السبت، 10 مايو 2025 02:58 صـ
بوابة المصريين

رئيس الحزب د. حسين ابو العطا

مقالات الرأي

هشام بيومي يكتب.. الدماغ

هشام بيومي
هشام بيومي

أسئلة كثيرة لا نجد لها اجابات والحيرة تملكنا في فهم سلوكيات الاطفال في الظروف التعلمية، وايضا سلوكيات الحياة اليومية.

لماذا احيانا اولادنا يفشلون في الدراسة؟ لماذا تعلم لغة جديدة صعب عند البعض؟ لماذا عندما نكبر نميل الي النسيان؟

السلوكيات التي نطبقها كل واحدة منها تغير دماغك، وأعتقد أن لابد أن نأخذ بعين الاعتبار تميز دماغك سوف يأثر عليك ويجعلنا نفهم لماذا بعض الأطفال يمكنهم أن يزدهر في ظروف تعليمية تقليدية والبعض لا، لماذا بعض منا بإمكانه تعلم اللغات بسهولة والبعض يمكنه التفوق في رياضة ما.

البحث في الدماغ أحد أعظم الآفاق الكبيرة في فهم سيكولوجية الإنسان، ما نعرفه عن الدماغ متغير بايقاع مستمر وسريع فتحدث حالات سوء فهم علي سبيل المثال، اعتدنا أن نفكر الإنسان بعد سن الطفولة لا يتغير وغير قادر علي التغيير، وتبين بأنه ابعد ما يمكن عن الحقيقة، مفهوم خاطئ اخر عن الدماغ بانك تستخدم أجزاء منه في أي وقت من الأوقات ويتوقف عندما لا تفعل شيء وهذا ايضا غير صحيح، تبين أيضا في أوقات الراحة ولا تفكر في شيء، دماغك نشط بشكل كبير.

في كل مرة تتعلم معلومة جديدة أو مهارة، تغير دماغك، أنه شيء يطلق عليه المرونة العصبية.

في الماضي يوجد اعتقاد أن التغير الذي يحدث مع التقدم في السن سلبي، لكن الدراسات أظهرت عدد كبير من إعادة التنظيم في دماغ الكبار وايضا كل سلوكياتنا تغير بالدماغ والمفتاح لكل هذه التغيرات هي المرونة العصبية.

اذا دماغك يمكنه أن يتغير من خلال ثلاث طرق أساسية لدعم التعلم.

الطريقة الأولي : كيميائية إذا الدماغ يعمل من خلال نقل إشارات كيميائية بين الخلايا العصبية بالدماغ وهذا يثير مجموعة من الأفعال وردود الأفعال إذا لدعم التعلم دماغك بإمكانه ذيادة الكم عبر التركيز علي هذه الإشارات الكيميائية التي تحدث بين الخلايا العصبية، لان هذا التغير يمكن أن يحصل بسرعة، هذا يدعم الذاكرة قصيرة الأمد أو تحسين أداء المهارات الحركيه.

الطريقة الثانية: التغيرات الهيكلية وعن طريقها الهيكل الفيزيائي للدماغ يتغيير وهذا يأخذ بعض الوقت، هذا النوع من التغييرات يتعلق بالذاكرة طويلة الأمد. التحسن الطويل في المهارات الحركية، مثلا تعلم عزف البيانو، خلال جلسة واحدة من التدريب والاعتقاد انك تمكنت منها، وفي اليوم التالي تجد كل التحسينات من اليوم الأول قد اختفت. في المدي القصير كان دماغك قادر علي ذيادة الإشارات الكيميائية بين الخلايا العصبية، لكن هذه التغييرات لم تتضمن التغييرات الهيكلية المهمة لدعم الذاكرة طويلة الأمد. مثلا الناس الذين قرأ بريل ( نظام قراءة للمكفوفين) لديهم جهة المناطق الحسية في الدماغ اكبر من أولئك الذين لم يفعلوا، سائقي التاكسي في القاهرة لديهم مناطق دماغ اكبر مخصصة للمساحة وذاكرة الخرائط.

اخر طريقة يمكن أن يتغير بها دماغك ليدعم التعلم بتغير وظائفه، كما تستخدم مناطق الدماغ تصبح أكثر فأكثر مستثارة وسهلة الاستخدام مرة أخرى، وكما الدماغ لديه هذه المناطق التي تزيد في استثارتها هو أيضا يبدل كيف ومتي يفعل هذه المناطق، نحن نري بالتعلم أن جميع نشاط شبكات الدماغ يتبدل و يتغير، اذا المرونة العصبية مدعومة من المادة الكيميائية والهيكلية ومن التغييرات الوظيفية وهذه تحدث لكامل الدماغ ويمكنها تحدث منعزلة بعضها عن بعض ولكن غالبا ما تحدث بالكامل مع بعض أنهم يدعمون التعلم.

الناقل الرئيسي للتغيير في دماغك هو سلوكك لهذا لا يوجد دواء مرونه عصبية يمكنك أخذه، لا شيء أكثر أهمية من التدريب لمساعدة نفسك علي التعلم ونقطة الإنطلاق بأنك يجب أن تقوم بالعمل.

المرونة العصبية ممكن تعمل في اتجاهين، أن تتعلم مهارة حركية جديدة وتكون إيجابية ويمكن أن تكون سلبية بأن تنسي شيء تعلمه من قبل، ليس أمر سهل تعلم مهارة حركية جديدة.

يوجد اعتقاد شائع أنه يلزم 10 الف ساعة من التدريب لتعلم واحتراف مهارة حركية، البعض يؤخذ تدريب أكثر والبعض أقل.

هناك طرق فعالة لتدريب الذاكرة ودعم التعلم مثل القراءة السريعة التي تعمل علي ارتقاء قدرات الفرد الذهنية.

المخ مثل العضلات يحتاج الي التدريب والأداء الافضل.

من طرق التدريب مثلا حدد لون في بداية اليوم، وابدا في ملاحظة كل الاشياء التي بها هذا اللون، ثم قم احصاء هذه الأشياء في نهاية اليوم، إضافة لممارسة لعبة الشطرنج التي تحفز الفرد علي التفكير وتمنحه الشعور بالمتعة والسعادة.

اذا بالطرق الثلاثة يمكنك أن تغيير دماغك لدعم عملية التعلم وتحسين الذاكرة والتركيز.

الحياة لغز كبير لا يستطيع أن يحله الا من عاش فيها بالتفاؤل والحب، الأشخاص المتفاؤلون يجدون مخرجا من كل أزمة، وتذكر دائما أن حياتك ملك لك انت وليست ملك الآخرين.

لغز الحياة ليس واجب حله، إنما واقع يجب تجربته.

هشام بيومي الدماغ

مقالات الرأي

آخر الأخبار