تحل اليوم الذكرى الـ43 لرحيل يوسف وهبي، أحد أبرز رموز المسرح والسينما في مصر والعالم العربي، الذي غادر عالمنا في 17 أكتوبر عام 1982 بعد مسيرة فنية تجاوزت ستة عقود، ترك خلالها بصمة خالدة جعلته يستحق عن جدارة لقب “عميد المسرح العربي”.

من الفيوم إلى مسارح أوروبا

ولد يوسف عبدالله باشا وهبي عام 1898 في محافظة الفيوم لعائلة ثرية، إذ كان والده يشغل منصب مفتش ري. ورغم البيئة المترفة التي نشأ فيها، إلا أن شغفه بالمسرح والفن كان أقوى من القيود الاجتماعية. بعد الحرب العالمية الأولى، سافر إلى إيطاليا ليدرس التمثيل والإخراج على يد كبار المسرحيين، وهناك تشكل وعيه الفني الذي حمله معه إلى القاهرة عام 1921 ليبدأ أولى خطواته في طريق المجد.

مدرسة فنية خرجت أجيال من المبدعين

بدأ يوسف وهبي مشواره الفني في فرقتي حسن فايق وعزيز عيد، قبل أن يؤسس فرقته الشهيرة “رمسيس”، التي أصبحت مدرسة حقيقية في الأداء المسرحي.قدم من خلالها أكثر من 300 مسرحية ما بين المؤلفة والمعرّبة والمقتبسة، من أبرزها:

الموت المدني، راسبوتين، ابن الفلاح، بنت مدارس، أولاد الشوارع، ناكر ونكير، بيومي أفندي.

بفضل رؤيته الإخراجية الحديثة وحسه الاجتماعي، استطاع يوسف وهبي أن يجعل المسرح المصري أقرب إلى الناس وأكثر تعبير عن واقعهم.

أول فيلم عربي ناطق

في عام 1930، أسس وهبي شركة “رمسيس فيلم” بالتعاون مع المخرج محمد كريم، وأنتج أول أفلامها زينب.لكن محطته الأبرز جاءت عام 1932 بفيلم أولاد الذوات، الذي يُعد أول فيلم عربي ناطق، مأخوذ عن إحدى مسرحياته.
وتوالت أعماله الناجحة بعد ذلك، مثل:
• الدفاع (1935)
• المجد الخالد (1937)
• غزل البنات
• حياة أو موت
• القاهرة 30
• كرسي الاعتراف

بلغ رصيده في السينما نحو 60 فيلما إلى جانب مئات المسرحيات التي كتبها وأخرجها ومثل فيها.

تكريمات وأوسمة

نال يوسف وهبي مكانة استثنائية بين أبناء جيله، وحصد العديد من الأوسمة والتقديرات، منها:
• رتبة البكوية من الملك فاروق
• وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960
• جائزة الدولة التقديرية مرتين
• الدكتوراه الفخرية
• وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية من بابا الفاتيكان، ليصبح أول مسلم ينال هذا التكريم العالمي.

“سفير جهنم” أول فيلم رعب في تاريخ السينما المصرية

في عام 1945 خاض يوسف وهبي تجربة فريدة من نوعها بفيلم سفير جهنم، الذي كتبه وأخرجه وقام ببطولته مجسد شخصية الشيطان. يعتبر هذا العمل أول فيلم رعب في تاريخ السينما المصرية، ورغم ضعف الإمكانات في تلك الفترة، إلا أنه شكل نقلة نوعية في طرح أفكار فلسفية واجتماعية داخل إطار من الرعب الرمزي.

شغفه بالقمار وخسائره المالية

لم يخف يوسف وهبي الجانب المظلم في حياته، إذ اعترف في مذكراته "عشت ألف عام" بحبه الشديد للقمار قائلاً:“لا أدعي أنني كنت قديس، لكنني لم أرتكب موبقات سوى حبي للقمار الذي سلبني عشرات الألوف."وقد خسر بسبب هذه الهواية جزء كبير من ثروته في صالات القمار وسباقات الخيل، التي كانت من متع الطبقة الثرية آنذاك".

الحياة الشخصية والنهاية الهادئة

تزوج يوسف وهبي ثلاث مرات، لكنه لم يرزق بأبناء، وعاش آخر سنواته مع زوجته سعيدة هانم منصور حتى وفاته، واشتهر بوفائه الشديد لها، ورحل وهبي في 17 أكتوبر 1982 عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء الفني والإنساني.

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري

في ذكرى رحيل يوسف وهبي الـ43 عميد المسرح العربي الذي صنع مجد الفن المصري