الجمعة، 13 يونيو 2025 11:45 مـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

الفن والثقافة

الكاتبة سعاد بطي توثق النكبة في إصدارها الجديد ”هجرة مرفوضة”

الكاتبة سعاد بطي توثق النكبة في إصدارها الجديد "هجرة مرفوضة"
الكاتبة سعاد بطي توثق النكبة في إصدارها الجديد "هجرة مرفوضة"

في رواية جديدة مؤثرة بعنوان "هجرة مرفوضة"، تُقدم الكاتبة المغربية سعاد بطي عملا سرديا يجمع بين التوثيق الإنساني والبعد الفني، مستندة إلى قصة حقيقية لامرأة فلسطينية تُدعى فيفي، وُلدت في يافا عام 1934، وتركتها نكبة عام 1948 تائهة في منافي الشتات، من الإسكندرية إلى بيروت وكندا.

من خلال بطلتها، تُجسد سعاد مأساة المنفى الفلسطيني في قالب أدبي غني، يحكي معاناة الهجرة القسرية والحنين الدائم إلى الوطن المسلوب "هجرة مرفوضة" ليست فقط حكاية تهجير، بل هي سيرة امرأة تقاوم النسيان بالموسيقى، وتُعيد بناء ذاتها المنفية بالعزف على البيانو، وبالصداقة والحب والإصرار.

فيفي، التي درست الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، تتحول من لاجئة إلى عازفة بيانو ذات شهرة عالمية، تشكل علاقتها الوطيدة بصديقتها شاكي، مغنية الأوبرا، ورفيقة دربها الفني، إضافة إلى صلتها الخاصة بـ نيكولا، عازف البيانو الكفيف، خيطا إنسانيا نابضا في الرواية، يروي تفاصيل التجربة الفنية والوجدانية وسط عواصف النكبات.


جدير بالذكر أن الكاتبة سعاد بطي، هي مغربية الأصل حاصلة على الجنسية المصرية، تنتمي إلى جيل من المثقفين الذين يدمجون الفن والمعرفة في مشروع إنساني ملتزم، تحمل دكتوراه في إدارة الأعمال وماجستيرا في التنظيم والإدارة، إلى جانب دبلوم في العزف على آلة الناي الغربي، ما يجعل تجربتها الروائية مزيجا متوازنا بين الحس الموسيقي والدقة التحليلية.

تشغل سعاد عضوية مجلس أمناء مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية، ما يبرز التزامها السياسي والوجداني بالقضية الفلسطينية، وهو ما يتجلى بوضوح في روايتها.

بخلاف الأعمال التقليدية التي تطرح المنفى الفلسطيني من زاوية سياسية مباشرة، تأتي "هجرة مرفوضة" لتؤكد أن الهوية يمكن أن تصان عبر الفن، وأن الوطن يسكن فينا مهما ابتعدنا عنه جغرافيا، وتُختتم الرواية بلقاء مؤثر بين فيفي ونيكولا بعد خمسين عاما، في كندا، ليرمز هذا المشهد إلى الانتصار الإنساني على النكبة، والقدرة على إعادة بناء المعنى وسط الركام.

رواية "هجرة مرفوضة" ليست فقط سيرة فيفي، بل هي مرآة لتجربة فلسطينية نسائية واسعة، تُوثّق حياة اللجوء من منظور فني، وجداني، وإنساني نادر، وهي دعوة قوية إلى رفض الهجرة كقدر محتوم، والتمسك بالذاكرة كحق لا يُصادر.

الكاتبة سعاد بطي هجرة مرفوضة

الفن والثقافة

آخر الأخبار