لطالما اعتاد المستخدمون على تحميل تطبيقات خاصة لمسح رموز الاستجابة السريعة QR، سواء عند زيارة مطعم أو الاطلاع على قائمة إلكترونية أو فتح رابط على ملصق دعائي، لسنوات طويلة كان ذلك هو الأسلوب المتعارف عليه، وكانت النصيحة الشائعة هي: إذا أردت قراءة رمز QR، فعليك تنزيل تطبيق مخصّص لذلك، إلا أن الواقع تغيّر بالكامل خلال الأعوام الأخيرة، ومعه تغيّر الدور الذي تؤديه تطبيقات الكاميرا في الهواتف الذكية، إذ لم يعد المستخدم بحاجة إلى أي برامج إضافية، لأن الكاميرا الأصلية في الهاتف باتت قادرة على أداء المهمة بذكاء وسرعة.

سواء كنت تستخدم جهاز آيفون أو هاتفًا يعمل بنظام أندرويد، فإن تطبيق الكاميرا المدمج بات يقوم بكل شيء: ما عليك سوى توجيه عدسة التصوير نحو رمز QR لبضع ثوانٍ حتى يظهر إشعار فوري يحمل الرابط المطلوب. ضغطة واحدة فقط، وستنتقل مباشرة إلى الصفحة المطلوبة، سواء كانت قائمة الطعام، أو موقعًا إلكترونيًا، أو حتى صفحة دفع إلكتروني، من دون أي خطوات إضافية أو انتظار.

والابتعاد عن تطبيقات المسح الخارجية ليس مجرد مسألة سهولة، بل هو قرار أكثر أمانًا أيضًا. فالكثير من تطبيقات QR المجانية تعتمد على الإعلانات المزعجة أو تطلب أذونات غير ضرورية، وبعضها أثار مخاوف أمنية بسبب محاولات الوصول إلى بيانات المستخدم. أما استخدام تطبيق الكاميرا المدمج في الهاتف، فيوفر سرعة أكبر، وتجربة أنظف، ومستوى أعلى من الأمان، دون أي تحميلات أو إعدادات فائضة.

ومن الناحية التقنية، كان هذا التطور مبكرًا في أجهزة آيفون، إذ إن كل هاتف يعمل بنظام iOS 11 أو إصدار أحدث يمتلك القدرة تلقائيًا على قراءة رموز QR عبر تطبيق الكاميرا، من دون الحاجة لتفعيل أي إعدادات. وفي الجانب الآخر، تدعم معظم هواتف أندرويد الحديثة الميزة نفسها داخل تطبيق الكاميرا، بينما تتطلب بعض الأجهزة القديمة تفعيل خيار «Scan QR codes» من الإعدادات، ليعمل التطبيق بالآلية نفسها.