هشام بيومي يكتب: كلايد بيزلي
بوابة المصريينهو شاب امريكي اسمر اللون يبلغ من العمر 26 عام، نموذج للفتى السيئ، لا يرجى من ورائه خير، يتميز بالسلوك الطايش، متهو، التحق باحدي العصابات وتاجر في المخدرات وتعرض للسجن 16 عام تحت الحراسة المشددة.
قضي كلايد بيزلي 16 عاما كاملة في السجن بتهمة حيازة المخدرات، فضلا عن جرائم أخرى. و في احدي الليالي شاهد كلايد مباراة في لعبة الجولف من خلال التليفزيون في زنزانته بالسجن ولسوء الحظ لم تستمر المباراة وتم إيقافها في منتصفها بسبب هطول الأمطار الغزيرة وتفسد عليه واحدة من أفضل لحظاته وهو يتابع تلك الرياضة، وهنا تقفز في ذهنه فكرة مدهشة، التنس تم تحويله إلى لعبة مصغرة تلعب على طاولة، لماذا لا توجد نسخة مصغرة من لعبة الجولف تلعب على ظهر طاولة واسعة وتكون مزيجا من الجولف ولعبة البلياردو؟
وعلي الرغم من غرابة الفكرة إلا أنها استهوته بشدة وبدأ في وضع تصميمات وتخيلات للعبة جديدة، يرسمها علي الورق، ويضع قوانينها وحدودها ومساحة الطاولة، والعديد من التفاصيل.
واستمر باقي سجنه ال 16 عاما يحلم ويتخيل ويضع كافة الصور للعبته الجديدة. خرج كلايد بيزلي من ظلام السجن حرا طليقا وهو يمتلك أفضل شيئا على الإطلاق... خرج بفكرة جديدة. يقول د. جوفينال "تقوم الأفكار بإرسال تلك الإشارة المغناطيسية التي تأتي إليك بمثل ما ترسله" وذكر تشارلز هانبل "الفكرة المهيمنة أو التوجه العقلي هو المغناطيس والقانون، هو أن الشبيه يجذب إليه شبيها، وبالتالي فإن التوجه العقلي سوف يجذب حتما تلك الظروف التي تتوافق مع طبيعته" ويحدثنا مايكل بيرنارد بيكويث قائلا "عملية التفكير في حالة حدوث دائم. ففي كل لحظة تراود شخصا ما فكره، أو تتمخض فكرة عن شيء ما، سوف ينبري شيء ما عن تلك الأفكار" وما تفكر به الآن هو ما يشكل حياتك المستقبلية. إنك تصوغ حياتك بأفكارك لكي يعمل عقلك الباطن علي جذب تلك الحياة، عليك اتباع خطوات العملية الإبداعية الثلاث التالية: الخطوة الأولى اطلب. خرج كلايد من السجن وتوجه إلى محل لبيع الأدوات والمعدات الرياضية، وقام بشراء ما يلزم لتطبيق فكرته، وعكفت ليال طويلة في صنع نموذج أولي لفكرته. بعد أن صنع نموذج بالفعل، وقام بتجربته واختياره بنفسه عدة مرات، قام بدعوة بعض شباب المنطقة التي يسكنها، وجرب نموذجه الجديد بينهم، أبدوا إعجابهم باللعبة وقوانينها.
انطلق كلايد في حماس إلى كل الجهات التي يمكنها أن تتبنى فكرته هذه، ولكن كالعادة أي فكرة جديدة تلقي استهجان ورفض.
الخطوة الثانية: الإيمان. لا بد من أن تؤمن بأنك سوف تتلقى ما تنشد. لذا لم ييأس كلايد مطلقا واستمر فيما يقوم به بمنتهى الصبر والإصرار، وفي إحدى المرات، اقترح عليه صاحب إحدى المحالّ بعد أن قام بعرض فكرته عليه أن يتوجه بلعبته الجديدة إلى معرض البلياردو الموسم الأمريكي الذي يقام في مدينة لاس فيجاس وكان المعرض في يوليو 2003.
الخطوة الثالثة: التلقي. المثابرون يصلون للقمة، والمتميز ن يحافظون عليها، أما المبدعون فيصنعون قمما جديدة.
ونتعلم من وودرو ويلسون حين قال "نحن ننمو في ظلال احلامنا، وكل الرجال والنساء العظماء حالمون".
ذهب كلايد بيزلي الي المعرض وانبهرت إحدى شركات تصميم البلياردو بالفكرة وقامت بأبنائها وتصنيعها وتسويقها، وبدأت في الانتشار. وفي عام 2005 تجاوزت مبيعات اللعبة التى صممها السجين السابق الخمسة ملايين دولار أمريكى ذلك بعد أن قام بوضع تطويرات في تصميماتها.
انت مخزن من الأفكار الجديدة الغير مسبوقة، فقط عليك تأمين بنفسك وبفكرتك وأطلق الجنى الذي في داخلك ليحقق احلامك وطموحاتك، وتعمل بجهد وإصرار وحول فكرتك الي واقع.
في قصة كلايد حقيقة ملموسة، أن الواقع ليس دليلا علي المستقبل،ومهما تعرضة الي سقطات وعقاب لا يعني أنك إنسان فاشل وأنك تستطيع تغيير مستقبلك.