”الميكروفون يتحرر”.. حين يبوح الأثير بأسراره في كتاب أحمد علوة


صدر حديثا عن الكاتب والإعلامي المغربي أحمد علوة كتاب "الميكروفون يتحرر - تجربة من الداخل"، تزامنا مع انطلاق فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، وهو عمل توثيقي ونقدي يرصد من خلاله التحولات العميقة التي شهدها المشهد الإذاعي المغربي، خصوصا ما بين مرحلة ما قبل تحرير القطاع السمعي البصري، وما بعدها.
يُقدم الكتاب سيرة مهنية وفكرية لعلوة، الذي عاش تجربة العمل الإذاعي من الداخل، متنقلا من إذاعة وطنية رسمية تتسم بالصرامة والانغلاق، إلى إذاعة خاصة أكثر تحررا وتمردا، ليقدم بذلك رؤية ناقدة ومتفحصة لمسار يقارب العشرين سنة من العمل الإذاعي.
يتميز العمل بلغة أدبية حساسة، تدمج بين بلاغة الأسلوب وعمق التجربة الحسية، ما يجعل القارئ يشعر وكأنه يستمع لحلقة إذاعية حية، تتداخل فيها التأملات المهنية بالنقد الصريح، من داخل غرف التحرير واستوديوهات البث.
لا يقتصر الكتاب على السرد التوثيقي، بل يقدم أيضا قراءة في الإكراهات التنظيمية، ومخاضات التغيير، والتحديات المهنية التي عرفها الإعلام السمعي البصري، في ظل توازنات سياسية ومؤسساتية دقيقة، كما يبرز التزام علوة بمبادئ الاستقلالية والمهنية، في سعي دائم نحو إعلام عمومي يُدار بالكفاءة لا بالإملاءات.
"الميكروفون يتحرر" ليس فقط شهادة شخصية، بل صرخة إذاعي كتب ما لا يُقال عادة أمام الميكروفون، فجعل من النص وسيلة للدفاع عن إعلام أكثر حرية وصدقا، وهو بذلك يُضاف إلى رصيد الإصدارات المغربية الجادة التي تسعى لإعادة الاعتبار لقيمة الإعلام كمرفق يخدم الوعي الجماعي.
يُذكر أن أحمد علوة، من مواليد الدار البيضاء سنة 1971، عمل في عدة مؤسسات إعلامية منها إذاعة عين الشق وأطلس FM (أطلاتنيك)، وله مساهمات في الصحافة المكتوبة، إضافة إلى كتابه الأدبي السابق "رجل يحرس البحر" (2004).