«فاينانشيال تايمز»: ترامب يبدي تفاؤلاً بشأن مستقبل التجارة مع كندا رغم عدم تقديم أي تنازلات


ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إلى حدوث انفراجة في التوترات التجارية مع كندا، لكنه لم يقدم أي التزامات حازمة تجاه ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
وفي حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي أمس الثلاثاء، قال ترامب إنه يتوقع أن "يغادر كارني سعيدًا للغاية"، خاصة بعدما سادت أجواء إيجابية في المكتب البيضاوي، حيث أشاد ترامب بكارني، ووصفه بأنه "رئيس وزراء عظيم" و"قائد قوي وفعال للغاية". لكنه أبى في الوقت نفسه أن يُقدم أي رؤية حول كيفية حل الدولتين لخلافاتهما التجارية.
والتقى الزعيمان في البيت الأبيض في محاولة اعتبرتها "فاينانشيال تايمز" تهدف لرأب الصدع في العلاقات الثنائية وإنقاذ علاقة تجارية بقيمة 1.3 تريليون دولار، مهددة بسلسلة من الرسوم الجمركية الأمريكية.
وبعد غداء عمل في البيت الأبيض، غادر كارني دون التحدث إلى الصحفيين، فيما أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب فرض رسومًا جمركية قاسية على صناعات الصلب والألومنيوم والأخشاب، وهي صناعات تتكامل بشكل كبير في التجارة عبر الحدود. كما فرض رسومًا جمركية على السيارات الواردة من كندا.
ونتيجةً لذلك، عانى الاقتصاد الكندي، حيث انكمش بأكثر من المتوقع في الربع الثاني. وانخفضت الصادرات الكندية بنسبة 7.5% في الربع الثاني مقارنةً بالأشهر الثلاثة الأولى من العام بسبب الرسوم الجمركية، وفقًا لهيئة الإحصاء الكندية.
وقال ترامب إن هناك "صراعًا طبيعيًا" بين الولايات المتحدة وكندا، موضحًا أنه "معقد" بين الجارتين والحليفتين. وأضاف أنه يريد لكندا "أن تحقق أداءً رائعًا، ولكن هناك نقطة نرغب عندها في نفس العمل"، وسلط الضوء على المنافسة عبر الحدود حيث تتأثر الولايات المتحدة بالمزارعين الكنديين وصناعة السيارات وإنتاج الصلب الكندي.
من جانبه، قال كارني إن كندا مستعدة لاستثمار "تريليون دولار في السنوات الخمس المقبلة" في الولايات المتحدة، مضيفًا أن البلدين "أقوى معًا". وأكد "أننا سنحصل على الصفقة المناسبة".
وفي اليوم السابق لاجتماع البيت الأبيض، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن ترامب أعلن أن الشاحنات المتوسطة والثقيلة المستوردة إلى الولايات المتحدة ستواجه تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من 1 نوفمبر، وهو إجراء من شأنه أن يؤثر على شركات صناعة السيارات الكندية.
أما في شهر سبتمبر الماضي، أطلقت إدارة ترامب مراجعة رسمية لمستقبل اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا "USMCA"، والتي تحكم تدفق بضائع بمئات المليارات من الدولارات بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. لكن ترامب نفسه أثار أمس الثلاثاء إمكانية إعادة التفاوض على صفقات منفصلة مع كل دولة، لكنه لم يقدم أي تفاصيل. وقال: "لا يهمني. أريد أن أبرم أي صفقة هي الأفضل لهذا البلد، مع مراعاة كندا تمامًا".