محمد سلطان - يكتب مواهب مصرية تستحق الاوسكار


حمزة العيلي.. وحش التمثيل الذي يجسد الشر والبطولة ببراعة استثنائية
يُعد الفنان حمزة العيلي من أبرز الممثلين الذين استطاعوا تقديم أدوار معقدة ومتنوعة بمهارة فائقة، حيث يمتلك قدرة استثنائية على التلون بين الشخصيات المختلفة، مما يجعله واحدًا من أقوى المواهب التمثيلية على الساحة.وبدايته القوية في مسلسل ابن حلال وفي الموسم الرمضاني الحالي، تألق العيلي في دورين أكثر احترافية تمامًا، حيث لعب دور اللص المتنكر الممثل قدم الدور بشكل كوميدي ساخر في مسلسل "النص"، بينما جسد شخصية الشرير القاسي في مسلسل "فهد البطل"، ليؤكد مجددًا أنه وحش التمثيل بلا منازع.
من "النص" دور درويش إلى "فهد البطل نادر التمساح".. عبقرية التحول بين الدوريين
في مسلسل "النص"، قدم العيلي شخصية رجل العصابات الذي يقوم بالتنكر والتمثيل وإضافة لمسة رومانسيه للدور ، الذي يتحرك بدهاء ويحيك المؤامرات والذراع اليمين لعبدالعزيز للنص الذي تحول لبطل شعبي يكافح الاحتلال الإنجليزي، فقام حمزة بطريقة كوميدية لايت ليجسد الشر بكل تفاصيله الدقيقة، من نظراته الساخرة وتلعثمه المتقن إلى طريقته الساخرة في الحديث، مما جعل المشاهدين ينجذبوب إلى الشخصية وحتى بعد أن غدر بالنص فكان هناك تعاطف شديد و بقدر ما أُعجبوا بأدائه المتقن.
أما في "فهد البطل" دور نادر التمساح، فقد قلب الطاولة تمامًا، حيث تحول إلى شخصية الشرير بشكل مطلق الذي تجاوز كل الخطوط الانسانية ويجسد دور الفالين في مواجهة البطل ابن الاصول ويظهر بحرفية الممثل العبقري والذي يقوم بدور نادر التمساح الذي يعمل في زراعة وتجارة الممنوعات، وشارك والده في قتل حمَّاد والد فهد هذا التفاوت الرائع بين الدورين أظهر براعته الفائقة في إتقان التفاصيل النفسية لكل شخصية، وجعل الجمهور ينبهر بقدرته على الانتقال السلس بين القسوة والطيبة والرومانسية ، و بين الخداع والإخلاص، وبين الإجرام والشرف.
وحش التمثيل.. لماذا حمزة العيلي مختلف؟
يمتلك حمزة العيلي كاريزما قوية، ومرونة أداء غير مسبوقة، وقدرة على التلاعب بمفردات الجسد والصوت بما يخدم كل شخصية يؤديها. فهو لا يكتفي بتقديم أدوار الشر بشكل نمطي، بل يغوص في أعماق الشخصية، ليخرج لنا مجرمًا بملامح مختلفة، لكل منهم دوافعه وأسلوبه الخاص، وهو ما ميزه عن غيره من الممثلين الذين وقعوا في فخ التكرار.
حمزة العيلي ليس مجرد ممثل موهوب، بل هو حالة فريدة من العبقرية التمثيلية، التي تجعل المشاهد يصدق كل شخصية يؤديها كأنها حقيقة. وفي رمضان الحالي، استطاع أن يثبت مرة أخرى أنه نجم لا يُستهان به، قادر على إقناع الجمهور بالشر والبطولة بنفس القوة، ليظل "وحش التمثيل" الذي يخطف الأضواء أينما حلّ.