قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد إن الفرص الاستثمارية المتاحة حالياً في القطاعين السياحي والأثري، وتشغيل الخدمات داخل المواقع الأثرية والتراثية، تُبنى على دراسات دقيقة تضمن الحفاظ على المواقع وقيمتها التاريخية، وفقاً لضوابط المجلس الأعلى للآثار وقانون حماية الآثار والمعايير السياحية الدولية.

واستعرض خلال محاضرة علمية صباح اليوم ضمن فعاليات معرض "مصر القديمة تكشف أسرارها: كنوز من المتاحف المصرية" المقام في هونج كونج، نماذج ناجحة من الشراكات الدولية في الترميم، من بينها مشروع ترميم قبة الشبيه الفاطمية وقبة صفي الدين جوهر المملوكية بمنطقة الخليفة ضمن مبادرة "الأثر لنا"، بتمويل من صندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني وبشراكة مع وزارة الشؤون الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة البريطانية، مؤكداً أن هذه التجارب تعكس قدرة مصر على جذب الاستثمارات والشراكات الدولية بما يدعم أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 ويعزز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية رائدة.

استرداد الآثار

وأشار إلى جهود مصر المستمرة في استرداد الآثار التي خرجت بطرق غير شرعية، ووجود نحو ثلاثمائة وخمسين بعثة أثرية مصرية وأجنبية في مختلف المواقع، من بينها أربع بعثات صينية تنشط في مواقع أثرية مهمة.

ولفت إلى النجاح الكبير لمعرض "قمة الهرم: حضارة مصر القديمة" الذي أقيم في شنغهاي، واستقطب مليونين وسبع مئة ألف زائر، مؤكداً أن هذا النجاح يعكس المكانة العالمية للحضارة المصرية لدى الجمهور الصيني.

وتناول الدور التنفيذي والعلمي للمجلس الأعلى للآثار في إدارة وحماية آثار مصر، موضحاً جهود صون التراث من خلال مشروعات الترميم والصيانة التي تُنفّذ في المواقع الأثرية، إضافة إلى برامج المحافظة المستمرة.

المتحف المصري الكبير

وانتقل إلى الحديث عن الافتتاح المميز للمتحف المصري الكبير والزخم العالمي المصاحب له، مؤكداً أن المتحف يمثل "هدية مصر للعالم" ونافذة تطل على أكثر من خمسة آلاف عام من الحضارة المصرية، مشيراً إلى الاهتمام الواسع الذي تحظى به الحضارة المصرية وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال علم المصريات.

وأكد ضرورة رفع الوعي الأثري لدى الأطفال والنشء لبناء جيل مرتبط بتراثه ويسهم في حمايته وصونه.

وأشار إلى أوجه التعاون بين المجلس والمؤسسات الصينية في مجال علم المصريات، مؤكداً امتداد هذا التعاون لسنوات طويلة وتطوره الملحوظ، ومبيناً أن معرض هونج كونج يمثل محطة جديدة تعكس عمق هذا التعاون، إلى جانب أعمال البعثات الصينية في سقارة والأقصر وغيرها من المواقع.

يذكر أن رئيس الأعلى للآثار، شارك في مراسم المعرض، كما عقد مؤتمراً صحفياً دولياً واسعاً شهد حضور ما يقرب من خمس مائة مؤسسة إعلامية وصحفية من وكالات أنباء وصحف وقنوات تلفزيونية ومجلات محلية ودولية.