الجمعة، 19 ديسمبر 2025 02:27 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

تكنولوجيا

هل يستطيع iPhone 17 Pro منافسة كاميرات السينما؟ تجربة ميدانية تكشف الفارق الحقيقي

بوابة المصريين

يأتي هاتف iPhone 17 Pro بمنظومة تصوير فيديو متقدمة تضم ثلاث كاميرات، ومستشعرات كبيرة نسبيًا مقارنة بالهواتف الذكية، مع دعم تسجيل ProRes RAW وملفات ألوان Log المخصصة للمونتاج الاحترافي. هذه المواصفات جعلت الهاتف واحدًا من أقوى أدوات تصوير الفيديو بين الهواتف الذكية المتاحة حاليًا، وفقا لـ cnet

لطالما روّجت «آبل» لاستخدام مخرجين عالميين لهواتف iPhone في تصوير أفلام قصيرة وفيديوهات موسيقية، بل إن الشركة نفسها تعتمد عليه في تصوير بعض فعاليات إطلاق منتجاتها. لكن يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لهاتف ذكي أن يحل فعليًا محل كاميرا سينمائية احترافية؟

للإجابة عن هذا السؤال، خضع iPhone 17 Pro لاختبار عملي صارم، وُضع فيه في مواجهة مباشرة مع كاميرا سينما احترافية بدعوى معرفة حدوده الحقيقية في بيئة إنتاج واقعية.

مواجهة مباشرة مع كاميرا سينما احترافية

تم تنظيم يوم تصوير كامل جرى خلاله وضع هاتف iPhone، الذي يبلغ سعره نحو ألف دولار، في مواجهة كاميرا BlackMagic Pyxis 6K الاحترافية التي تتجاوز قيمتها عدة آلاف من الدولارات. اختير موقع التصوير بعناية داخل محمصة قهوة شهيرة في إدنبرة تحمل اسم Santu، داخل مبنى يتمتع بطابع بصري جذاب يناسب الاختبار السينمائي.

ولضمان عدالة المقارنة، جرى التعاون مع مدير التصوير السينمائي المحترف كال هالوز، الذي يمتلك خبرة واسعة في إنتاجات عالمية لصالح علامات كبرى مثل Aston Martin وBBC وIBM وفنادق Hilton.

معدات التصوير.. بساطة الهاتف في مواجهة التعقيد الاحترافي

اعتمد تصوير مشاهد iPhone على العدسات المدمجة فقط، سواء العدسة الرئيسية أو الواسعة جدًا أو المقربة، دون استخدام أي عدسات خارجية. تم التصوير عبر تطبيق BlackMagic Camera مع الاعتماد على قرص تخزين خارجي لتسجيل ملفات ProRes RAW كبيرة الحجم، إضافة إلى فلتر كثافة ضوئية متغير للحفاظ على سرعة غالق ثابتة.

في المقابل، دخلت كاميرا BlackMagic Pyxis 6K ساحة المنافسة بعدسات سينمائية احترافية، من بينها Arles Primes وعدسة XTract Probe من DZO Film وعدسات سينما مختارة من Sigma، لتشكّل منظومة تصوير قوية ومكلفة يصعب مجاراتها.

يوم التصوير.. تشابه مفاجئ في بعض المشاهد

تم التصوير خلال يوم واحد فقط، مع وجود مخطط مبدئي للمشاهد والزوايا المطلوبة، ومحاولة تكرار بعض اللقطات نفسها باستخدام الكاميرتين. في عدد من المشاهد، مثل فتح غرفة التخزين داخل الموقع، بدا الفارق بين تصوير iPhone وكاميرا BlackMagic محدودًا للغاية.

أتاحت ملفات ProRes RAW على iPhone مساحة واسعة لمعالجة الألوان، ما ساعد على الوصول إلى تدرجات لونية جذابة لا تقل تأثيرًا عن لقطات الكاميرا السينمائية. ورغم إمكانية ملاحظة اختلافات طفيفة، لم يكن من السهل الجزم بأن إحدى اللقطات أفضل من الأخرى بشكل قاطع.

قيود العدسات الثابتة تظهر الفارق

لم تكن كل المشاهد سهلة التكرار، في بعض الزوايا المنخفضة، واجه iPhone صعوبة بسبب محدودية أطواله البؤرية الثابتة، العدسة الرئيسية لم تكن واسعة بما يكفي، بينما كانت العدسة الواسعة جدًا مفرطة الاتساع، ما أدى إلى دخول عناصر غير مرغوبة في الكادر.

في المقابل، أتاحت العدسات السينمائية الاحترافية مرونة أكبر في التحكم بالمشهد، إلى جانب فتحات عدسة واسعة خلقت عمق مجال طبيعي وعزلًا بصريًا أنيقًا للخلفية، وهو ما يصعب تحقيقه بالهاتف.

عدسة «سرية» تقابلها ميزة غير متوقعة

برزت عدسة XTract Probe كأحد الأسلحة القوية للكاميرا السينمائية، بفضل تصميمها الطويل والنحيف وقدرتها على الجمع بين زاوية واسعة والتركيز القريب جدًا. هذه العدسة أضفت طابعًا بصريًا سينمائيًا متقدمًا يصعب تقليده بالهاتف، خاصة في اللقطات التي تتطلب عزل الخلفية وإخفاء التفاصيل المشتتة.

في المقابل، امتلك iPhone سلاحه الخاص: الحجم. صِغر الهاتف أتاح تثبيته داخل أماكن ضيقة، مثل داخل آلة تبريد حبوب القهوة، للحصول على لقطات ديناميكية لم يكن من الممكن تحقيقها باستخدام كاميرا سينمائية كبيرة وثقيلة.

حرية إبداع مقابل جودة سينمائية

أشاد مدير التصوير كال هالوز بالحرية الإبداعية التي يمنحها iPhone، مؤكدًا أن الهاتف يسمح بالحصول على لقطات سريعة في مواقف لا تحتمل إعدادات معقدة، وأوضح أنه استخدم iPhone في تصويرات احترافية سابقة، وأن بعض اللقطات المصورة بالهاتف انتهت لتكون مشاهد نهائية في أعمال عُرضت على العملاء.

في المقابل، شدد على أن عمق المجال والشكل البصري للعدسات السينمائية لا يزالان يتفوقان بوضوح، وأن مطابقة ألوان لقطات iPhone مع الكاميرا الاحترافية تطلبت حلولًا تقنية إضافية، خاصة في المشاهد الصعبة.

الهاتف لا يستبدل الكاميرا لكنه يكملها

لم يكن الهدف أن يحل iPhone محل الكاميرا السينمائية، وهو ما لم يحدث بالفعل، لكن الهاتف لعب دورًا مهمًا في إثراء العمل بلقطات إبداعية لم يكن من الممكن تصويرها بغيره، ورغم التحديات في المعالجة اللونية، اندمجت لقطات iPhone بسلاسة مع بقية المشاهد، وأضافت حيوية وديناميكية للفيلم.

التجربة أثبتت أن الدخول إلى عالم صناعة الأفلام لم يعد مشروطًا بإنفاق عشرات الآلاف على معدات احترافية، فهاتف iPhone يملك كل ما يلزم للبدء، ويمنح صُنّاع المحتوى مساحة أوسع للتجريب والإبداع، حتى وإن بقيت الكاميرات السينمائية في القمة من حيث الجودة الخالصة.

تكنولوجيا

آخر الأخبار