لكل اسم حكاية..«دمنهور ورشيد وأبو المطامير والدلنجات».. أسماء مدن البحيرة وأهم آثارها| صور


جاءت كلمة البحيرة من تصغير كلمة «بحر»، وهى المكان الواسع من الأرض المنخفضة، وأطلق اسم البحيرة على البحيرات وما حولها من الأراضي التي كانت تغمرها المياه عند فيضان النيل.
سُميت البحيرة بمقاطعة «بديت» حيث كانت عاصمة مملكة الشمال، وتحتوى محافظة البحيرة على 189 تلاً أثريًا موزعة على معظم مراكزها ففى مدينة أبو حمص وقراها
47 تلا أثريًا تضم هذه التلال بقايا حضارات مصرية وإغريقية ورومانية حيث قام العالم الأثرى" فلاندرز بترى" بأول الحفائر في محافظة البحيرة في "تل كوم جعيف" بمركز إيتاى البارود موقع "نقراطيس" المدينة الإغريقية ويتوزع هذا التراث الأثري ما بين المتحف المصرى بالقاهرة واليوناني الروماني بالإسكندرية ومخازن وزارة الآثار ومتاحف العالم.
بعض اللقى الأثرية القديمة في البحيرة
وبعض أعمال التنقيب في هذه التلال كشفت عن بقايا لمعبد رمسيس الثاني بكوم الحصن وتل الأبقعين بحوش عيسى، حيث قيادة المنطقة الغربية للجيش المصري في زمن الأقدمين على طريق حورس الحربي.
وتم الكشف مؤخرًا عن ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة بتل الأبقعين بالبحيرة، حيث كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن مجموعة من الوحدات المعمارية من الطوب اللبن لثكنات عسكرية للجنود ومخازن للأسلحة والطعام والمواد الغذائية ترجع لعصر الدولة الحديثة، كما تم الكشف عن العديد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود وتعود الأهمية التاريخية والأثرية لحصن الأبقعين الذي يعد أحد نقاط التمركز العسكري للجيش المصري القديم على الطريق الحربي الغربي (طريق حورس) لحماية الحدود الشمالية الغربية لمصر من هجمات القبائل الليبية وشعوب البحر، والاكتشافات الأثرية بالموقع تؤكد استخدام بعض الوحدات المعمارية كمخازن لإمداد الجنود بالطعام والمؤن الغذائية يومياً، حيث عُثر بداخلها على صوامع فردية كبيرة الحجم بداخلها بقايا أواني فخارية كبيرة للتخزين بها بقايا عظام أسماك وحيوانات وبعض من كسرات الخبر، كما عُثر أيضاً على أفران من الفخار ذات الشكل الأسطواني كانت تستخدم لطهي الطعام.
بعض اللقى الأثرية القديمة في البحيرة
وقد عثرت البعثة على سيف طويل من البرونز مزين بنقوش الخرطوش الملكي للملك "رمسيس الثاني"، بالإضافة إلى مجموعة من اللُقى الأثرية التي تلقى الضوء على الأنشطة اليومية لقاطني الحصن وفكرهم العقائدي والعسكري مثل الأسلحة المستخدمة في الحروب، وأدوات الصيد والزينة والنظافة الشخصية مثل مراود التكحيل من العاج وخرزات وجعارين من العقيق الأحمر والقيشاني، وتمائم الحماية.
ومن أهم المكتشفات بالحصن دفنة لبقرة رمزاً للقوة والوفرة والرخاء التي تميزت بها البقرة کمعبودة سماوية، وكتلتين من الحجر الجيري أحدهما عليها كتابة هيروغليفية لألقاب الملك رمسيس الثاني، والأخرى لأحد الموظفين ويدعى "باي"، وجعران من القيشاني مزين بنقش "آمون - سيد السماء" ويعلو إسمه زهرة اللوتس، وجعران آخر يحمل على قاعدته المعبود بتاح" من الشست ونصف خاتم من البرونز عليه نقش للمعبود آمون" حور أختي وعقدين من القيشاني والعقيق لزهرة الرمان
كما تم العثور على لُقى أثرية وتماثيل برونزية لمعبودات إغريقيه للمعبود أبوللو وأرضيات فسيفساء ومقبرة حجرية بكوم الحصن ترجع لعصر الانتقال الأول من التاريخ المصرى.
بعض اللقى الأثرية القديمة في البحيرة
دمنهور.. الاسم والتاريخ
وردت كلمة "دمنهور" في النصوص المصرية القديمة باسم «دي من حور»، بمعنی مدينة المعبود حور أو حورس، وهى عاصمة الإقليم السابع "الحربة الغربية " التى تمثل المقاطعه الأولي في الغرب، وفي الفترة اليونانية الرومانية سُميت "هرموبوليس برفا" وتعنى مدينة "هرمس الصغرى"، ثم أعاد المصريون اسمها القديم "تمنحور"، والتي حُرفت بالعربية إلى اسمها الحالي "دمنهور".
التلال الأثرية في البحيرة
وانتصر فيها المصريون خمس مرات على الحملة الفرنسية، وقد تحدث عن دمنهور المؤرخ المللوكي الشهير ابن دقماق (ت809هـ) الذي عاش في القرن الثامن الهجري عنها فيقول: (وهي مدينة قديمة وعامرة، بها جوامع ومدارس وحمامات وفنادق وقیاسر وغير ذلك)، ثم يقول:(إن الملك الظاهر برقوق أمر ببناء سور عليها عقب فتنة عربان البحيرة في سنة بضع وثمانين وسبعمائة، وبها مزارات، وقد تعرضت دمنهور سنة 781هـ لثورة شيخ عرب البحيرة بدر بن سلام، فبعث إليه إبن برقوق حمله بددت شمل الثوار، وعاود بدر بن سلام ثورته في العام التالي فقدم إليه الشعباني أمير السلاح على رأس حملة من خمسمائة مملوك فكسروا شوكة الثوار وفر زعيمهم).
مدينة دمنهور
وقد تحدث المؤرخ ابن زمبل الرمال (ت 1572م) في كتابه "تحفة الملوك" عن دمنهور في القرن العاشر الهجري قائلا: (وبإقليم البحيرة مدينة دمنهور، وهي كرسي الإقليم وقاعدة الحكم، وبها بطيخ ليس على وجه الأرض أحلى منه، و قد عَمَّر بها أولاد عامر قصورًا وصارت بلدا معمورًا، يسكنها زماننا الأمير عيسى ابن إسماعيل، وهو الحاكم هذه الأقاليم كلها وهو من العدل والكرم على جانب عظيم، وباسمه عُرفت بلدة حوش عيسى).
ودمنهور من أقدم البلاد التي أستوطنها البشر في مصر، ويُقال أنها من أولى القرى في العالم ومليئة بالآثار، ومن أول المدن التي خطت الشوارع وصوامع الغلال، وكانت عاصمة الإقليم الشمالي من مصر، وكانت تقع على قناة تربط فرعا قديما للنيل ببحيرة مريوط، كما أُنشي بها الملك فؤاد الاول أوبرا شهيرة، ومن أهم معالمها الإسلامية مسجد التوبة، وهو من أقدم المساجد في إفريقيا.
دمنهور قديما
رشید
يرجع اسم مدينة رشيد إلى الاسم المصري القديم "رخيت"، والذي أصبح "رشيت" في العصر القبطي، وهي المدينة صاحبة الانتصارات العسكرية المدهشة، وبها وجد حجر رشيد الذي تم بفضله حل رموز الكتابة المصرية القديمة.
ميدان الساعة بدمنهور
الآثار الإسلامية في رشيد
رشيد ثاني المدن المصرية من حيث عدد الآثار الإسلامية، حيث يوجد بها أكبر مجموعة آثار إسلامية في مصر بعد قاهرة المعز، وتضم العديد من المباني الآثرية مثل قلعة قايتباي، ومنازل أثرية ذات طابع معماري مميز كمنزل الأمصيلي، ومساجد بارزة مثل: مسجد زغلول، ومسجد المحلي، ومسجد أبو مندور، بالإضافة إلى حمام عزوز، وطاحونة أبو شاهين.
وتعرف المدينة بثرائها المعماري الفريد الذي يعكس مختلف العصور الإسلامية، وتتميز بزخارف مبانيها الفريدة وأبوابها المزخرفة.
متحف رشيد
الدلنجات
سُميت مدينة الدلنجات بهذا الاسم؛ نسبة إلى من استوطنوها من العرب من أهل "دلنجة"، ومعناها الاسم الطيب، أو (طيبة الاسم)، وكانت على طريق الفتح الإسلامي لمصر، حيث كانت تقع شرق قرية "دلنجة" التي يوجد بها "تل آثار كوم دلنجة"، وهو تل أثرى يقع بالقرب من قرية أبو سيف.
تاریخ مدينة الدلنجات
يرجع تاريخ مدينة الدلنجات إلى عصر المصريين القدماء، حيث توجد فيها مناطق أثرية عدة يرجع تاريخها إلى ألفي سنة قبل الميلاد، مثل "كوم فرين" الذي يقع في قرية كوم فرين بالدلنجات، والذي يعد من أهم وأكبر التلال الأثرية، ويرجع تاريخه إلى الأسرة الثامنة عشرة، عصر الدولة الحديثة.
ويضم حصن من منظومة الحصون والدفعات التي أقامها الملك رمسيس الثاني بغرب الدلتا؛ للدفاع عن حدود مصر الغربية من الغارات القادمة من غرب مصر، وهناك "كوم قرطاس" الذي يقع شمال المدينة، وقد مر بالدلنجات القائد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 20 هـ - 639 م أثناء الفتح الإسلامي لمصر.
ومن أعلام ومشاهير الدلنجات "الإمام الغزالي - الشاعر أحمد رامي، الأديب والمفكر توفيق الحكيم، والمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع المصري الأسبق، والدكتور شوقي علام مفتى الديار المصرية السابق".
بيت الأمصيلي برشيد
أبو المطامير
سُميت المدينة بهذا الاسم؛ لأن القمح يخزن قديمًا فيما يُسمى بالمطمورة وجمع مطمورة مطامير، وذلك لأن المدينة كانت سلة لغلال البحيرة.
وقد دخل القائد جوهر الصقلي أبو المطامير أثناء دخوله مصر، وفيها قُتل السلطان المملوكي "لأشرف خليل بن قلاوون" فاتح عكا ومحرر الشرق من الوجود الصليبي.
ميدان الفارس بالدلنجات
وبها واحد من أهم المواقع الأثرية بمحافظة البحيرة، وهو تل آثار «كوم تروجي»، وكوم تروجي من القرى القديمة، حيث وردت باسم "كوم تروجة" في أعمال البحيرة، ضمن قرى الروك الصلاحي التي أحصاها الوزير الاسعد بن مماتي في کتابه "قوانين الدواوين"، كما وردت بإسم «كوم تروجة».
ومدينة أبو المطامير الحالية كانت في الماضي من توابع مدينة تروجة، ويقول عنها محمد بك رمزي في موسوعته "القاموس الجغرافي للبلدان المصرية منذ عهد قدماء المصريين حتى سنة 1945م)، (أبو المطامير القبلية أصلها من توابع ناحية قديمة كانت تسمى تروجة ثم فصلت عنها في العصر العثماني، وفي عام 1900م، فُصلت منها ناحية أبو المطامير البحرية، وفي عام 1930م، تقرر إنشاء مركز جديد تكون قاعدته أبو المطامير؛ بسبب وقوعها على خط السكة الحديدية بين القاهرة والإسكندرية).
وقد تأسست "تروجة" في القرن الثاني الهجرى، وتعرضت لغزو الروم عام 117هـ، وقام العرب فيها بثورة كبرى فيها ضد العباسيين عام 253هـ، وهي أول قرية نزل فيها جوهر القائد، وجيشه عند دخولهم مصر عام 358هـ، وفي عام 662 هـ أرسل السلطان الظاهر بيبرس طائفة من العسكر للسيطرة على القبائل العربية، وأحضر عرب هوارة وسليم، وأخذ عليهم شروطًا بأن لا يأووا أحدًا من أهل الفساد، وأن يشتغلوا بالزرع والحرث، وفي عام 693هـ قُتل فيها السلطان الأشرف خليل بن قلاوون على يد المماليك.
وكانت تروجة مركز الأحداث السياسية في البحيرة، وعاصمة القبائل العربية فيها ومنطلق الثورات الثورات الدائمة في العصر المملوكي، ومنها ثورة قبائل "جابر وبرديس" عام 700هـ ، وفي عام 782هـ قام السلطان "برقوق" بتعيين الشيخ "ابن رحاب"أمير تروجة نائبًا للوجه البحري، وذلك في محاولة للقضاء على ثورة "بدر بن سلام"، والتي انتهت بهزيمته وسقوط تروجه بيد المماليك، ونقل قبائل هوارة إلى الصعيد، وتزعمت بني عونة عربان البحيرة خلال عصر المماليك الجراكسة، واستقلت تروجة فعليا عام 866هـ بزعامة الشيخ "محمد بن سعدان العوني".
وقد مر ابن بطوطة خلال رحلته على تروجة فقال:"ووصلت قرية تروجة، وضبطها بفتح التاء الفوقية وواو وجيم مفتوحة، وهي على مسيرة نصف يوم من مدينة الإسكندرية، وهي قرية كبيرة بها قاض ووال وناظر ولأهلها مكارم أخلاق ومروءة، صحبت قاضيها" صفي الدين"، وخطيبها "فخر الدين" وفاضلاً من أهلها يٌسمى بمبارك، ويُنعت بـ"زين الدين"، ونزلت بها على رجل من العباد الفضلاء كبير القدر يُسمى "عبد الوهاب"، وأضافني ناظرها "زين الدين بن الواعظ" وسألني عن بلدي وعن مجباه، فأخبرته أن مجباه نحو أثني عشر ألفا من دينار الذهب، فعجب وقال لي:أرأيت هذه القرية فإن مجباها اثنان وسبعون ألف دينار ذهبا، وإنما عظمت مجابي ديار مصر؛ لأن جميع أملاكها لبيت المال".
وذكرها على باشا مبارك في "الخطط التوفيقية"، فقال:"تروجة بلدة قديمة، كانت غربي ناحية بطورس بقليل، وفي الجنوب الغربي لدمنهور على نحو ثمان ساعات، وأقرب البلاد إليها من الجهة القبلية ناحية حوش عيسى الواقعة في حاجر الجبل الغربي، وقد كانت تروجة مدينة عظيمة متسعة ذات أسواق دائمة وقصور مشيدة ومساجد عامرة وبساتين، وكانت تنزلها الملوك والأمراء، ثم أخنى عليها الزمان فتخربت من عدة أجيال، ولم يبق من أطلالها وآثارها إلا نحو ثمانية أفدنة، فيها تلول وأنقاض وأساسات، وكانت أرضها مهجورة من مدة، وحدث هناك جملة كفور صغيرة منها عزبة المرحوم عارف باشا الدرملى مدير أسيوط سابقا يسكنها خدمة أبعاديته ومن يلوذ بهم، وبقربها يسكن كثير من العرب، وكثيرًا ما تُذكر هذه البلدة في التواريخ ويذكر ما حصل من الواقعات والحروب".
قصر جناكليس بأبو المطامير
الرحمانية
وفيها قبر العالم العربي "على بن النفيس" مكتشف الدورة الدموية الصغرى، ولم تٌذكر في كتب التاريخ إلا بعد القرن السابع الهجري، وكانت تُسمى "محلة عبد الرحمن"، وهي من أجمل مدن البحيرة.
تل آثار كوم تروجة
وادي النطرون
كان له أهمية كبيرة في عهد المصريين القدم، حيث استخرج منه ملح النطرون، واستُعمل هذا الملح فى تحنيط الموتى، ويضم وادي النطرون مجموعة كبيرة من الكنائس والأديرة.
مدينة الرحمانية
حوش عيسى
يُنسب حوش عيسى للأمير "عيسى بن اسماعیل العوني" أمير قبيلة بني عونة، وأمير الحج للديار المصرية، وأمير اللواء السلطاني زمن السلطان "سليمان القانوني" في القرن العاشر الهجري.
أديرة وادي النطرون
إيتاى البارود
ذكرها "أملينو" و"ابن مماتي" و"الزبيدي" وذكرها "ابن الجيعان" في القرن التاسع الهجري بإسم (أتييه)، واسمها القبطى ايتي (Eiti)، وتحولت إلى (إیتییه)، وأُنشئ بها معملاً للبارود في العصر العثماني، فسُميت بالتركي (إيتييه باروت)، ثم برزت في تاريخ سنة 1228هـ باسم (إيتاى البارود) ومنها صاحب السيف والقلم الشاعر محمود سامى البارودى، رائد مدرسة الإحياء والبعث في الشعر العربي.
مدينة حوش عيسى
شبراخيت
ينطق اسم (شبرا) بالقبطية بكسر الشين، وهي أصلاً الجيم المعطشة جداً، ومعناها "حقل" أو"غيط"، وهي تدخل في أسماء بعض البلاد، وخاصة في الوجه البحري و"شبراخيت" معناها شبرا الشمالية أو البحرية.
محمود سامي البارودي
أبو حمص
بعد مد خط السكة الحديد في عهد الوالي سعيد باشا، وعند بناء السكة الحديد بين مصر والإسكندرية، كانت إحدى محطات السكة الحديد واقعة على بيت فرد من أفراد عائلة أبو حمص فسُميت المحطة باسم صاحب البيت.
مدينة شبراخيت
كفر الدوار
الكفر هو المكان العالى من الأرض، والدوار هو بيت العمدة أو الحاكم المحلى، وهى من أكبر المدن طبعاً في المحافظة وأجمل المدن وأطيب المدن، وعندها انهزم الإنجليز وانسحبوا بعد ما خططوا ونفذوا بخبث مذبحة الإسكندرية عندما قرروا احتلال مصر، ساعد أهل كفر الدوار عرابي في سحق الإنجليز.
مدينة أبو حمص
كوم حمادة
كانت قرية قديمة تُسمى "منية سامي" وتغير اسمها في أوائل العهد العثماني لتصبح "كوم حمادة"، وهو اسمها الحالي، وكان مركز كوم حمادة يُسمى في السابق مركز النجيل.
محطة قطار كفر الدوار قديما
المحمودية
التسمية راجعة لترعة ومدينة المحمودية نسبة إلى السلطان العثماني "محمود الثاني".
نقش للملك نيخو مع الربة حتحور عثر عليه في كوم الحصن بكوم حمادة
إدکو
إدكو من المدن قديمة المنشأ؛ حيث يعود تاريخها للعصر الفرعوني، وكانت مقاطعة ضمن المقاطعات وكانت تسمى "رع أمنتي"، ويرى بعض المؤرخين أن اسم ادكو القديم هو "جاكات"بمعنى "التل المرتفع"، وهنا يتضح ارتباط العمران بالتلال الرملية الواقعة شمال بحيرة إدكو.
ترعة المحمودية
روايات الفتح الإسلامي للبحيرة
كان للفتح الإسلامي لإقليم مروياته، التي تحكي سير سيدنا عمرو بن العاص والصحابة الكرام عندما دخلوها وعسكروا فيها وحاصروا عاصمتها "دمنهور"، وفتحوها والمعارك بين الصحابة وحامية الروم بها، حيث كانت في مدخل دمنهور من ناحية ما يُعرف الآن بمدخل الدلنجات على الطريق الزراعي، أمام قرية سنطيس، واسم المعركة كان "معركة سنطيس"، وقد فتحت البحيرة على يد السادة من الصحابة في مقدمتهم عمرو بن العاص والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وخارجة بن الحصن،
وبعد ذلك دخل سيدنا عمرو بن العاص دمنهور في منطقة العلاوية حاليا بجوار محطة القطار، وبنى بها مسجد التوبة، الموجود حاليًا، وهو من أقدم المساجد التى تم بنائها في قارة إفريقيا بعد مسجد عمرو بن العاص بمصر العتيقة (القديمة).
وأقام الصحابة الكرام بعض الوقت في دمنهور قبل أن يتجهوا إلي عاصمة الروم الكبري في الشرق وهي الإسكندرية، ولكنهم لقوا مقاومة شنيعة قبل دخولها من حامية كفر الدوار، وتحديدًا قرية الكريون فضربوا سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص ضربا شديدا وأصابوه إصابة شديدة، وفاتح كفر الدوار هو أحد قادة جيش عمرو بن العاص، وهو القائد "وردان" مولي سيدنا عمرو بن العاص، ومن شدة المقاومة فى منطقة الكريون، حدث اقتتال عظيم وهُزم الروم بفضل الله، ومن شدة خوف القائد عمرو بن العاص من هول القتال، جمع الصحابة والجيش وصلوا صلاة الخوف بها قبل أن يفتح الله علي أيديهم الإسكندرية وتسقط الدولة الرومانية ويعز الله الإسلام والمسلمين.
وأقام عمرو محاصرا الإسكندرية أشهرا، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب ، قال:(ما أبطأوا في فتحها، إلا لما أحدثوا)، ولما أبطأ على عمر بن الخطاب فتح الإسكندرية، كتب إلى عمرو بن العاص: (أما بعد: فقد عجبت لإبطائكم في فتح مصر! إنكم تقاتلونهم منذ سنتين، وما ذاك إلا لما أحدثتم، وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نياتهم.. وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما كنت أعرف، إلا أن يكون غيرهم ما غير غيرهم، فإذا أتاك كتابي هذا، فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية، وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، ومر الناس جميعا أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل الرحمة ووقت الإجابة، وليعج الناس إلى الله ويسألوه النصر على عدوه).
ولما أتى عمرًا كتاب عُمر، جمع الناس، وقرأ عليهم كتاب عمر، ثم دعا أولئك النفر، فقدمه أمام الناس، وأمر الناس أن يتطهروا، ويصلوا ركعتين، ثم يرغبوا إلى الله عز وجل، ويسألوه النصر وتم فتح الإسكندرية، وتم فتح كوم حمادة وإيتاي البارود والدلنجات علي يد أحد قادة جيش سيدنا عمرو بن العاص، وهو سيدنا "شريك"، وسُمى المكان الذي كان يُعسكر فيه ولازال موجودًا حتى الآن فى كوم حمادة واسمه "كوم شريك".
تغنى العديد بالبحيرة وجمالها، ومن أشهر من غنى لها، المطربة السكندرية المشهورة بدرية السيد (بدارة)، والتي تقول فيها «بحيري يا واد بحيري، وآه من البحراوية ، وعايق بالسديرى واللاسة والطاقية.. ادلع يا رشيدي على وش المياه، آه يا سيدي آه يا سيدي على وش المياه، حلفتك يا مراكبي وديني أشوف حبايبي».
بحيرة إدكو
الأثري عبد الله إبراهيم موسى
مدير منطقة آثار مرسى مطروح للآثار الإسلامية والقبطية
الأثري عبد الله إبراهيم موسي