الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 01:29 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب النائب المستشار/ حسين أبو العطا

أخبار عربية

الجارديان: لا يمكن للعالم أن يؤمن مستقبله ضد مخاطر المناخ إلا بتجاوز الرمزية والمصلحة الذاتية

بوابة المصريين

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن محادثات الأمم المتحدة للمناخ التي عقدت هذا العام في بيليم بالبرازيل انتهت دون تحقيق تقدم كبير، إذ افتقر نص الاتفاق النهائي إلى أي اتفاق للتخلي عن الوقود الأحفوري وتسبب في تأخير تمويل حيوي، ولم تتضمن آلية "الجهد الجماعي العالمي" أي خريطة طريق لوقف القضاء على الغابات وعكس مسارها. لكن النظام متعدد الأطراف في مؤتمر الأطراف الثلاثين صمد عند نقطة بدا فيها انهياره وشيكا. وينبغي أن يكون هذا بمثابة تحذير: إذ يتعين على مؤتمر الأطراف العام المقبل التوصل إلى اتفاق أفضل بين العالم الغني والفقير.

وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته اليوم- إن الدول النامية بعيدة كل البعد عن التوافق بشأن بعض القضايا. فالصين ترى أي خطوة بشأن المعادن الأرضية النادرة استهدافا لقوتها، بينما ترى أفريقيا أنها ضرورية للحوكمة. وفي أماكن أخرى، لم تدعم الدول النفطية دعوة كولومبيا للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإن دول الجنوب العالمي تتفق بشكل عام حول مبدأ بسيط ألا وهو أنه يجب أن تكون دولها مجهزة للنجاة من حالة طوارئ مناخية لم تكن سببا فيها. وهذا يعني توفير المال لبناء دفاعات ضد الفيضانات وجعل النظم الزراعية أكثر مرونة وحماية السواحل، وإعادة البناء بعد وقوع الكوارث. كما يطالبون بتمويل مسبق للانتقال إلى نمو اقتصادي نظيف وأخضر.

وأضافت الصحيفة لكن تمويل المناخ أمر صعب المنال في الشمال العالمي حيث ينتقد الشعبويون اليمينيون في الغرب بشدة انفاق الأموال على المناخ والأجانب. وتصبح أي قضية تجمع بين الاثنين ساحة سياسية صعبة. أما بالنسبة لأجزاء من العالم الغني، لا يمثل التصنيع النظيف في الجنوب العالمي أولوية - وإنما يمثل تهديدا اقتصاديا.

ولفتت الجارديان إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يرسل فريقا إلى البرازيل، وهي المرة الأولى منذ عام ١٩٩٥ التي لا يتم فيها تمثيل أمريكا رسميا في قمة المناخ السنوية. وربما لم يكن هذا أمرا غير مرحب به بشكل كامل. فالولايات المتحدة -التي تعاني من أكبر دين مناخي في العالم- عرقلت صفقات تمويل مجدية لسنوات - وأجندتها لإعادة الصناعات إلى الوطن مصممة لإبقاء الصناعات الرئيسية في الداخل.

لكن هذه النظرة العالمية الضيقة لن تؤدي إلا إلى إعاقة التقدم، بحسب الصحيفة التي نقلت عن إيفانز نجيوا، رئيس مجموعة أقل البلدان نموا، قوله صراحة بعد انتهاء مؤتمر الأطراف الثلاثين، إن بيليم يفتقر إلى الطموح. وبالنسبة له، جاءت أكثر دول العالم ضعفا بحثا عن الحماية، وغادرت بوعود مؤجلة. ومع ذلك، فإن خيبة الأمل التي نشعر بها اليوم هي حافز لمزيد من العمل غدا إذ تتطلع أقل البلدان نموا إلى مؤتمر الأطراف الحادي والثلاثين في تركيا.

ومضت الصحيفة تقول إن تقرير الأمم المتحدة للتكيف لهذا العام واضح تماما ومفاده إن حجم المهمة المقبلة هائل. ويشير التقرير إلى أن البلدان النامية تحتاج إلى أكثر من 310 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2035 - ومع ذلك لم تتلق سوى 26 مليار دولار في عام 2023، بانخفاض عن 28 مليار دولار في العام السابق. كما تتزايد الاحتياجات بوتيرة أسرع من التمويل. وتحذر الأمم المتحدة من أنه في حال عدم إجراء تصحيح جذري للمسار، ستترك أفقر البلدان عرضة لموجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إن إلحاح الأزمة فسر إصرار المفاوضين الأفارقة على أن يأتي تمويل التكيف من الدولة ويفضل أن يكون على شكل منح. ويرى هؤلاء أن تخيل ما هو خلاف ذلك ضرب من الوهم، إذ لا يشكل التمويل الخاص حاليا سوى 5% من أموال التكيف، ومعظمها خيري. وأكد مؤتمر الأطراف الثلاثين على حقيقة بسيطة مفادها أنه لا يمكن للعالم أن يؤمن مستقبله إلا بتجاوز الرمزية والمصلحة الذاتية.

أخبار عربية

آخر الأخبار