراً لتعزيز استراتيجياته التي تركز على العدالة الاجتماعية وتمكين المهاجرين.

ووفقًا لتحليل نُشر في شبكة NBC، فإن الإعلام لعب دورًا أساسياً في إبراز الرمزية التاريخية للانتصار، مع توقعات كبيرة بأن يتم تحويل هذه الرمزية إلى سياسات عملية ملموسة، خصوصاً في مجالات الحوكمة المحلية والخدمات الاجتماعية.

ويحمل الجانب الدولي للفوز دلالات مهمة، لورين هورويتز من مركز بروكنجز قالت: «هذا الفوز يرسل رسالة للعالم بأن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة تقييم موقفها تجاه المهاجرين واللاجئين، وأن التنوع الثقافي والاجتماعي أصبح عنصراً مركزياً في استراتيجياتها السياسية الداخلية والخارجية».

وأشارت إلى أن نيويورك تحت قيادة ممداني تصبح نموذجاً عملياً لترجمة القيم الأمريكية التقليدية – مثل الحرية، والديمقراطية، والشمولية – إلى سياسات ملموسة على أرض الواقع، ما يعكس موقف واشنطن من الهجرة وحقوق الإنسان على المستوى الدولي.

وبالنسبة للجانب الاقتصادي، يشير التحليل في صحيفة نيويورك ديلي نيوز إلى أن ممداني سيعمل على تعزيز دور المهاجرين في ريادة الأعمال، ودعم المشاريع الصغيرة، وتشجيع الابتكار، بما يعكس قدرة السياسة المحلية على تحويل الرمزية إلى فرص عملية، فالمهاجرون الذين يشكلون جزءاً كبيراً من السكان سيكون لهم دور أكبر في نمو الناتج المحلي وتعزيز تنافسية المدينة على المستوى الدولي.

ومن منظور أمني وسياسي، فوز ممداني قد يؤثر على صياغة سياسات الهجرة على المستوى الفيدرالي، بما في ذلك مراجعة قوانين الهجرة، وتسهيل اندماج المهاجرين، وتعزيز التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان.

ونشر معهد السياسة الأمريكية، تحليلاً بعد الانتخابات أشار إلى أن القيادة المهاجرة في مدينة رئيسية يمكن أن تضغط على الحكومة الفيدرالية لمراجعة السياسات المتصلة باللاجئين والهجرة، ما يعكس قدرة الانتصار على تحويل الخطاب السياسي الرمزي إلى سياسة حقيقية وملموسة.

وتشمل السياسات المحتملة تحت قيادة ممداني، أيضاً الإصلاحات التعليمية والصحية، مع التركيز على مناطق نيويورك المهمشة، ودعم الطبقات العاملة، وضمان أن يكون كل نيويوركي قادرًا على المشاركة السياسية بشكل فعّال.

وشدد خطاب ممداني، على أن المستقبل بين أيدي السكان، وأن كل باب طُرق وكل توقيع جُمع وكل حوار صادق قد أزال جدار السخرية الذي شوه السياسة لسنوات طويلة.

أخبار عالمية

آخر الأخبار